موارنة لبنان في بكركي اليوم للتشاور والبحث عن حلول

مصادر الراعي: اللقاء من أجل لبنان لا المسيحيين

TT

موارنة لبنان في بكركي اليوم للتشاور والبحث عن حلول

يلبي اليوم (الأربعاء) القادة والوزراء والنواب الموارنة دعوة البطريرك الماروني بشارة الراعي لاجتماع تشاوري لـ«التداول حول دور الموارنة في مواجهة الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة»، على حد تعبير البيان الصادر عن البطريركية المارونية. لكن الخلافات المتفاقمة بين القادة الموارنة، إضافة إلى إقرار كل القوى السياسية بدخول الملف الحكومي مربع التعقيد، مع غياب أي أفق للحل، تجعل المعنيين باللقاء الماروني غير متفائلين بتحقيق خرق في جدار الأزمات المتراكمة، وإن كانوا يعولون على «حد أدنى» من وحدة الصف لمواجهة التحديات.
ولم تضع البطريركية المارونية جدول أعمال محدداً للاجتماع المرتقب عقده اليوم، وأشارت مصادر مقربة من الراعي إلى أنه «ستكون له كلمة في بداية الاجتماع تحدد الأطر العامة للنقاش على أن يُفتح بعدها الباب للمداخلات، وصولاً إلى إصدار بيان ختامي نأمل أن يتضمن تفاهماً بين المشاركين على أكثر من ملف». وتضيف المصادر في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «الاجتماع أراده البطريرك للتشاور وحثّ القادة والنواب والوزراء الموارنة للدفع بالحلول إلى الأمام. صحيح هو لقاء ماروني لكنه من أجل لبنان وليس من أجل الموارنة أو المسيحيين».
وبحسب المعلومات، فإن البطريرك سيحثّ المشاركين على ضم صوتهم إلى صوته في مجال الدعوة إلى تشكيل حكومة مصغرة من الاختصاصيين، وهو ما أكّد عليه المطارنة الموارنة بعد اجتماعهم الشهري الأسبوع الماضي في بكركي، إلا أن حراك بكركي لا يقتصر، وفق مصادر سياسية مطلعة، على «تحريك المياه الراكدة حكومياً، بل يهدف بشكل أساسي إلى التنبيه على المحاولات المستمرة لتغيير شكل النظام اللبناني من خلال السعي إلى فرض المثالثة بالممارسة».
وتشير المصادر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «البطريرك سيحمّل القادة الموارنة بشكل أساسي مسؤولياتهم في هذا الإطار داعياً إياهم إلى عدم التساهل أو السكوت عن محاولات القفز فوق اتفاق الطائف لإرساء قواعد جديدة تتحول مع مرور الوقت إلى أعراف تناقض روح الدستور».
وسيحضر باسيل وفرنجية، إضافة إلى رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» سامي الجميل لقاء اليوم، الذي سيغيب عنه رئيس «القوات» سمير جعجع بداعي السفر. وقالت مصادر قيادية قواتية إنه حين سافر جعجع لم يكن يعلم بتوجه البطريركية للدعوة إلى اجتماع مماثل، لأنه بخلاف ذلك كان ليحضره بشكل مؤكد، لافتة إلى أنه «أوعز إلى كل نواب (القوات) الموارنة للمشاركة بفعالية في اللقاء للتأكيد على مواقف حزبه من القضايا السياسية والوطنية».
وردّ عضو تكتل «لبنان القوي» النائب آلان عون الدعوة البطريركية إلى استشعار الراعي حجم الأزمة السياسية التي نمرّ بها، لافتاً إلى أنه «بادر إلى هذا اللقاء لكي يكون مناسبة للتشاور بين الكتل النيابية، المسيحية تحديداً، لعلّ هذا النقاش يولّد تشخيصاً واحداً وتصوّراً واحداً للخروج من المأزق». وأشار عون في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن التكتل الذي ينتمي إليه يذهب إلى اللقاء بـ«بعض الأفكار وبمواقف وقناعات حول المشكلات والحلول والأبعاد والخلفيات وراء كل ما يحصل»، وقال: «لا أعتقد أن حصول الاجتماع بهذه الصيغة يعني أن المسؤولية تقع على عاتق الموارنة، والكل يعلم أن المشكلة هي في أماكن أخرى. لكن هذا لا يلغي مسؤوليتنا كلّنا في هذا البلد، في البحث والوصول إلى حلّ للأزمة».



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.