مصر تحتفي بأفريقيا ثقافياً وفنياً بـ110 فعاليات في عام 2019

«بينالي القاهرة الدولي» يعود بدورته الـ13 بعد توقف دام 8 سنوات

وزارة الثقافة المصرية تنوي تنظيم العديد من الفعاليات بالتعاون مع دول القارة السمراء
وزارة الثقافة المصرية تنوي تنظيم العديد من الفعاليات بالتعاون مع دول القارة السمراء
TT

مصر تحتفي بأفريقيا ثقافياً وفنياً بـ110 فعاليات في عام 2019

وزارة الثقافة المصرية تنوي تنظيم العديد من الفعاليات بالتعاون مع دول القارة السمراء
وزارة الثقافة المصرية تنوي تنظيم العديد من الفعاليات بالتعاون مع دول القارة السمراء

أعلنت وزيرة الثقافة المصرية الدكتورة إيناس عبد الدايم أمس عن خطة الوزارة خلال عام 2019، التي سيتم فيها الاحتفاء بقارة أفريقيا ثقافيا وفنيا، عبر تنظيم 110 فعاليات في جميع المجالات من خلال المهرجانات والأحداث التي تعتزم الوزارة تنظيمها على مدار العام،وستسلط الفعاليات الضوء على ألوان الفكر والفن الحديث والمعاصر في أرجاء القارة الأفريقية بالتزامن مع احتفالات مصر بتولي رئاسة الاتحاد الأفريقي، حيث تشهد البلاد زخما سياسيا وثقافيا ورياضيا كبيرا في الآونة الأخيرة، عقب فوز مصر بتنظيم كأس الأمم الأفريقية عام 2019.
وأكدت عبد الدايم عودة «بينالي القاهرة الدولي» بعد توقف دام 8 سنوات لتعقد دورته الـ13 بمشاركة أفريقية، وسيشهد العام الحالي تدشين أول مهرجان مسرح للطفل الأفريقي، الذي سينطلق في عدة مدن مصرية، هي: القاهرة والإسكندرية وبورسعيد وشرم الشيخ وأسوان.
وقالت عبد الدايم، في بيان صحافي أصدرته الوزارة أمس، إن «الاحتفالات ستشهد مشاركة مكثفة للدول الأفريقية في دورة اليوبيل الذهبي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب المرتقب افتتاحه خلال أيام، وإعلان دولة السنغال ضيف شرف الدورة الـ51 عام 2020، كما ستشارك مصر أيضا في معرض نيجيريا للكتاب»، وأضافت أن «جميع المهرجانات والفعاليات المسجلة فعليا على الأجندة الثقافية المصرية سوف تشهد مشاركات ودعوات لكل الدول الأفريقية ووفودها لتفعيل التبادل الثقافي والفكري والفني خاصة بين شباب القارة الأفريقية».
وعلى صعيد الإصدارات الخاصة بهذه المناسبة، سوف تصدر الوزارة 10 أعمال مترجمة لأبرز الكتاب والمفكرين الأفارقة وموسوعة تاريخ أفريقيا العام، مع إقامة ندوة للكاتب النيجيري محمد ممداني، فضلا عن تحويل سلسلة «أفريقيات» إلى إصدار شهري.
وعن الفعاليات الفنية، أوضحت عبد الدايم أن روح القارة السمراء ستكون حاضرة في عدة مهرجانات، منها: «مهرجان دمنهور الدولي السابع للفلكولور»، و«مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة»، و«مهرجان الطبول والفنون التراثية»، و«مهرجان السيرك الأفريقي المصري الثاني»، و«المهرجان العربي الأفريقي الأول للفنون الشعبية بالغردقة»، و«مهرجان قلعة صلاح الدين الدولي الدورة الـ28»، و«مهرجان سماع للإنشاد الديني»، بالقاهرة وبعض المحافظات، و«الملتقى الدولي السابع للمأثورات الشعبية» بعنوان «التفاعل بين التراث العربي والأفريقي»، و«ملتقى القاهرة الدولي للخط العربي»، و«مؤتمر مديري المكتبات ودور الأرشيفات الوطنية في أفريقيا»، و«مهرجان الحرف التقليدية الدورة الـ12»، و«الملتقى الدولي الرابع لتفاعل الثقافات الأفريقية»، الذي يشارك به باحثون ومثقفون من مختلف الدول الأفريقية.
كما سيشهد «ملتقى الأقصر الدولي للتصوير» إقامة فعاليات تبادلية بمختلف البلدان الأفريقية منها: ورشات السيناريو، والتصوير والصوت في السودان، ومالي، وموريتانيا، وغانا، والغابون، ومدغشقر، وكينيا، وزيمبابوي، ونامبيا، وموزمبيق، وبروندي، ورواندا، وغينيا، إضافة إلى استضافة مجموعة من معارض الفنون التشكيلية لفنانين أفارقة، إلى جانب إقامة عدد من أسابيع الأفلام المصرية وأخرى ثقافية، بجانب تنظيم «مسابقة لإبداعات الشباب الأفريقي»، ومعرض «وثائق العلاقات المصرية الأفريقية» بمدن شرم الشيخ والأقصر وأسوان، فضلا عن «مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية».
وكشفت عبد الدايم عن تخصيص 7 منح دراسية بمعاهد أكاديمية الفنون لمبدعي الدول الأفريقية إلى جانب دورة لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين مدتها عام واحد، بالإضافة إلى معاملة الأفارقة زائري المتاحف الفنية والقومية التابعة للوزارة معاملة المصريين فيما يخص أسعار التذاكر.



بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)
مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)
TT

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)
مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)

رغم وقوفها أمام عدسات السينما ممثلة للمرة الأولى، فإن المصرية مريم شريف تفوقت على ممثلات محترفات شاركن في مسابقة الأفلام الطويلة بالدورة الرابعة لـ«مهرجان البحر الأحمر السينمائي» التي تَنافس على جوائزها 16 فيلماً، وترأس لجنة تحكيمها المخرج العالمي سبايك لي، لتحوز جائزة «اليسر» لأفضل ممثلة عن أدائها لشخصية «إيمان»، الشابة التي تواجه التّنمر بسبب قِصرِ قامتها في فيلم «سنو وايت»، وذلك خلال حفل ختام المهرجان الذي أقيم الخميس في مدينة جدة السعودية.

وعبّرت مريم عن سعادتها بهذا الفوز قائلة لـ«الشرق الأوسط»: «الحمد لله، هذه فرحة كبيرة تكلّل جهودنا طوال فترتي التحضير والتصوير، لكنني أحتاج وقتاً لأستوعب ذلك، وأشكر أستاذة تغريد التي أخضعتني لورشِ تمثيلٍ عدة؛ فكُنا نجلس معاً لساعات طوال لتُذاكر معي الدّور وتوضح لي أبعاد الشخصية، لذا أشكرها كثيراً، وأشكر المنتج محمد عجمي، فكلاهما دعماني ومنحاني القوة والثقة لأكون بطلة الفيلم، كما أشكر مهرجان (البحر الأحمر السينمائي) على هذا التقدير».

المخرجة تغريد أبو الحسن بين منتج الفيلم محمد عجمي والمنتج محمد حفظي (إدارة المهرجان)

سعادة مريم تضاعفت بما قاله لها المخرج سبايك لي: «لقد أذهلني وأبهجني برأيه حين قال لي، إن الفيلم أَثّر فيه كثيراً بجانب أعضاء لجنة التحكيم، وإنني جعلته يضحك في مشاهد ويبكي في أُخرى، وقلت له إنه شرفٌ عظيم لي أن الفيلم حاز إعجابك وجعلني أعيش هذه اللحظة الاستثنائية مع أهم حدث في حياتي».

وأضافت مريم شريف في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أنها لم تُفكّر في التمثيل قبل ذلك لأن السينما اعتادت السخرية من قِصار القامة، وهو ما ترفضه، معبّرة عن سعادتها لتحقيق العمل ردود أفعال إيجابية للغاية، وهو ما كانت تتطلّع إليه، ومخرجته، لتغيير أسلوب تعامل الناس مع قِصار القامة لرؤية الجمال في الاختلاف، وفق قولها: «نحن جميعاً نستحق المساواة والاحترام، بعيداً عن التّهكم والسخرية».

وكان قد شهد عرض الفيلم في المهرجان حضوراً لافتاً من نجوم مصريين وعرب جاءوا لدعم بطلته من بينهم، كريم فهمي الذي يشارك بصفة ضيف شرف في الفيلم، وبشرى التي أشادت بالعمل، وكذلك أمير المصري ونور النبوي والمنتج محمد حفظي.

قُبلة على يد بطلة الفيلم مريم شريف من الفنان كريم فهمي (إدارة المهرجان)

واختارت المخرجة أن تطرح عبر فيلمها الطويل الأول، أزمة ذوي القامة القصيرة الذين يواجهون مشاكل كبيرة، أقلّها تعرضهم للتنمر والسخرية، وهو ما تصدّت له وبطلتها عبر أحداث الفيلم الذي يروي قصة «إيمان» قصيرة القامة التي تعمل موظفة في أرشيف إحدى المصالح الحكومية، وتحلم مثل كل البنات بلقاءِ فارس أحلامها وتتعلق بأغنية المطربة وردة الجزائرية «في يوم وليلة» وترقص عليها.

وجمع الفيلم بين بطلته مريم شريف وبعض الفنانين، ومن بينهم، كريم فهمي، ومحمد ممدوح، ومحمد جمعة، وخالد سرحان، وصفوة، وكان الفيلم قد فاز بوصفه مشروعاً سينمائياً بجائزة الأمم المتحدة للسكان، وجائزة الجمعية الدولية للمواهب الصاعدة في «مهرجان القاهرة السينمائي».

وعلى الرغم من أن مريم لم تواجه الكاميرا من قبل، بيد أنها بدت طبيعية للغاية في أدائها وكشفت عن موهبتها وتقول المخرجة: «كنت مهتمة أن تكون البطلة غير ممثلة ومن ذوات القامة القصيرة لأحقق المصداقية التي أردتها، وحين التقيت مريم كانت هي من أبحث عنها، وكان ينقصنا أن نقوم بعمل ورش تمثيل لها، خصوصاً أن شخصية مريم مختلفة تماماً عن البطلة، فأجرينا تدريبات مطوّلة قبل التصوير على الأداء ولغة الجسد والحوار، ووجدت أن مريم تتمتع بذكاء لافت وفاجأتني بموهبتها».

لم يكن التمثيل يراود مريم التي درست الصيدلة في الجامعة الألمانية، وتعمل في مجال تسويق الأدوية وفق تأكيدها: «لم يكن التمثيل من بين أحلامي لأن قِصار القامة يتعرضون للسخرية في الأفلام، لكن حين قابلت المخرجة ووجدت أن الفيلم لا يتضمّن أي سخرية وأنه سيُسهم في تغيير نظرة كثيرين لنا تحمست، فهذه تجربة مختلفة ومبهرة». وفق تعبيرها.

ترفض مريم لقب «أقزام»، وترى أن كونهم من قصار القامة لا يحدّ من قدرتهم ومواهبهم، قائلة إن «أي إنسان لديه مشاعر لا بد أن يتقبلنا بدلاً من أن ننزوي على أنفسنا ونبقى محبوسين بين جدران بيوتنا خوفاً من التنمر والسخرية».

تغريد أبو الحسن، مخرجة ومؤلفة الفيلم، درست السينما في الجامعة الأميركية بمصر، وسافرت إلى الولايات المتحدة للدراسة في «نيويورك أكاديمي» قبل أن تُخرج فيلمين قصيرين، وتعمل بصفتها مساعدة للمخرج مروان حامد لسنوات عدّة.

المخرجة تغريد أبو الحسن وبطلة الفيلم مريم شريف (إدارة المهرجان)

وكشفت تغريد عن أن فكرة الفيلم تراودها منذ 10 سنوات: «كانت مربية صديقتي من قِصار القامة، اقتربتُ منها كثيراً وهي من ألهمتني الفكرة، ولم أتخيّل أن يظهر هذا الفيلم للنور لأن القصة لم يتحمس لها كثير من المنتجين، حتى شاركنا الحلم المنتج محمد عجمي وتحمس له».

العلاقة التي جمعت بين المخرجة وبطلتها كانت أحد أسباب تميّز الفيلم، فقد تحولتا إلى صديقتين، وتكشف تغريد: «اقتربنا من بعضنا بشكل كبير، وحرِصتُ على أن تحضر مريم معي ومع مدير التصوير أحمد زيتون خلال معاينات مواقع التصوير حتى تتعايش مع الحالة، وأخبرتها قبل التصوير بأن أي مشهد لا ترغب به سأحذفه من الفيلم حتى لو صوّرناه».

مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)

وتلفت تغريد إلى مشروعٍ سينمائيّ يجمعهما مرة أخرى، في حين تُبدي مريم سعادتها بهذا الالتفاف والترحيب من نجوم الفن الذين شاركوها الفيلم، ومن بينهم: كريم فهمي الذي عاملها برفق ومحبة، ومحمد ممدوح الذي حمل باقة ورد لها عند التصوير، كما كان كل فريق العمل يعاملها بمودة ولطف.