موسى التعمري... أمل «النشامى» ومفتاح «الحلول الفردية»

يعول الأردنيون كثيراً على نجمهم الشاب موسى التعمري (21 عاماً) لاعب أبويل نيقوسيا القبرصي الذي وعد قبل البطولة الآسيوية بأنه سيكون من أفضل لاعبي العالم، وذلك عندما يلتقي منتخب «النشامى» بمنافسه فيتنام ظهر اليوم في مواجهة دور الـ16.
ويرى المدرب والمحاضر الآسيوي ديان صالح أن الجناح الماهر الذي ذكرت تقارير أن فيورنتينا الإيطالي مهتم به «ينتظره مستقبل كبير في الدوري الإنجليزي أو الإيطالي. لاعبو أستراليا بمعظمهم محترفون وكان نداً قوياً لهم. أيضاً مع فريقه أبويل يحمل الفريق بمعظم الأوقات بأهدافه وتمريراته الحاسمة».
واعتبر مدرب النادي الأهلي الأردني عيسى الترك أن التعمري «يستحق أن يكون في أندية كبرى في أوروبا. لاعب شاب يملك طموحاً كبيراً. مهاري يملك حلولاً فردية هائلة يعتمد عليها المنتخب. مع تقدم البطولة تزداد خبرته وسيكون رقماً صعباً على الخصوم في دور الـ16 وثمن النهائي في حالة الحلول الفردية».
وحقق منتخب الأردن أقوى مفاجآت دور المجموعات في كأس آسيا 2019 لكرة القدم عندما فاز افتتاحاً على أستراليا حاملة اللقب قبل أن يتصدر مجموعته، وفي طريقه لمواجهة فيتنام في دور الـ16، كان الانضباط والتزام لاعبيه أبرز مفاتيح التأهل.
ويشرح عيسى الترك نقاط قوة «النشامى»، فيرى أن «الانضباط التكتيكي لدى اللاعبين كان الأهم، خصوصاً التمركز الدفاعي والانطلاق بمرتدات منظمة والاعتماد على الركلات الثابتة، سواء الركنية أو الأخطاء وأيضاً المهارة الفردية».
وتابع: «الانضباط كان واضحاً خصوصاً عند فقدان الكرة. يعود الفريق إلى منتصف ملعبه، بحثاً عن عملية توازن كمنظومة واحدة ثم الانطلاق».
وتغلب الأردن على أستراليا برأسية أنس بني ياسين قبل التفوق على سوريا بهدفي نجمه الشاب موسى التعمري وطارق خطاب.
وبدوره، تحدث المدرب والمحاضر الآسيوي ديان صالح عن «تكتيك جيد للمدرب وانسجام بين الجهاز الفني واللاعبين. المنتخب يطبق الواجبات بشكل كبير من خلال الالتزام والانضباط التكتيكي في المناطق الدفاعية، في الثلث الأخير كما في الوسط».
وتابع: «نملك أقوى طرفين في البطولة؛ ياسين البخيت وموسى التعمري، إضافة إلى لاعبي ارتكاز مميزين؛ هما خليل بن عطية وبهاء عبد الرحمن مع خط خلفي قوي وخبرة كبيرة لحارس المرمى (عامر شفيع)».
وأشاد صالح بـ«عطاء لا محدود من اللاعبين داخل الملعب. تواصلهم مع بعض خلال المباريات كان من نقاط القوة».
ولم يكن الأردن مرشحاً للمنافسة قبل البطولة، لا بل تعرض مدربه البلجيكي فيتال بوركيلمانز لانتقادات بسبب النتائج الودية السلبية على غرار الخسارة أمام قرغيزستان وقطر ثم التعادل مع الصين.
كما أن الأردن حل في مجموعة صعبة، تضم أستراليا حاملة اللقب وسوريا التي كانت من المرشحين للذهاب بعيداً، وفلسطين.
ويضيف الترك صاحب الخبرة الطويلة في الملاعب الأردنية: «كان سقف التوقعات منخفضاً قبل البطولة، حتى نظرة المنتخبات الأخرى تجاهنا. العمل الجاد للمنتخب والمدير الفني فيتال من خلال المعسكرات ونوعية المباريات (القوية) التي أجراها المنتخب في آخر 5 أشهر، كانت آثار ذلك إيجابية».
وعن الحارس شفيع، أجاب: «هو لاعب كبير يخوض بطولته الرابعة بعد 2004 و2011 و2015. خبرته الكبيرة ساعدت المنتخب كثيراً من الناحيتين الفنية والنفسية. يستمد اللاعبون الثقة منه وسيكون الحمل على عامر في المراحل المقبلة ونعول عليه كثيراً».
ولن تكون مواجهة فيتنام سهلة بحسب الترك، «لأنه (منتخب) منظم أيضاً. نحتاج إلى استراتيجية مختلفة. في المعسكر الإعدادي كان هناك تحضير لمواجهة أساليب مختلفة». أساليب قد تجد حلولها في البدائل، كما يشرح صالح. «البدائل تخدم المدرب بشكل كبير. ما يميز الأردن وجود 23 لاعباً بمقدورهم اللعب أساسيين. منذ فترة لم يمر على المنتخب بدائل مماثلون».
ووضع فيتال بوركلمانس مدرب الأردن كثيراً من الثقة في لاعبي فريقه قبل مواجهة فيتنام وطالبهم بأن يشعروا «بالسعادة» في الملعب.
وأبلغ بوركلمانس الصحافيين: «كمدرب، أعمل في هذا المستوى وأؤمن بلاعبي فريقي. لاعبو فريقي تدربوا على أعلى مستوى. عملنا معاً لـ7 أسابيع الآن وهم لاعبون رائعون. نمتلك مجموعة جيدة ولديها شيء استثنائي، في كل مباراة كل لاعب يبذل كل ما عنده، ويجب أن يشعروا بالسعادة في الملعب، أحتاج إلى لاعبين عندما ينزلون ملعب التدريب كل يوم يجب أن يكونوا سعداء لأنها وظيفة جيدة».
وأضاف: «عندما يكون الوضع بهذا الشكل في المران، من الممكن تنفيذ ذلك في الملعب أيضاً. هؤلاء الأشخاص رائعون، أعرف الكثير عنهم ولدي كثير من الثقة فيهم وفي المهارات التي يمتلكونها وعليهم مساعدة بعضهم».
ومضى قائلاً: «شاهدت مع طاقمي الفني كثيراً من المباريات لفيتنام. نعرف أنه فريق قوي جداً، لكننا نعرف نقاط ضعفه أيضاً. تحدثت إلى لاعبي فريقي كثيراً وقلت لهم (‬‬لقد حققتم هذا الإنجاز). تعرفون الفريق الفيتنامي، واجهتموه مرتين، لكن ذلك أصبح تاريخاً الآن. ما حدث في الدور الأول انتهى بالنسبة لي. الآن الأمر يتعلق بمباراة فيتنام. لا أنظر إلى الخلف مطلقاً، للأمام فقط. أعطي لكل لاعب معلومات عما يجب أن يفعله في الملعب وهذا عملي. قلت هذه المباراة ستكون صعبة جداً ولا أحد يعلم ما سيحدث لأي من الفريقين غداً، نحاول أن نبذل كل ما في وسعنا».
وتابع المدرب البلجيكي: «الأمر مختلف تماماً الآن، لعبنا 3 مباريات من أجل التأهل للدور الثاني والآن سنلعب مباراة واحدة للبقاء أو العودة للديار. سيلتقي فريقان يؤمنان بقدراتهما وسيفعلان كل ما يلزم للتأهل للدور التالي. إنها مباراة مختلفة تماماً في هذه اللحظة». وحث بوركلمانس لاعبي الأردن على استغلال الفرص وقال إنهم يعرفون ما ينبغي عليهم فعله في الملعب.
وأضاف: «اللاعبون يجب أن يكونوا مستعدين بدنياً وذهنياً حتى يقوموا بكثير من الأشياء في الملعب. لاعبو فريقي يعلمون ما ينبغي عليهم فعله. أقول دائماً للاعبين إنهم يصنعون كثيراً من الفرص كل مباراة وعليهم استغلال هذه الفرص وأن يسجلوا. نلعب بأسلوبنا ولدينا أسلوب جيد وربما نلعب غداً بطريقة أخرى. لدي ثقة في المهارات التي يمتلكونها وسنستعد لهذه المباراة ثم سنرى بعدها ما سنفعل».