«الحشد» يعزز وجوده على الحدود مع سوريا

TT

«الحشد» يعزز وجوده على الحدود مع سوريا

أعلن «الحشد الشعبي» تعزيز وجوده على الشريط الحدودي بين العراق وسوريا، غداة هجوم لتنظيم داعش على «قوات سوريا الديمقراطية» وجنود أميركيين قرب الحدود.
وقال قائد عمليات «الحشد» في الأنبار قاسم مصلح، في تصريحات، أمس، إن «تنظيم داعش شن هجوماً على قوات سوريا الديمقراطية داخل الحدود السورية... وكإجراء احتياطي، عزز الحشد الشعبي قواته على الشريط الحدودي، تحسباً لأي طارئ».
يذكر أن القوات العراقية و«الحشد» عززا في وقت سابق من انتشارهما على الحدود، خصوصاً مع سوريا، لمنع تسلل عناصر «داعش» إلى الأراضي العراقية.
يأتي ذلك في وقت لا يزال الحديث عن تسليم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، قوائم بنحو 67 فصيلاً مسلحاً تنتمي إلى «الحشد الشعبي» لحلها ووضع قيادات فيها على قائمة الإرهاب. ونفى رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، تسلمه هذه القائمة، لكن عدداً من قيادات «الحشد» والفصائل أكدت استعدادها لخوض مواجهة مع الأميركيين.
ونفى المتحدث باسم كتلة «الفتح» النائب أحمد الأسدي، لـ«الشرق الأوسط»، وجود «مثل هذه القوائم»، معتبراً أن «ما يُنشر في وسائل الإعلام بهذا الشأن غير صحيح». وأضاف أنه «بصرف النظر عن كل ما يقال بهذا الشأن، فإننا نرى أن التعامل مع الوجود الأجنبي في العراق مرهون بمدى الحاجة الماسّة إليه». وأوضح أن «المشكلة أنه لا أحد يعلم العدد الحقيقي للقوات الأميركية في العراق، وأعتقد أن عدم وضوح سبب الوجود الأميركي يعود إلى تكتم الحكومة السابقة».
إلى ذلك، أقرت الحكومة العراقية «سور العراق الرقمي» بهدف تعزيز الأمن السيبراني. وقال مكتب رئيس الوزراء في بيان إن «مجلس الأمن الوطني بحث أهم التطورات الأمنية في البلاد، واتخذ الإجراءات اللازمة بشأنها»، موضحاً أنه «تم عرض مشروع سور العراق الرقمي وميزاته التقنية وأهميته من جميع النواحي، وفي مقدمتها إبطال عمل الشبكات الإرهابية». وأوضح البيان أن عبد المهدي «أبدى ملاحظاته وتوجيهاته بأن يكون المشروع متكاملاً وفعالاً، مثمناً جهود القائمين على إنجاز المشروع». كما وافق المجلس على «استراتيجية مكافحة التطرف العنيف المؤدي للإرهاب».
وأشار مسؤول أمني عراقي إلى أن «هذا السور مجاز لفظي كناية عن مجموعة إجراءات تقنية لحماية العراق من أي هجوم سيبراني يستهدف المؤسسات الرسمية أو قطاعات العمل أو مجالات استخدام العمليات الإلكترونية في الحياة». وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «العراق شكَّل ما باتت تسمى الشرطة الإلكترونية، وهي نقلة نوعية أن يتم بناء تقنيات متطورة كهذه».



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.