أبو الغيط: لا ضغوط أميركية بشأن عدم حضور القادة

TT

أبو الغيط: لا ضغوط أميركية بشأن عدم حضور القادة

شدد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط على أنّه لم تصل إليه أي إشارة أو ضغوط أميركية بشأن عدم حضور القادة إلى القمة العربية الاقتصادية.
وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل في ختام القمة الاقتصادية في بيروت، إنّ الموضوع السوري لا يتناول في الجامعة العربية بشكل شامل، مضيفاً أنّ قرار تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية صدر حين لم يكن هو الأمين العام وأنه لم يرضه شخصياً.
من جهته، قال باسيل عن عودة سوريا إلى الجامعة العربية: «لمسنا تجاوباً مع فكرة عودة سوريا إلى الحضن العربي». وأوضح أن ‏لا تواصل مع سوريا بشأن عودتها إلى الجامعة العربية، مضيفاً: «لا نعرف موقفها من هذا الموضوع، بل نعبر عن رأي لبنان لأن عودة سوريا إلى الجامعة هو جزء من عودتها إلى الحضن العربي». وعن عدم مشاركة ليبيا في القمة، أضاف باسيل: «تأسفنا كدولة لبنانية لعدم مشاركة ليبيا وعبرنا عن عدم رضانا عن حدوثه، لكن هذا لا يمنع أن على القيادة الليبية مسؤولية القيام بكل واجباتها لكشف مصير الإمام موسى الصدر».
وكان باسيل شدد في بداية المؤتمر على أن القمة العربية الاقتصادية تكللت بالنجاح رغم كل ما حصل، لافتاً إلى أن لبنان قام بواجبه بتنظيم القمة وكانت مناسبة لتفعيل التواصل. ولفت باسيل إلى أن المؤتمر تميز بمبادرة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في سبيل التنمية. وأكد باسيل أن هذه القمة ستكون بداية عودة كل الدول العربية الـ22 إلى لبنان.
إلى ذلك, اختتم الرئيس اللبناني ميشال عون القمة الاقتصادية، أمس، بالتأكيد على أن المقرّرات التي صدرت عن القمة العربية الاقتصادية ستسهم في تعزيز العمل المشترك العربي، لافتاً إلى أنها تعتبر خطوة متقدّمة على طريق تأمين اقتصاد عربي متكامل نسعى جميعاً إليه نظراً لما يشكّله من فائدة أكيدة لدولنا وشعوبنا. وأعلن الرئيس عون مع انتهاء أعمال الدورة الرابعة من «القمّة العربيّة التنمويّة: الاقتصاديّة والاجتماعيّة»، أن لبنان سيتابع خلال فترة رئاسته للقمّة، وبالتعاون مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، هذه القرارات، وسيسهر على تنفيذها واستثمارها، سعياً لتأمين ظروف اجتماعية واقتصادية أكثر إشراقاً لشعوبنا، والمضي قدماً في مسيرة النهوض والازدهار، فالازدهار هو أحد عوامل السلام.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.