{كائنات} مهندسة جينياً لرصد الغواصات المعادية

{كائنات} مهندسة جينياً  لرصد الغواصات المعادية
TT

{كائنات} مهندسة جينياً لرصد الغواصات المعادية

{كائنات} مهندسة جينياً  لرصد الغواصات المعادية

كيف يمكن رصد غواصات في أعماق واسعة كالمحيطات؟ يأمل الجيش الأميركي النجاح في هندسة مخلوقات بحرية صغيرة جينياً لتحويلها إلى شبكات حيّة ترصد مرور غواصات الأعداء وسفنهم حتى غواصيهم تحت الماء. وهذه الطريقة واحدة من استخدامات عسكرية كثيرة قد تسند إلى هذه الأجسام الصغيرة المهندسة.
يَعد هذا المجال بتطوير أدوات تمويه حي تتفاعل مع الوسط المحيط بها بفعالية أكبر لتجنّب الرصد، وبأدوية وعقاقير طبية تساعد في نشر قوات قادرة على التعايش مع الظروف القاسية، وكثير غيرها. لكن مسؤولين عسكريين كشفوا أنّ هذا البحث لا يزال في مراحله الأولى.
يتلقى هذا البحث الدعم من مختبر الأبحاث البحرية. وإليكم طريقة عمله وفقاً لمجلة «ديفنس وان»... يأخذ الباحثون كائناً حياً كثيفاً من البحر، مثل «مارينوباكتر» (وهو نوع من أنواع البكتيريا البحرية المتقلبة)، ويغيّرون تكوينها الجيني بشكل يجعلها تتفاعل مع مواد محددة مهملة، من سفن، وغواصين، ومعدات الأعداء. هذه المعدات قد تكون معادن، أو عادماً للوقود، أو حمضاً نووياً بشرياً، أو بعض الجزيئات التي لا توجد عادة في طبيعة المحيط، بل ترتبط بغواصات تعمل بالديزل مثلاً. أمّا التفاعل فقد يأتي على شكل خسارة إلكترونات يمكن رصدها من قبل «طائرات درون» بحرية.
خلال فعالية أقيمت في مختبر مستشفى جونز هوبكنز للفيزياء التطبيقية، في نوفمبر (تشرين الثاني)، قالت سارة غلافين، باحثة من معهد البحوث البحرية: «في سياق الهندسة، يمكن الاستفادة من قدرة الميكروبات على خسارة الإلكترونات، ومن ثمّ استخدامها (أي الإلكترونات) كإشارات تصل إلى أجسام معينة كمركبة ذاتية القيادة. بعدها، يمكننا أن نبدأ بتخيّل إمكانية ابتكار إشارة كهربائية عند اصطدام البكتيريا ببعض الجزيئات في محيطها».
ولفتت الباحثة إلى أنّ مطاردة الغواصات «هي الهدف الرئيسي الذي يرغبون أن تثبت فيه فعالية البكتيريا المهندسة». وتضيف غلافين: «السبب الذي يدفعنا إلى الاعتقاد أننا نستطيع النجاح بتحقيق هذه الفكرة، هو أننا نملك قاعدة بيانات واسعة جمعناها من هذه الأنظمة الطبيعية المتنامية. لذا، وبعد الاختبارات التي نسعى فيها إلى تبديل الجينات وما تقدمه الجينات والشبكات التنظيمية، وجدنا أجهزة الاستشعار هذه».
وكان علماء الوراثة قد أثبتوا فعلاً إمكانية التلاعب بجينات بكتيريا «إي كولي» لاستيضاح جميع أنواع الخصائص التي قد تكون فعالة في استشعار الغواصات.
وفي علوم البيولوجيا الصناعية، تلعب هذه البكتيريا الدور نفسه الذي تلعبه فئران التجارب في المختبرات الطبية التقليدية، فهي كثيرة، وزهيدة، ويسهل العمل عليها.
وتركّز أبحاث الجيش الأميركي على هندسة أجسام صناعية تعمل خارج المختبر، وعلى تطوير تقنيات جديدة بمقاييس نانوية (بحجم واحد في المليار من المتر) لهندسة هذه التفاعلات الجزيئية.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.