«الأزمات الدولية» تطرح 3 سيناريوهات لحقن الدماء في السودان

«الأزمات الدولية» تطرح 3 سيناريوهات لحقن الدماء في السودان
TT

«الأزمات الدولية» تطرح 3 سيناريوهات لحقن الدماء في السودان

«الأزمات الدولية» تطرح 3 سيناريوهات لحقن الدماء في السودان

دعت {مجموعة الأزمات الدولية}، وهي مؤسسة بحثية مقرها بروكسل، الولايات المتحدة إلى {التدخل لحقن الدماء في السودان}، وناشدت في تقرير حول «المظاهرات السودانية» الدول الغربية الضغط على حكومة الرئيس عمر البشير لوقف العنف ضد المتظاهرين، وحذرت من تبعاته.
ودعا التقرير الدول المانحة إلى أن تؤكد للحكومة أن «أي تعاون ودعم مستقبلي يرتبط بممارساتها تجاه المتظاهرين». كما ناشدت واشنطن {أن تكون أكثر وضوحاً في (تأكيد) أن رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب مرتبط بسلوكه تجاه المتظاهرين السلميين»، وطالبتها بأن تصدر «تحذيرات لمختلف قادة الميليشيات والفصائل، مع إصدار عقوبات اقتصادية، وتجميد أرصدة كل من يثبت تورطه في قمع المتظاهرين».
واقترحت {الأزمات الدولية} أن تناشد الأمم المتحدة الالتماس من المحكمة الجنائية الدولية تجميد أو تأجيل التحقيقات حول الاتهامات الموجهة للبشير في ما يخص دارفور لمدة عام، وفق المادة 16 من ميثاق المحكمة. وردد رجل الأعمال السوداني المعروف محمد إبراهيم قبل أكثر من أسبوع هذا المقترح، وطالب بتأجيل قرار المحكمة الجنائية الدولية، شرط التزام البشير بالتنازل عن السلطة خلال عام.
ورسم التقرير ثلاثة خيارات أمام الحكومة السودانية، أولها الاستمرار ف يالمواجهة الأمنية للمظاهرات، {وفي هذه الحالة ستتبخر بصفة نهائية آماله برفع بلده السودان من قائمة الدول الداعمة للإرهاب، وإعفاء الديون المتراكمة، وجذب الاستثمارات والمنح}.

أما السيناريو الثاني فهو أن تؤدي المظاهرات إلى عزل البشير، بواسطة حزب المؤتمر الوطني الحاكم، أو الجيش، أو جهازه الأمني، {لكن احتمال نجاح الانقلاب مستبعد في الوقت الراهن، ولذلك فقد يفضي عزل البشير من قبل حزبه أو الجهات العسكرية إلى واقع سياسي جديد، لا سيما أن الجهات الدولية تخشى من عدم الاستقرار وازدياد معدل الاضطرابات إذا حدث ذلك}.
أما السيناريو الثالث، فهو أن يتنازل البشير عن السلطة ويتغير بذلك هرم الحكم، خصوصاً أن {بعض حلفاء البشير ومسؤولين كباراً يشجعونه على التنحي وعدم الترشح في الانتخابات المزمع إجراؤها عام 2020}. وهذا الاتجاه، بحسب المجموعة، ربما يجد قبولاً من طرف المتظاهرين. لكن التقرير يرى أن هذا السيناريو {مستبعد الآن لأن البشير يخشى في حال تنازله عن السلطة أن تحمله الحكومة الجديدة تبعات فترة حكمه، بما في ذلك تسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية}.
وكانت حكومة البشير قد واجهت العديد من المظاهرات الشعبية، آخرها في يناير (كانون الثاني) 2018، وقبلها في سبتمبر (أيلول) 2013. والتي شهدت أحداث عنف قتل خلالها أكثر من 250 شخصاً بحسب تقارير منظمات دولية. غير أن بعض المراقبين يعتقدون أن المظاهرات الحالية تختلف عن سابقاتها من حيث الاستمرارية.



«هدنة غزة»: غموض يكتنف مصير المفاوضات وترقب لنتائج «جولة القاهرة»

صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

«هدنة غزة»: غموض يكتنف مصير المفاوضات وترقب لنتائج «جولة القاهرة»

صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

غموض يكتنف مصير الهدنة في قطاع غزة مع انتهاء المرحلة الأولى دون أفق واضح للخطوة التالية، وسط تمسك كل طرف بموقفه، ومحاولات من الوسطاء، كان أحدثها جولة مفاوضات في القاهرة لإنقاذ الاتفاق، وحديث عن زيارة مرتقبة للمبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، إلى إسرائيل ضمن مساعي الحلحلة، وسط مخاوف من عودة الأمور إلى «نقطة الصفر».

تلك التطورات تجعل مصير المفاوضات بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، في مهب الريح وتنتظر تواصل جهود الوسطاء وخصوصاً ضغوط أميركية حقيقية على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو؛ للوصول لصيغة مقبولة وتفاهمات بشأن مسار الاتفاق لاستكماله ومنع انهياره، وخصوصاً أن «حماس» لن تخسر ورقتها الرابحة (الرهائن) لتعود إسرائيل بعدها إلى الحرب دون ضمانات حقيقية.

وبعد 15 شهراً من الحرب المدمّرة، بدأت الهدنة في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي، وانتهت مرحلتها الأولى (42 يوماً)، السبت، وشملت إفراج «حماس» وفصائل أخرى عن 33 من الرهائن بينهم 8 متوفين، مقابل إطلاق سراح نحو 1700 فلسطيني من سجون إسرائيل، فيما لا يزال 58 محتجزين داخل قطاع غزة، بينهم 34 يؤكد الجيش الإسرائيلي أنهم قد تُوفوا، وسط انتظار لبدء المرحلة الثانية المعنية بانسحاب نهائي ووقف للحرب على مدار 42 يوماً، وأخرى ثالثة معنية بإعمار القطاع.

وأفادت صحيفة «تايمز أوف» إسرائيل، السبت، بأن نتنياهو أجرى، مساء الجمعة، مشاورات مطولة مع كبار الوزراء ومسؤولي الدفاع بشأن الهدنة، على غير العادة، في ظل رفض «حماس» تمديد المرحلة الأولى «ستة أسابيع إضافية» ومطالبتها بالتقدم إلى مرحلة ثانية.

وطرحت المشاورات بحسب ما أفادت به «القناة 12» الإسرائيلية، السبت، فكرة العودة إلى القتال في غزة، في حال انهيار الاتفاق، لافتة إلى أن الولايات المتحدة تضغط لتمديد المرحلة الأولى.

فلسطينيون نزحوا إلى الجنوب بأمر إسرائيل خلال الحرب يشقُّون طريقهم عائدين إلى منازلهم في شمال غزة (رويترز)

بينما نقلت «تايمز أوف إسرائيل»، السبت، عن مصدر دبلوماسي إسرائيلي، أن وفد بلادها عاد من محادثات تستضيفها القاهرة منذ الخميس بشأن المراحل المقبلة وضمان تنفيذ التفاهمات، كما أعلنت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية الرسمية، لكن المحادثات «ستستأنف السبت»، وفق الصحيفة.

وأكدت متحدث «حماس»، حازم قاسم، السبت، أنه لا توجد حالياً أي «مفاوضات مع الحركة بشأن المرحلة الثانية»، وأن «تمديد المرحلة الأولى بالصيغة التي تطرحها إسرائيل مرفوض بالنسبة لنا»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز»، دون توضيح سبب الرفض.

ويرى الخبير الاستراتيجي والعسكري، اللواء سمير فرج، أن مصير المفاوضات بات غامضاً مع تمسك إسرائيل بطلب تمديد المرحلة الأولى، ورفض «حماس» للتفريط في الرهائن أهم ورقة لديها عبر تمديد لن يحقق وقف الحرب.

ولا يمكن القول إن المفاوضات «فشلت»، وفق المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، الذي لفت إلى أن هناك إصراراً إسرائيلياً، على التمديد والبقاء في 3 بؤر عسكرية على الأقل في شمال وشرق القطاع و«محور فيلادليفيا»، بالمخالفة لبنود الاتفاق ورفض من «حماس».

لكنّ هناك جهوداً تبذل من الوسطاء، والوفد الإسرائيلي سيعود، وبالتالي سنكون أمام تمديد الاتفاق عدة أيام بشكل تلقائي دون صفقات لحين حسم الأزمة، بحسب الرقب.

ونقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن مصادر، قولها إنه إذا وافقت «حماس» على تمديد المرحلة الأولى من خلال الاستمرار في تحرير دفعات من الرهائن، فإنها بذلك تخسر النفوذ الرئيسي الوحيد الذي تمتلكه حالياً. وذلك غداة حديث دبلوماسي غربي كبير لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، أشار إلى أن نتنياهو يستعد للعودة إلى الحرب مع «حماس».

طفل يسير في حي دمرته الحرب تم وضع زينة شهر رمضان عليه في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

ووسط تلك الصعوبات، استعرض وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، بالقاهرة، مع رئيس وزراء فلسطين، محمد مصطفى مستجدات الجهود المصرية الهادفة لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة وتنفيذ كل بنوده خلال مراحله الثلاث، وخطط إعادة الإعمار في قطاع غزة في وجود الفلسطينيين على أرضهم وترتيبات القمة العربية غير العادية المقرر عقدها يوم 4 مارس (آذار) الحالي بالقاهرة، مؤكداً دعم مصر للسلطة الفلسطينية ودورها في قطاع غزة.

ويعتقد فرج أن حل تلك الأزمة يتوقف على جدية الضغوط الأميركية تجاه إسرائيل للوصول إلى حل، مؤكداً أن التلويح الإسرائيلي بالحرب مجرد ضغوط لنيل مكاسب في ظل حاجة «حماس» لزيادة دخول المواد الإغاثية في شهر رمضان للقطاع.

وبعد تأجيل زيارته للمنطقة، ذكر ويتكوف، الأربعاء، خلال فعالية نظّمتها «اللجنة اليهودية-الأميركية»، إنه «ربّما» ينضمّ إلى المفاوضات يوم الأحد «إذا ما سارت الأمور على ما يرام».

ويرجح الرقب أن الأمور الأقرب ستكون تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق مع ضمانات واضحة لأن الوسطاء و«حماس» يدركون أن إسرائيل تريد أخذ باقي الرهائن والعودة للحرب، مشيراً إلى أن «الساعات المقبلة بمحادثات القاهرة ستكون أوضح لمسار المفاوضات وتجاوز الغموض والمخاوف الحالية».