بينما يلتقي 130 وزيراً ومفتياً من دول العالم في مؤتمر إسلامي عالمي بالقاهرة حول تجديد الخطاب الديني، أعلنت وزارة الأوقاف المصرية إطلاق «أكاديمية الأوقاف العالمية» لتدريب وتأهيل الأئمة، وإعداد المدربين من داخل مصر وخارجها، الأحد المقبل. وقال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف المصري، أمس، إن «مؤتمر الوزارة العالمي يشمل سبعة محاور هي: (الخطاب الديني، والتعليم، والإعلام، والأسرة، والمؤسسات الوطنية، ومشروعية الدولة الوطنية وأثرها في بناء الدولة الوطنية، فضلاً عن محور آخر وهو بناء شخصية الأئمة والوعاظ وأثره في استقرار الدول والمجتمعات)».
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قد دعا في كلمته ضمن احتفالات مصر بالمولد النبوي في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، إلى بدء تنفيذ «إجراءات ملموسة» في إطار المساعي لـ«إصلاح الخطاب الديني»، وذلك في مواجهة ما وصفه بـ«الآراء الجامحة والرؤى المتطرفة».
ويعقد المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف مؤتمره الـ29 تحت عنوان «بناء الشخصية الوطنية وأثره في تقدم الدول والحفاظ على هويتها» يومي السبت والأحد القادمين برعاية الرئاسة المصرية... ويصدر لأول مرة هذا العام كتيباً بالسيرة الذاتية لأهم 20 شخصية مشاركة بالمؤتمر، ورؤاهم الفكرية، وملخصاً بأهم الأبحاث المقدمة لتعظيم الاستفادة، كما سيخصص اليوم الأول بكامله للمناقشات حول محاور المؤتمر، إضافة إلى 3 ورشات عمل. منها ورشة عن دور مصر في أفريقيا وعلاقاتها بدول القارة، وما تقوم به وزارة الأوقاف لتعزيز التعاون الديني مع دول القارة، خاصة مع تولى مصر هذا العام رئاسة منظمة التعاون الأفريقي.
وقال وزير الأوقاف في مؤتمر صحافي أمس، إن «الوزارة بعد أن طهرت المنابر من الدخلاء و(المتشددين) تعكف حالياً على بناء الشخصية الوطنية»، مضيفاً أن الدعوة تواجه من يقدسون التراث، ومن يتعاملون مع التراث باستسهال. موضحاً «أننا نقصر القداسة على الذات الإلهية والقرآن وصحيح السنة والأنبياء».
وأشار جمعة إلى أن احترامنا للتراث لا يغلق باب الاجتهاد، ولا يهدم التراث؛ بل يفتح باب الاجتهاد، منتقداً سلوك بعض الجماعات التي كانت تطلق الأذان في الشارع. لافتاً إلى أنه يجب التفرقة بين المقدس وغير المقدس، وبين الثابت والمتغير، مشدداً على ضرورة العمل على تكوين عقول تستطيع التفرقة بين الثابت والمتغير، حيث تدرس «أكاديمية الأوقاف» علم المنطق وقواعد الفقه الكلية، ومواد تدعم التفكير السليم والتحول من مناهج الحفظ والتلقين إلى مناهج التفكير السليم.
في غضون ذلك، أكد وزير الأوقاف أن الوزارة سوف تفتتح أكاديمية لتدريب الدعاة الأحد المقبل بتكلفة إنشائية 150 مليون جنيه، وتضم قاعة كبرى للترجمة الفورية، وستقام بمدينة السادس من أكتوبر (تشرين الأول)، وجرى تجهيزها بأحدث التجهيزات العصرية من معامل لغات وحاسبات، وقاعة ترجمة كبرى وتدريب، وغرف فندقية على إجمالي مساحات تتجاوز بأدوارها المتكررة 11 ألف متر مربع، وبتكلفة إجمالية تزيد على مائة مليون جنيه (5.6 مليون دولار)، من الموارد الذاتية للوزارة كي تحقق رسالتها في إعداد الإمام المستنير الواعي، والملم بقضايا عصره، ويتم تدريب 150 شخصا في مكان يتسع لإقامة 500 إمام، مضيفاً: «لدينا أمل في عصر ما بعد الأكاديمية سيكون الخطاب الديني فيه مختلفا».
وقال مصدر بالأوقاف لـ«الشرق الأوسط» إن «الأكاديمية سوف تقبل أئمة من مصر وأفريقيا والعالم، تجسيداً لدور مصر ومكانتها، وحرصها على التواصل مع جميع دول العالم خاصة أفريقيا». في حين أكد الوزير مختار جمعة أن «أكاديمية الأوقاف لتدريب وتأهيل الأئمة، ستكون ترجمة عملية لما طلبه الرئيس السيسي من تكوين رجل الدين المثقف المستنير». وكان السيسي قد «شدد في وقت سابق على ضرورة اطلاع رجل الدين على جميع المعارف لمساعدته على الإجابة عن كل المسائل والأمور التي يطرحها الأفراد».
130 وزيراً ومفتياً يناقشون تجديد الخطاب الديني في القاهرة
إطلاق «أكاديمية الأوقاف العالمية» لإعداد «الإمام المستنير»
130 وزيراً ومفتياً يناقشون تجديد الخطاب الديني في القاهرة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة