بغالبية ساحقة... البرلمان البريطاني يرفض خطة «بريكست»

زعيم المعارضة دعا للتصويت على الثقة في حكومة ماي

ردة فعل رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بعد إعلان البرلمان نتيجة التصويت على خطة الخروج من الاتحاد الأوروبي (إ.ب.أ)
ردة فعل رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بعد إعلان البرلمان نتيجة التصويت على خطة الخروج من الاتحاد الأوروبي (إ.ب.أ)
TT

بغالبية ساحقة... البرلمان البريطاني يرفض خطة «بريكست»

ردة فعل رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بعد إعلان البرلمان نتيجة التصويت على خطة الخروج من الاتحاد الأوروبي (إ.ب.أ)
ردة فعل رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بعد إعلان البرلمان نتيجة التصويت على خطة الخروج من الاتحاد الأوروبي (إ.ب.أ)

صوت مجلس النواب البريطاني بغالبية ساحقة اليوم (الثلاثاء)، على رفض اتفاق "بريكست" الذي توصلت إليه لندن مع بروكسل في تصويت تاريخي يترك مصير الخروج من الاتحاد معلقاً.
ورفض النواب في مجلس العموم بغالبية 432 صوتا مقابل 202 الاتفاق الذي توصلت إليه رئيسة الوزراء تيريزا ماي مع الاتحاد الأوروبي.
ومباشرة بعد التصويت، قالت ماي إن "المجلس قال كلمته والحكومة ستمتثل".
وأضافت رئيسة الوزراء "من الواضح أن المجلس لا يؤيد هذا الاتفاق لكن التصويت هذه الليلة لا يكشف ماذا يؤيد".
وأشارت إلى أن التصويت لا يكشف "أي شيء حول الطريقة التي ينوي فيها (المجلس) تطبيق قرار" الشعب البريطاني بالخروج من الاتحاد الأوروبي، أو حتى ما إذا كان ينوي فعل ذلك.
وتابعت ماي: "استمعوا للشعب البريطاني الذي يريد تسوية هذه المسألة".
من جانبه، قدم زعيم المعارضة العمالية جيريمي كوربن مذكرة لحجب الثقة عن حكومة ماي. وقال "قدمت اقتراحا بحجب الثقة عن هذه الحكومة".
ووصف كوربن هزيمة الحكومة بأنها "كارثية" استنادا إلى نتيجة التصويت.
ومع قرب موعد الانسحاب المقرر في 29 مارس (آذار)، تواجه المملكة المتحدة أعمق أزمة سياسية منذ نحو نصف قرن، ولم يعد واضحاً كيف ستخرج من الاتحاد الذي انضمت إليه عام 1973، أو ما إذا كانت ستخرج منه.
واتحد نحو 100 من النواب المحافظين، من المؤيدين للانسحاب والرافضين له، مع باقي النواب لإسقاط الاتفاق، وذلك في أسوأ هزيمة برلمانية تمنى بها حكومة في تاريخ بريطانيا الحديث.
وتشير هذه الهزيمة المهينة، وهي الأولى التي يمنى بها أي اتفاق في البرلمان منذ عام 1864، إلى انهيار استراتيجية على مدى عامين كانت تهدف لخروج بريطانيا من الاتحاد في 29 مارس، مع حفاظها على علاقات وثيقة معه.
وقال متحدث باسم ماي للصحافيين، إن الاتفاق ربما لا يزال أساسا لاتفاق آخر مع الاتحاد، رغم رفض المعارضين لذلك.
وأوضح الحزب الديمقراطي الوحدوي في أيرلندا الشمالية الذي يدعم حكومة الأقلية التي ترأسها ماي، أنه لن يؤيد الاتفاق، مؤكداً في الوقت ذاته أنه سيظل داعماً لماي في اقتراع سحب الثقة منها المقرر غداً.
من جهة أخرى، قال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر ورئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل، إن الاتحاد الأوروبي سيبدأ تكثيف استعداداته لاحتمال خروج بريطانيا من الاتحاد دون التوصل إلى اتفاق.
وقال يونكر في بيان بعد رفض البرلمان البريطاني للاتفاق: "زاد خطر انسحاب المملكة المتحدة دون اتفاق بعد التصويت الذي جرى مساء اليوم".
وأضاف: "رغم أننا لا نرغب في حدوث ذلك، فستواصل المفوضية الأوروبية عملها الطارئ لضمان استعداد الاتحاد الأوروبي الكامل لذلك".
وكتب رئيس الوزراء البلجيكي على حسابه في "تويتر"، إن بلاده ستكثف كذلك استعداداتها لاحتمال خروج بريطانيا دون اتفاق.
من جهته اعتبر أولاف شولتس نائب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، أن الهزيمة التي منيت بها خطة ماي للخروج من الاتحاد الأوروبي في مجلس العموم البريطاني، كانت "يوماً مريراً لأوروبا".
وقال شولتس الذي يشغل أيضاً وزارة المالية في حكومة ميركل: "إنه يوم مرير لأوروبا. جميعنا مستعدون بشكل جيد، لكن بريكست قاسياً سيكون الخيار الأقل جاذبية للاتحاد الأوروبي وبريطانيا".
وبدورها أعربت أنغريت كرامب-كارنباور زعيمة الحزب الديموقراطي المسيحي والخليفة المحتملة لميركل عن "الأسف العميق" للقرار البريطاني.
وقالت على حسابها في "تويتر"، إن "بريكست قاس سيكون أسوأ الخيارات"، وحضت الشعب البريطاني على عدم التسرع.
ووصف وزير الدولة الألماني للشؤون الأوروبية مايكل روث النتيجة بأنها "كارثة"، لكنه قال "أبواب أوروبا لا تزال مفتوحة".

 



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.