البنتاغون يكشف هوية 3 من أصل 4 أميركيين قتلوا بهجوم منبج

واشنطن رجّحت مسؤولية «داعش» عن التفجير

القائد العسكري الأميركي جوناثان فارمر الذي قتل في هجوم منبج (رويترز)
القائد العسكري الأميركي جوناثان فارمر الذي قتل في هجوم منبج (رويترز)
TT

البنتاغون يكشف هوية 3 من أصل 4 أميركيين قتلوا بهجوم منبج

القائد العسكري الأميركي جوناثان فارمر الذي قتل في هجوم منبج (رويترز)
القائد العسكري الأميركي جوناثان فارمر الذي قتل في هجوم منبج (رويترز)

كشفت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عن هوية ثلاثة من أربعة أميركيين قتلوا في الهجوم الذي استهدف دورية للتحالف الدولي ضد «داعش» بمدينة منبج شمال سوريا أول من أمس (الأربعاء).
وقال البنتاغون في بيان اليوم الجمعة، إن القتلى هم القائد العسكري جوناثان فارمر (37 عاما) وهو من ولاية فلوريدا، والقائد البحري شانون كينت (35 عاما) والمتخصص بفك التشفير من المجموعة 66 بميريلاند، والثالث هو سكوت ويرتز  وهو موظف مدني بوزارة الدفاع
ولم تكشف وزارة الدفاع عن هوية القتيل الرابع، وهو متعاقد يعمل لدى شركة خاصة. 
إلى ذلك ،قال مصدران بالحكومة الأميركية أمس (الخميس)، إن الولايات المتحدة تعتقد أن تنظيم داعش مسؤول على الأرجح عن هجوم الأربعاء، وإن كانت لم تتوصل إلى نتيجة حاسمة في هذا الشأن.
ونقلت وكالة «رويترز» عن المصدرين، اللذين طلبا عدم نشر اسميهما، قولهما إن وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» ووكالات أميركية أخرى تحقق في أمر الجهة التي نفذت هجوم منبج في سوريا.
وقال أحد المصدرين إن المسؤولين الذين يدرسون الواقعة لا يرفضون إعلان «داعش» المسؤولية عن التفجير ، ويعتبرونه مقبولاً، إن لم يكن مرجحاً.
ووقع الهجوم بعد شهر تقريباً من إعلان الرئيس دونالد ترمب قراره، الذي فاجأ به فريقه للأمن القومي في 19 ديسمبر (كانون الأول) بسحب القوات الأميركية، البالغ قوامها ألفي فرد من سوريا، معلناً هزيمة «داعش» هناك.
والهجوم الذي وقع في منبج، التي تسيطر عليها «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من واشنطن، هو أكبر هجوم تتعرض له القوات الأميركية في سوريا من حيث عدد القتلى، على ما يبدو، منذ انتشرت هناك عام 2015.
وأكد نائب الرئيس الأميركي مايك بنس بعد ساعات من وقوع التفجير، أن التنظيم المتطرف هُزم.
ويرى خبراء أن «داعش» لم يهزم، على الرغم من خسارة التنظيم المتشدد كل الأراضي التي سيطر عليها في عامي 2014 و2015 بعد سيطرته على أجزاء من سوريا والعراق، معلناً قيام دولة «خلافة».
وفي حين تراجعت سيطرة التنظيم على الأراضي، فإن خبراء يعتقدون أنه لم يفقد قوته، وما زال قادراً على تنفيذ هجمات بأسلوب حرب العصابات.
وأعلن التنظيم المتطرف، عبر وكالته «أعماق»، الأربعاء، مسؤوليته عن الهجوم، وذكر أن انتحارياً فجّر سترته الناسفة في منبج.
وفي الشهر الماضي، دعت «وحدات حماية الشعب الكردية»، المدعومة من واشنطن والمتحالفة مع المقاتلين الذين يسيطرون على منبج، النظام السوري لدخول المنطقة المحيطة بالبلدة، لدرء هجوم تركي محتمل.
ودخلت قوات النظام المنطقة بعد ذلك بوقت قليل.
وتوعدت «قوات سوريا الديمقراطية»، التي تقودها «وحدات حماية الشعب الكردية»، بتصعيد هجماتها على فلول تنظيم داعش.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».