المؤسسات الإسلامية في القدس تحتج على دخول المساجد وترميم إسرائيلي في الأقصى

TT

المؤسسات الإسلامية في القدس تحتج على دخول المساجد وترميم إسرائيلي في الأقصى

حذرت أبرز المؤسسات الدينية الإسلامية في القدس الشرقية المحتلة، من ممارسات جديدة لسلطات الاحتلال الإسرائيلي في الحرم القدسي الشريف، وقالت إن هذه السلطات بدأت بأعمال ترميم، في الجدار الغربي للمسجد الأقصى، وهو ما يمثل «اعتداءً على صلاحيات دائرة الأوقاف الإسلامية». وأنها أدخلت مجموعة من الزوار اليهود والأجانب إلى قلب المساجد والمصليات، من دون تفسير ومن دون طلب إذن بذلك من دائرة الأوقاف.
وفي بيان مشترك لها، حذّر مجلس الأوقاف، والهيئة الإسلامية العليا، ودائرة الإفتاء، ودائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، أمس الخميس، سلطات الاحتلال الإسرائيلي من «تغيير الوضع التاريخي والقانوني في القدس، الذي أقرته مواثيق دولية وعالمية». وقالت: «قامت السلطات الإسرائيلية، أمس الأربعاء «بنصب سقائل عالية بنيّة مبيته للقيام بأعمال ترميم في الحائط الغربي من جهة الـمتحف الإسلامي، وهو جدار المسجد الأقصى، مما يعتبر اعتداءً صارخا على صلاحيات الأوقاف الإسلامية صاحبة الاختصاص في الترميم على مدار الزمان قبل الاحتلال وبعده». ولفتت إلى أن السلطات الإسرائيلية قامت سابقا بعدة حفريات عميقة، كشفت عن أساسات المسجد الأقصى، مما أدى إلى سقوط أحد أحجاره، في شهر يوليو (تموز) يوليو 2018.
وقالت إنه «بعد سقوط الحجر قامت بسرقته ونقله إلى مكان مجهول، ورغم مطالبة الحكومة الأردنية والأوقاف الإسلامية بإرجاع الحجر كي تقوم الأوقاف بإعادته إلى مكانه، إلا أن دولة الاحتلال ماطلت وما زالت في ذلك ولم تعد الحجر». وطالبت المؤسسات السلطات الإسرائيلية، بـ«فك السقائل فورا وإلا عليها أن تتحمل مسؤولية ما سينتج عن هذا الفعل». وقالت إن «الأوقاف ستقوم بمسؤولياتها وتحت الوصاية الهاشمية بصيانة جدران المسجد الأقصى المبارك وتنفيذ المشاريع الهامة في المسجد، وعلى الشرطة أن تمتنع عن إعاقتها لهذه المشاريع».
وناشدت المؤسسات الإسلامية العاهل الأردني، عبد الله الثاني بن الحسين، بصفته صاحب الرعاية والوصاية على الأماكن الإسلامية والـمسيحية بالقدس، «التدخل الفوري لوقف الاعتداء الإسرائيلي». كما طالبت المؤسسات الدينية «شعبنا وأمتنا بالوقوف مع المسجد الأقصى، كما نطالب منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية وأحرار العالم بالوقوف إلى جانب مسجدهم وعقيدتهم».
وكانت مجموعة إسرائيلية قد دخلت إلى باحات الأقصى، صباح اليوم الخميس، وتجاوزت أماكن الزيارة العادية ودخلت إلى المصليّات المسقوفة في المسجد الأقصى، برفقة قوة عسكرية أمنّت لهم الحماية. وقد حاولت دائرة الأوقاف الإسلامية منعهم من اقتحام المصلّيات؛ إلا أنهم أصروا على ذلك ودخلوها بالقوّة. وقد دخلوا إلى مسجد قبة الصخرة، والمصلّى القِبْلي، والمصلّى المرواني. وقالت دائرة الأوقاف إنها لم تعرف هوية المجموعة التي كانت برفقة الضباط الإسرائيليين.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».