دخل الاتحاد الأفريقي على خط الوساطة، ودعا جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى تعليق إعلان النتائج النهائية لانتخابات الرئاسة المتنازع عليها، التي أثيرت حولها الشكوك من قبل جهات عدة. واتفق قادة دول الاتحاد الأفريقي المجتمعون في إثيوبيا على إرسال «وفد رفيع المستوى» إلى الكونغو الديمقراطية، حسب بيان تم نشره على حساب الاتحاد الأفريقي على «تويتر».
ويضيف القادة أنهم «اتفقوا على أن يرسلوا عاجلاً وفداً رفيع المستوى إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية؛ يضم رئيس الاتحاد الأفريقي (الرئيس الرواندي بول كاغامي) ورؤساء دول وحكومات آخرين ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي». وستكون مهمة الوفد التواصل «مع جميع الجهات المعنية الكونغولية من أجل التوصل إلى حل للأزمة التي أعقبت الانتخابات». وأضاف البيان أن قادة الدول الأفريقية المجتمعين في مقر الاتحاد «يناشدون كل الفرقاء المعنيين في جمهورية الكونغو الديمقراطية التعاطي بإيجابية مع الوفد الأفريقي رفيع المستوى لما فيه مصلحة بلدهم وشعبهم».
وشارك في اجتماع الخميس الرئيس الرواندي الذي يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد، ورئيس المفوضية موسى فقي محمد، والكثير من قادة الدول الأفريقية. وقال رئيس مفوضية الاتحاد في كلمته الافتتاحية، إن «شكوكاً جدية» تحيط بالنتائج المعلنة. ويعكس البيان الأخير للاتحاد موقفاً مغايراً لما أعلنته مجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية التي كانت دعت السياسيين الكونغوليين إلى «احترام الدستور (الكونغولي) والقوانين الانتخابية» من دون الإشارة إلى إعادة الفرز.
ويزيد التحرك النادر من جانب الاتحاد، الغموض حول العملية الجارية بعد الانتخابات التي كانت تهدف لتحقيق أول انتقال ديمقراطي للسلطة في تاريخ البلاد منذ استقلالها قبل 59 عاماً. ومن المقرر أن تنشر مفوضية الانتخابات النتائج النهائية، بمجرد أن تحسم المحكمة الدستورية الطعون على النتائج الأولية. وقال دبلوماسي غربي، مشترطاً عدم الكشف عن اسمه لـ«رويترز»، إن قرار الاتحاد غير مسبوق. وأضاف: «لا أتذكر مثالاً آخر دعا فيه الاتحاد الأفريقي إلى تعليق التصديق على نتائج». وامتنعت وزارة الخارجية الكونغولية عن التعليق على بيان الاتحاد. وكان مرشح المعارضة مارتن فايولو، الذي حل ثانياً، طلب إعادة فرز الأصوات، زاعماً أنه حقق فوزاً ساحقاً، وأن الانتصار الذي حققه المعارض الآخر فليكس تشيسكيدي قد رتبته السلطات. وينفي مسؤولو الانتخابات حدوث تلاعب. وأفادت عدة وسائل إعلام دولية يوم الثلاثاء بأن بيانات التصويت المسربة أظهرت أن المرشح الأوفر حظاً مارتن فايولو فاز بشكل مؤكد في الانتخابات التي جرت في 30 ديسمبر (كانون الأول). وقال فايولو عبر «تويتر»: «نشكر الاتحاد الأفريقي على جهوده المتواصلة لصالح الحقيقة والعدالة في الكونغو الديمقراطية... ونكرر دعوتنا لإعادة الفرز».
وأوضحت التقارير أن الفائز المعلن من جانب اللجنة الانتخابية، الأسبوع الماضي، فيليكس تشيسكيدي، قد خسر بالفعل. وكان فايولو قد احتج على ذلك بالفعل، ودعا أعلى محكمة في البلاد لأن تأمر بإعادة الفرز، وهو أمر يجري التداول بشأنه حالياً. ويعتقد فايولو أن يكون تشيسكيدي والرئيس جوزيف كابيلا قد عقدا صفقة في الخفاء بعد أن أظهرت النتائج المبكرة أن مرشح كابيلا المختار، إيمانويل رامزاني شاداري، حل في المركز الثالث. ولم تهنئ القوى الغربية، تشيسكيدي، وأعربت فرنسا عن قلقها إزاء النتائج الرسمية الأولية التي شهدت فوز تشيسكيدي بنسبة 57.38 في المائة من الأصوات مقابل 8.34 في المائة لفايولو. وأعربت الكنيسة الكاثوليكية ذات النفوذ، عن دعمها للمرشح فايولو، مؤكدة أن تشيسكيدي لم يفز، ودعا جيران الكونغو الديمقراطية في الجماعة الإنمائية للجنوب الأفريقي (سادك)، السلطات الانتخابية، إلى إعادة فرز الأصوات. ودعت «سادك» إلى «معالجة أي مظالم انتخابية، وفقاً لدستور جمهورية الكونغو الديمقراطية والقانون الانتخابي ذي الصلة».
الاتحاد الأفريقي يدعو إلى تأجيل إعلان نتائج الانتخابات في الكونغو
الاتحاد الأفريقي يدعو إلى تأجيل إعلان نتائج الانتخابات في الكونغو
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة