السبسي مرشح «النداء» في انتخابات رئاسة تونس

TT

السبسي مرشح «النداء» في انتخابات رئاسة تونس

كشف القيادي في حزب «نداء تونس» فوزي اللومي، أمام اجتماع حزبي عقد في العاصمة، أمس، أن الرئيس الباجي قائد السبسي سيكون مرشح الحزب في الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
وقال اللومي خلال الاجتماع الذي عقد للإعداد للمؤتمر الأول للحزب المقرر في مطلع مارس (آذار) المقبل، إن الحزب ينوي إعادة ترشيح السبسي الذي لم يعلن عن موقفه النهائي من الترشح لولاية ثانية واكتفى بالقول إن «أبواب الترشح للرئاسة مفتوحة أمام جميع التونسيين».
ودعا اللومي هياكل حزبه إلى «الإعداد الجيد للانتخابات البرلمانية فور الانتهاء من أعمال المؤتمر الوطني، باعتبارها ستكون سابقة على الانتخابات الرئاسية، وهي التي ستمثل مؤشراً قوياً على قوة الحزب ومكانته الحداثية لدى التونسيين».
وكان عدد من الأحزاب السياسية والمنظمات الاجتماعية التونسية قد أبدى اهتمامه بالمنافسة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، من بينها «اتحاد الشغل» (نقابة العمال) و«حركة النهضة» التي قالت إنها لن ترشح رئيسها راشد الغنوشي لكن سيكون لها مرشح آخر في السباق الرئاسي. ولم تقدم «النهضة» مرشحاً للرئاسة في انتخابات 2014. لكنها دعمت ترشح الرئيس السابق المنصف المرزوقي الذي خسر أمام السبسي.
ومن المنتظر فتح أبواب المنافسة على مصراعيها بين قيادات جناحي «نداء تونس»، وأولهما الذي يقوده حافظ قائد السبسي نجل الرئيس الحالي، والثاني «أمل تونس» الذي سيعلن عنه رسمياً نهاية الشهر ويسعى رئيس الحكومة يوسف الشاهد إلى تزعمه.
وأعد «نداء تونس» خريطة طريق لإعداد المؤتمر الانتخابي الأول في تاريخه. ومن المنتظر تنظيم المؤتمرات القاعدية والمحلية لنواب المؤتمر من 1 إلى 3 فبراير (شباط) المقبل، على أن تكون المؤتمرات على المستوى المناطقي ما بين 8 و10 من الشهر ذاته. وستنتهي هذه الاجتماعات بعقد مؤتمره الانتخابي الأول الذي ستنبثق عنه للمرة الأولى قيادة منتخبة.
ودعا القيادي في حزب «نداء تونس» رضا بلحاج إلى «استعادة مكانة الحزب في الساحة السياسية إثر الصعوبات التي واجهها»، في إشارة إلى الانقسامات الكثيرة التي ضربت الحزب وأدت إلى انسلاخ أربعة أحزاب جديدة منه.
واعتبر بلحاج أن «استعادة الحزب لمكانته في المشهد السياسي التونسي لا يمكن أن تكون إلا عبر إفراز قيادة حقيقية إثر انعقاد مؤتمر حقيقي وديمقراطي». وأضاف أن «النداء بصدد استرجاع قياداته التاريخية وتعزيز صفوفه بوجوه سياسية بارزة استعداداً للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة».
من جهة أخرى، أكد وزير الشؤون الاجتماعية محمد الطرابلسي عودة المفاوضات بين الحكومة و«اتحاد الشغل» هذا الأسبوع، تفاديا للإضراب العام الذي قررته القيادات النقابية يومي 20 و21 فبراير المقبل. وأضاف الطرابلسي، وهو قيادي نقابي سابق، أن الحكومة و«اتحاد الشغل» باتا «أقرب من أي وقت مضى لتوقيع اتفاق حول الزيادة في أجور» شاغلي الوظائف العمومية. وأشار إلى اتفاق الطرفين في الجلسة الأخيرة التي جمعت بينهما على القيمة المالية للزيادة، لكن الخلاف تركز على مواعيد الحصول عليها.
يذكر أن الاتحاد نظم إضراباً عاماً عن العمل في الوظائف العمومية والقطاع العام يوم 17 يناير (كانون الثاني) الحالي، بعد فشل التوافق على زيادات في أجور العاملين في الوظيفة العمومية. لكنه عاد السبت الماضي ليحدد يومي 20 و21 فبراير موعداً لإضراب عام جديد عن العمل.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».