مرصد «الإسلاموفوبيا» بمصر يدعو مسلمي الغرب لعدم الالتفات لليمين المتطرف

طالبهم بلعب دور إيجابي فعال في المجتمعات

TT

مرصد «الإسلاموفوبيا» بمصر يدعو مسلمي الغرب لعدم الالتفات لليمين المتطرف

دعا مرصد «الإسلاموفوبيا» في مصر، مسلمي إسبانيا، إلى لعب الأدوار الإيجابية والفعالة في المجتمع الإسباني، وتقديم النموذج والمثل في الولاء للوطن والدفاع عن مصالحه، باعتبارهم جزءاً أصيلاً من مجتمعاتهم الأوروبية التي يعيشون بها. كما دعا المرصد مسلمي إسبانيا والغرب إلى عدم الالتفات إلى محاولات اليمين المتطرف لاستفزازهم وغيرها من المحاولات، التي تسعى لاختلاق الصراعات وبث الفزع من الإسلام والمسلمين في أوساط المجتمع الإسباني على وجه الخصوص والمجتمع الغربي على وجه العموم.
وأنشأت دار الإفتاء المصرية مرصد «الإسلاموفوبيا» لرصد ظاهرة الخوف من الإسلام ومعالجتها، وتقديم كل التصورات والتقديرات الضرورية لمواجهتها، وللحد من تأثيرها في الجاليات الإسلامية في الخارج، وتصحيح المفاهيم والصور النمطية المغلوطة عن الإسلام والمسلمين في الخارج. ويتمثل الهدف الرئيسي للمرصد في مواجهة ظاهرة «الإسلاموفوبيا» والعنصرية ضد المسلمين، وذلك عبر خلق «ذاكرة رصدية» تسهم بشكل كبير وفعال في اختيار أفضل السبل للتواصل مع الأطراف المختلفة - خصوصاً في الأوساط الإعلامية والبحثية، والتواصل مع صناع القرار في مختلف الكيانات - تواصلاً مبنياً على المعرفة المسبقة والرصد والتحليل لتلك الكيانات ولتوجهاتها، بهدف إنتاج خطاب إعلامي خادم لمصالح المسلمين في العالم، وللدفع نحو مساندتهم على المستويين الرسمي والشعبي لدى الغرب.
في السياق ذاته، أشاد مرصد «الإسلاموفوبيا» بتصريحات وزير خارجية إسبانيا جوسيب بوريل، التي أكد فيها أن «الإسلام لم يصل إلى إسبانيا عبر قوارب الهجرة، بل هو جزء من هذا البلد الأوروبي»، وذلك رداً على حملات اليمين المتطرف في إسبانيا ضد هجرة العرب والمسلمين. وأكد وزير الخارجية الإسباني في تصريحاته أن «الإسلام يشكل جزءاً من المشهد العام في أوروبا، أما بالنسبة لإسبانيا فهي جزء من أوروبا التي وجد فيها الإسلام 7 قرون، وهو ما يميزها، فيعيش في إسبانيا 4 في المائة من المسلمين أي 2 مليون، ومنهم من يحمل الجنسية الإسبانية». وأوضح مرصد «الإسلاموفوبيا» في بيان أصدره أمس، أن «تصريحات وزير خارجية إسبانيا حول العرب والإسلام جاءت رداً على الحزب القومي اليميني المتطرف فوكس، الذي ينادى بالتقليل من المظاهر العربية والإسلامية في إسبانيا وأوروبا، خصوصاً بعدما نجح في الحصول على أكثر من 10 في المائة من الأصوات في إقليم الأندلس».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.