مقتل جنود أميركيين ومدنيين بهجوم انتحاري في منبج

أكد التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، الأربعاء، مقتل أربعة جنود أميركيين في الهجوم الذي تبناه تنظيم داعش في مدينة منبج السورية، دون أن يحدد عددهم.
وقال متحدث باسم قوات التحالف في بيان نشر على مواقع التواصل الاجتماعي: «قتل أفراد من القوات الأميركية خلال انفجار أثناء قيامهم بدورية روتينية في سوريا اليوم». وأضاف: «لا نزال نجمع المعلومات وسننشر تفاصيل إضافية في وقت لاحق».
من جهتها، قالت سارة ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض في بيان الأربعاء، إنه جرى إبلاغ الرئيس دونالد ترمب بتطورات الوضع في سوريا، وذلك بعد انفجار قرب دورية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في سوريا، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه أدى لمقتل 16 شخصا.
وأضافت ساندرز: «جرى إبلاغ الرئيس بالوضع كاملا وسنواصل متابعة الوضع الحالي في سوريا»، قبل أن تحيل أسئلة الصحافيين إلى وزارة الدفاع الأميركية.
وأفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن وكالة الصحافة الفرنسية بارتفاع حصيلة قتلى التفجير الانتحاري إلى «15 قتيلاً بينهم تسعة مدنيين على الأقل بالإضافة إلى خمسة مقاتلين محليين تابعين لقوات سوريا الديمقراطية كانوا يرافقون دورية التحالف الدولي».
وكانت حصيلة أولية للمرصد أفادت بمقتل سبعة مدنيين على الأقل بالإضافة إلى عنصر أميركي، وإصابة عنصر آخر بجروح بليغة.
واستهدف التفجير الانتحاري وفق المرصد، مطعماً في وسط مدينة منبج، التي يسيطر عليها مقاتلون عرب وأكراد ينضوون في صفوف مجلس منبج العسكري، التابع لقوات سوريا الديمقراطية.
وتضم المدينة ومحيطها مقرات لقوات التحالف، لا سيما الأميركية. وقال عبد الرحمن إن «انتحارياً أقدم على تفجير نفسه عند مدخل المطعم أثناء وجود عناصر دورية أميركية تابعة للتحالف داخله». وأضاف: «إنه الهجوم الانتحاري الأول الذي يطال بشكل مباشر دورية للتحالف الدولي في مدينة منبج منذ عشرة شهور».
وبعد وقت قصير من وقوعه، تبنى تنظيم داعش الهجوم. وأفادت وكالة «أعماق» الدعائية التابعة للتنظيم في بيان، نقلته حسابات متطرفة على تطبيق «تلغرام»، بـ«هجوم بسترة ناسفة يضرب دورية للتحالف الدولي بمدينة منبج».
وتقدم قوات التحالف الدولي التي تستهدف التنظيم المتطرف في سوريا منذ عام 2014، الدعم لقوات سوريا الديمقراطية التي تقود آخر معاركها ضد المتطرفين في شرق سوريا.
وفي تغريدة باللغة الإنجليزية على «تويتر»، كتب المتحدث باسم مجلس منبج العسكري شرفان درويش: «الإرهاب يضرب مدينة منبج الآمنة. انفجار في سوق المدينة المزدحمة».
ويأتي هذا التفجير بعد أسابيع عدة من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قراره المفاجئ بسحب كل قواته من شمال سوريا بعدما حققت هدفها بـ«إلحاق الهزيمة» بالتنظيم، على حد قوله.
ورغم الخسائر الميدانية الكبرى التي مني بها خلال العامين الأخيرين، فلا يزال التنظيم قادراً على شن هجمات داخل سوريا وخارجها. ويقتصر حضوره حالياً على البادية السورية الممتدة من وسط البلاد حتى الحدود العراقية. كما يتصدى لهجوم تشنه قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف في آخر جيب له في محافظة دير الزور شرقاً.
وفي المناطق التي تمّ طرده منها، يتحرّك التنظيم من خلال «خلايا نائمة» تقوم بوضع عبوات أو تنفيذ عمليات اغتيال أو خطف أو تفجيرات انتحارية تستهدف مواقع مدنية وأخرى عسكرية.