«جدة التاريخية» تلفت أنظار الإعلاميين الإيطاليين

هيئة الرياضة خصصت لهم رحلة برية مع الجمال والصقور

إعلاميون إيطاليون يرتدون الشماغ السعودي في المنطقة التاريخية بجدة (الشرق الأوسط)
إعلاميون إيطاليون يرتدون الشماغ السعودي في المنطقة التاريخية بجدة (الشرق الأوسط)
TT

«جدة التاريخية» تلفت أنظار الإعلاميين الإيطاليين

إعلاميون إيطاليون يرتدون الشماغ السعودي في المنطقة التاريخية بجدة (الشرق الأوسط)
إعلاميون إيطاليون يرتدون الشماغ السعودي في المنطقة التاريخية بجدة (الشرق الأوسط)

خصصت الهيئة الرياضية السعودية رحلة برية خاصة للبعثات الإيطالية من الصحافيين قضوا فيها أمسية رائعة ما بين الصقور العربية والجمال والعزف على آلة العود والاستمتاع بالتنزه على الكثبان الرميلة قبل أن يختتموا رحلتهم بوليمة على الطريقة السعودية، كما تعرفوا على الحضارة السعودية من خلال زيارات متعددة، وشاهدوا مدينة جدة التاريخية، وارتدوا الشماغ السعودي، ووثقوا كل هذه الزيارات بعدسات الكاميرات.
وتحدث أحد الصحافيين الإيطاليين قائلا: «هذه المرة الأولى التي أزور فيها المملكة العربية السعودية، كان لدي الفضول لزيارتها، إنها دولة رائعة وهي تجربة مثيرة بالنسبة لي» وقال آخر: «أنا مستمتع بوجودي في المملكة، على الرغم من حرارة الطقس هنا، على اختلاف ما هو عليه الآن في إيطاليا، فهناك الجو بارد جداً، ولكن تبقى تجربة رائعة جداً، ومدينة جدة جميلة ومميزة»، وقالت صحافية: «إنها فكرة مميزة أن تحتضن المملكة بطولة السوبر الإيطالية، ليرى العالم ما لديكم، ربما ليس شائعاً في إيطاليا أن يعرف الناس هناك بعض الأشياء عن السعودية، لذا هي خطوة جيدة ليعرفوا ولو الشيء القليل عن هذا البلد».
وتفنن السعوديون في إنشاء القرية الإيطالية خارج أسوار «الجوهرة المشعة» بما يعكس الثقافة في روما وميلانو وبولونيا ونابولي وغيرها من المدن الإيطالية الأخرى في أجواء أوروبية خالصة، وصممت فيها المباني بطراز إيطالي وقدموا فيها العروض والرقصات الإيطالية الشعبية، بالإضافة إلى المطاعم التي تخصصت في طهي بيتزا المارغريتا التي اشتهرت بها مدينة نابولي، بالإضافة إلى اللازانيا.
وأذهلت فرقة باردا العالمية الحضور خصوصاً من العوائل السعودية والخليجية والأطفال بعروضهم الشيقة التي استحوذت على شريحة كبيرة من الحضور، إلى جانب حضور المسرح الإيطالي، والألعاب البهلوانية وألعاب الطيران التي استحوذت على اهتمام الأطفال، وشاركوا بفاعلية مع المنضمين، كما حرص الجماهير على مشاهدة السيرك والأركان التفاعلية التي تحاكي الثقافة الإيطالية، فيما فضل البعض الجلوس على المقاعد وارتشاف القهوة الإيطالية التي تقدم في عدد من المقاهي المخصصة لهذه المباراة.
وعلى الجانب الآخر بنيت القرية السعودية وتوافد عليها كثير من الجماهير بمختلف الجنسيات سواء العربية أو الأوروبية، واستمتعوا بمشاهدة عروض للتعريف بالموروث السعودي الشعبي، وتخلل هذه العروض وصلة من الرقصة الحجازية بآلة العزف الشعبية «السمسمية» وأغان ترحيبية بالضيوف، وألعاب خاصة بالأطفال الذين قضوا أوقات سعيدة منذ ساعات المساء الأولى، كما قدمت القرية السعودية عددا من الأكلات الشعبية مثل المعصوب والكبسة والتقاطيع، وهو عبارة عن كبدة وكلاوي وكرش، يقدم مع الخبز الحار، بالإضافة إلى القهوة العربية التي تطهى على الطريقة السعودية، بإضافة الهيل والقرنفل والزعفران، إلى جانب الشاي المطبوخ على الفحم.
وأعجب محمد صادق رئيس رابطة الميلان الذي قدم البحرين، بالفعاليات المصاحبة للسوبر الإيطالية، مبدياً تخوفه من اليوفي، ولكنه تمنى انتصار فريقه، مبيناً أن فريقه لن يتعرض للضغوط المفروضة على اليوفي بتحقيق اللقب، لكون الفريق الأبيض لم يتعرض لأي خسارة طوال الموسم الحالي، وتمنى أن يوفق غاتوزو المدير الفني لفريقهم بالدخول بالتشكيل الأمثل لهذه المواجهة لضمان الخروج بالنتيجة التي تضمن تحقيق اللقب، سواء في الأوقات الإضافية أو ركلات الترجيح كما جرى في سوبر النسخة ما قبل الماضية، وذكر أن 100 مشجع قدموا من البحرين لمساندة فريقهم الأحمر.
فيما أبدى يوسف عبد الله أحد رؤساء روابط اليوفي في السعودية ثقته في فريقه وقدرته على تجيير البطولة في سجله الشرفي، وقال: «لم يستطع الميلان الانتصار على فريقنا في المباريات الثلاث الأخيرة مع مدربهم الحالي، وستستمر معاناتهم في مواجهة هذا المساء، لدى البيانكونيري لاعبون يصنفون الأفضل عالمياً يتقدمهم كريستيانو رونالدو وديبالا، إلى جانب النجوم الآخرين، ومن الصعوبة أن يخسر أي فريق ولديه لاعب مثل رونالدو».
وعن التنظيم والحضور الجماهيري، قال: «حضرت كثيرا من النهائيات الأوروبية والعالمية، وما أشاهده اليوم فخر لكل السعوديين، ونشكر الهيئة الرياضية على خطوتها الرائعة بخوض فريقين بحجم اليوفي والميلان نهائيا في المملكة، بعدما كان كثير من عشاق الفريقين يشاهد اللاعبين خلف شاشة التلفاز، اليوم بإمكان جميع السعوديين متابعة نجوم كرة القدم العالميين من المدرجات، وحتى الجماهير الخليجية والعربية، وهو ما حدث في إقامة بطولة (سوبر كلاسيكو) حينما حضر ديبالا ونيمار مع منتخبي البرازيل والأرجنتين».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».