مسرحية «جرائم زوجية» تعيد المشاهد التونسي لعالم المسرح الكلاسيكي

أعاد المخرج التونسي محمد علي سعيد المتفرج التونسي إلى عالم المسرح الكلاسيكي من خلال عرض مسرحية «جرائم زوجية» المقتبسة من نص للكاتب الفرنسي البلجيكي إريك أمانويل شميت، وكتابة الدراما من قبل الكاتب التونسي معز حمزة.
هذه المسرحية التي عرضت على مسرح مدينة القلعة الكبرى (وسط شرقي تونس) قدمت واقع رجل وامرأة انطلقا في رحلة اكتشاف وتعارف من جديد بلغا حد التصادم بعد زواج دام أكثر من 15 سنة، وأدى دوريهما الممثل التونسي المعروف توفيق البحري والممثلة الشابة مريم القبودي، وقدما تساؤلات عميقة عن الحياة الزوجية ومشكلاتها المتعددة، وأشارا بلغة مسرحية قريبة من المتلقي إلى ضرورة أن تكون الأسرة مكانا للطمأنينة والصدق والسكون لا أن يكون الفضاء العائلي مكانا للخوف والريبة والشك والغيرة القاتلة.
المسرحية اعتمدت على ديكور بسيط لزوجين يعيشان مع بعضهما مدة 15 سنة ولكنهما لا يعرفان كثيرا عن عمق علاقتهما الزوجية. الزوج كاتب روايات بوليسية ادعى فقدان الذاكرة في محاولة لنسيان تفاصيل يوم أن تعرض لمحاولة قتل من قبل زوجته التي فقدت أعصابها وهي ترى زهرة شبابها تذبل يوما بعد يوم، والأزهار من حولها تزداد جمالا وتخشى أن تزوغ عين زوجها ويهجرها إلى إحدى الزهرات المتفتحة خارج البيت لذلك تحاول إيقاظ عواطفه الزوجية الكامنة وأن تكون درجة الاهتمام بها على قدر السنوات التي قضتها معه، وهي مستعدة لكل التحديات بما فيها محاولة قتله.
الزوج يخشى أن تتحول زوجته إلى إحدى بطلات رواياته البوليسية فتسعى إلى التخلص منه باستعمال حيل يعرفها لدى الفارين من وجه العدالة، أما الزوجة فهي مستقرة في منزلها ولا تطلب من زوجها غير الاهتمام النفسي لتصبح العلاقة سوية بينهما عوضا عن واقع التردد والشك المميت.
وعن هذه المسرحية يقول الناقد الفني محمد علي خليفة، إنها عمل مسرحي بسيط في ظاهره من حيث الديكور واللغة المستعملة، ولكنه عميق من حيث المعاني والقدرة على النبش في ركن كثيرا ما يتفادى كل فرد منا طرق بابه، على حد تعبيره.
مسرحية «جرائم زوجية» تنبه لخطورة الركن المهجور على الحياة الزوجية وهي تعبير عن لحظات الهدوء التي تعترض حياتنا، وكذلك عن الوساوس الكثيرة التي تعشش في أدمغة المتزوجين وتدفعهم أحيانا إلى ارتكاب المحظور.