الألعاب النارية ترحب بقدوم 2014

أفضل المواقع سيدني ودبي ولندن ونيويورك

الألعاب النارية في سيدني
الألعاب النارية في سيدني
TT

الألعاب النارية ترحب بقدوم 2014

الألعاب النارية في سيدني
الألعاب النارية في سيدني

احتفالات مدن العالم في ليلة رأس السنة بقدوم العام الجديد لا تحدث في وقت واحد وإنما تنطلق مع دقات الساعة من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب مرورا بأوروبا والشرق الأوسط. وفي المدن الشرقية والغربية تختلف عادات الاحتفال بين مدينة وأخرى ولكنها تتفق في صيغة واحدة هي الاحتفال عبر عروض الألعاب النارية.
وهناك الكثير من المناسبات الأخرى في مدن العالم التي تنطلق فيها الألعاب النارية، ولكن مصممي الألعاب النارية يحتفظون بأكبر عروضهم وأكثرها إثارة حتى ليلة رأس السنة.
وتتفنن كل مدينة على حدة في تقديم عرض يجذب أنظار الإعلام العالمي، ولكن المشهد العام يشبه ما يسمى في لعبة التنس «غراند سلام» أي الدورات الرئيسية في أستراليا وفرنسا وويمبلدون ونيويورك. وفيما يخص أفضل عروض الألعاب النارية في العالم في ليلة رأس السنة فإن الأربعة الكبار هم سيدني ودبي ولندن ونيويورك.
ولكل من هذه العروض الأربعة خصائصه ومميزاته التي تتناسب مع الموقع. ففي سيدني، تبدأ الاحتفالات برأس السنة قبل غيرها من المدن وتنفق المدينة نحو ستة ملايين دولار في شراء سبعة أطنان من الألعاب النارية، ثم تختار شخصية أسترالية معروفة لكي تبدأ العد التنازلي إلى منتصف الليل حيث تنطلق الاحتفالات والألعاب النارية الأخاذة حول ميناء سيدني ومبنى الأوبرا الشهير فيه. في العام الماضي كانت المغنية كايلي مينوغ هي التي استقبلت عام 2013. وهذا العام سوف يقوم بالمهمة فنان أسترالي من مواليد سيدني اسمه ريغ مومباسا.
ويجري إطلاق الألعاب النارية في سيدني من سبع ناطحات سحاب وعدة سفن في الميناء ومن على «هاربور بريدج» ومبنى الأوبرا.
وتشتهر سيدني بأنها أول مدينة كبرى تستقبل العام الجديد وتنتقل أخبار احتفالاتها وصور ألعابها النارية إلى مدن العالم الأخرى التي تكون على وشك الاحتفال هي الأخرى بنهاية عام وحلول عام جديد. وتختلف سيدني عن المدن الكبرى الأخرى في أن ليلة رأس السنة فيها هي ليلة صيفية بامتياز يكون الطقس فيها معتدلا مما يجعل حضور الاحتفال فيها مناسبة لا تنسى.
وتقول سلطات المدينة بأن نحو مليار إنسان يشاهدون الألعاب النارية في سيدني على الشاشات حول العالم.
ومن سيدني إلى دبي، حيث تتميز المدينة بأعلى ناطحة سحاب في العالم هي «برج خليفة» والتي تعد من المواقع العالمية المرموقة في تنظيم الألعاب النارية. وتأخذ احتفالات هذا العام طابعا فريدا لأن احتفال دبي بالعام الجديد يتوافق مع نجاحها أيضا في الحصول على فرصة تنظيم المعرض العالمي «إكسبو 2020» الذي يقام فيها في عام 2020.
وهناك الكثير من النصائح لزوار دبي في هذه الليلة من أجل مشاهدة ممتعة للألعاب النارية منها حجز عشاء في مطعم قريب من برج خليفة أو يطل على ساحته في الفنادق المحيطة. يمكن أيضا استخدام المترو حتى محطة «دبي مول» ثم التوجه إلى موقع قريب من البرج. ولكن المترو يكون مزدحما للغاية في هذه الليلة ويغلق أبوابه في منتصف الليل. ولذلك فهناك صعوبة في العودة إلى مناطق بعيدة عن دبي بعد منتصف الليل. بعض المعلومات المتاحة من سكان دبي تشير إلى أن المترو سوف يستمر في العمل حتى الخامسة صباحا في هذه الليلة وإذا كانت هذه المعلومات صحيحة، فهي بالتأكيد تفيد سكان دبي وزوارها في العودة إلى مواقع إقامتهم بعد انتهاء الاحتفالات.
وفي لندن، يجري عرض ناري متألق على ضفاف نهر التيمس، منطلقا من عجلة لندن وبالقرب من ساعة «بيغ بن» أشهر ساعة في العالم. ويحتشد نحو ربع مليون محتفل من سكان المدينة وزائريها في شوارع لندن من أجل انتظار العرض الناري بشغف والذي يستمر خلال ربع الساعة الأولى من العام الجديد، أحيانا في طقس شديد البرودة.
وتبدأ احتفالات لندن في العاشرة مساء بقطع موسيقية وعروض في الشوارع وتنتهي بالألعاب النارية. وهي ليلة مزدحمة في لندن وتحتاج إلى الكثير من التخطيط من أجل الاستمتاع بها بلا متاعب. وتنصح سلطات لندن العائلات التي لديها أطفال صغار السن أن تشاهد الحدث على شاشات التلفزيون بدلا من الحضور إلى لندن.
ويجري إغلاق بعض الشوارع والكباري في لندن في هذه الليلة كما تمنع السيارات من وسط لندن ويجري الاعتماد على المواصلات العامة كما تغلق بعض مواقع المشاهدة على ضفاف النهر فور اكتمال أعداد الحاضرين داخلها. وتوفر إدارة مواصلات لندن رحلات مجانية خلال هذه الليلة حتى الرابعة والنصف صباحا.
وبعدها ينتقل الاحتفال إلى نيويورك حيث يتركز العرض الناري في ميدان «تايم سكوير» الذي تنتشر فيه الأضواء وعبارات الترحيب بالعام الجديد وتبدأ الألعاب النارية عند منتصف الليل تماما.
ولكنه ليس العرض الوحيد في المدينة فهناك عدة عروض تقام في الوقت نفسه ويمكن للزائر أن يختار العرض الذي يروق له. فيمكن مثلا ركوب زورق في رحلة بحرية تتوقف في منتصف الليل أمام تمثال الحرية لمشاهدة العرض الناري من جهة البحر. ويمكن حضور دار الأوبرا التي ينتهي عرضها في منتصف الليل لتبدأ بعده الألعاب النارية في مركز لنكولن. هناك عرض ألعاب نارية آخر يجري في «سنترال بارك». وكل هذه العروض مجانية.
ويقام عرض «تايم سكوير» منذ عام 1907 باحتفال صاخب يجري خلاله هبوط كرة قطرها 12 قدما مغلفة بالأضواء إلى الميدان وهو تقليد استعارته الكثير من المدن الأميركية الأخرى ولكن نيويورك هي التي بدأته. ويبدأ هبوط الكرة قبل دقيقة واحدة من نهاية العام وعند منتصف الليل تماما تنطلق الألعاب النارية. ويحضر الاحتفال الصاخب نحو مليون مشاهد في الميدان وعشرات الملايين الأخرى على شاشات التلفزيون. ويتعين الحضور مبكرا – أحيانا من وقت الظهيرة – لحجز مكان في الميدان لمشاهدة الاحتفال الفريد.
بعد هذه العروض العملاقة التي اكتسبت شهرة عالمية، هناك عشرات العروض الأخرى التي تنظمها مدن العالم بهذه المناسبة ويتمتع بها سكانها وزوارها، لعل أشهرها في أوروبا يجري في العاصمة الفرنسية باريس التي تتركز فيها العروض النارية حول برج إيفل. وتقدم باريس عرضا رائعا ولكنه محدود النطاق بالمقارنة مع عروض سيدني ودبي ولندن ونيويورك.
في شنغهاي تنطلق الألعاب النارية على نطاق واسع في البلد الذي ابتكر هذا النوع من الترفيه للعالم. وتتبارى المدينة مع شقيقتها الصغرى هونغ كونغ في تقديم عروض نارية مبتكرة بتصميم خاص سنويا. وفي جاكرتا تتحول الطرق العامة إلى ساحات من البشر تمتد لأميال مع عروض نارية للاحتفال بالعام الجديد.
من العروض المشهورة أيضا عرض ناري في برلين حول أشهر معالم المدينة وهي بوابة براندنبرغ، وهي عروض يحضرها مليون نسمة ويجري تفتيش الداخلين إلى الميل المربع حول موقع العرض للتأكد من عدم وجود ألعاب نارية أخرى معهم أو أدوات حادة. وتمنع السلطات أيضا الزجاجات والحقائب كبيرة الحجم.
وتجري أيضا عروض نارية جيدة في أمستردام وروما ومدريد. ولحقت موسكو أيضا بسباق الألعاب النارية في ليلة رأس السنة وقدمت في السنوات الأخيرة عروضا جذابة من قلب الميدان الأحمر في المدينة مع ظهور مبنى الكريملين في الخلفية.
وفي البرازيل تضيء العروض النارية سماء شاطئ كوباكابانا في ريو دي جانيرو والتي يحضرها نحو ثلاثة ملايين نسمة ينتشرون في إرجاء المدينة وعلى شواطئها.

* حقائق عن رأس السنة حول العالم
- جزيرة كريتيماتي (أو كريسماس إيلاند) في المحيط الهادي هي أول موقع في العالم يحتفل بحلول السنة الجديدة كل عام تتبعها مدينة أوكلاند في نيوزلندا ثم سيدني في أستراليا
- يعود الاحتفال بقدوم العام الجديد إلى أربعة آلاف سنة قبل الميلاد في بابل للاحتفال بالسنة القمرية. وفي عام 46 قبل الميلاد ابتكر جوليوس سيزر الروزنامة الحالية التي تبدأ بشهر يناير (كانون الثاني)
- يحصل أول مواليد العام الجديد على هدايا من المستشفيات الأميركية يتبرع بها رجال الأعمال والشركات في كل ولاية
- من أغرب عادات الشعوب ليلة رأس السنة: يتناول الإسبان 12 حبة عنب في منتصف الليل لجلب الحظ السعيد في العام الجديد، ويأكل البولنديون حلوى مستديرة ويخبئ أهل النرويج والسويد الهدايا داخل الكعك. وفي أسكوتلندا يلعب الرجال بكرات النار في أشكال دائرية لجلب أشعة الشمس في العام الجديد
- جزيرة سوموا التابعة للولايات المتحدة في المحيط الهادي هي آخر من يحتفل بحلول العام الجديد في العالم
- يعد الناس أنفسهم في بداية كل عام بإنقاص الوزن أو الامتناع عن التدخين أو ممارسة الرياضة وينفق العالم 62 مليار دولار على اشتراكات صالات التريض وأغذية الحمية الصحية كل عام. ولكن الأمور تعود إلى طبيعتها بحلول شهر مارس (آذار)



قرى مصرية تبتكر نوعاً جديداً من السياحة التقليدية

قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)
قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)
TT

قرى مصرية تبتكر نوعاً جديداً من السياحة التقليدية

قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)
قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)

في الخلف من البقع السياحية السحرية بأنحاء مصر، توجد قرى مصرية تجذب السائحين من باب آخر، حيث يقصدونها للتعرف على الحرف التقليدية العتيقة والصناعات المحلية التي تنتجها هذه القرى وتتخصص فيها منذ عشرات السنوات، وفاقت شهرتها حدود البلاد.

ويشتهر كثير من القرى المصرية بالصناعات اليدوية، ذات البعدين التراثي والثقافي، مثل صناعة أوراق البردي، والأواني الفخارية، والسجاد اليدوي وغيرها، وهي الصناعات التي تستهوي عدداً كبيراً من الزوار، ليس فقط لشراء الهدايا التذكارية من منبعها الأصلي للاحتفاظ بها لتذكرهم بالأيام التي قضوها في مصر؛ بل يمتد الأمر للتعرف عن قرب على فنون التصنيع التقليدية المتوارثة، التي تحافظ على الهوية المصرية.

«الشرق الأوسط» تستعرض عدداً من القرى التي تفتح أبوابها للسياحة الحرفية، والتي يمكن إضافتها إلى البرامج السياحية عند زيارة مصر.

السياحة الحرفية تزدهر في القرى المصرية وتجتذب السائحين (صفحة محافظة المنوفية)

ـ الحرانية

قرية نالت شهرتها من عالم صناعة السجاد والكليم اليدوي ذي الجودة العالية، والذي يتم عرضه في بعض المعارض الدولية، حيث يقوم أهالي القرية بنقش كثير من الأشكال على السجاد من وحي الطبيعة الخاصة بالقرية.

والسجاد الذي يصنعه أهالي القرية لا يُضاهيه أي سجاد آخر بسبب عدم استخدام أي مواد صناعية في نسجه؛ حيث يتم الاعتماد فقط على القطن، والصوف، بالإضافة إلى الأصباغ النباتية الطبيعية، من خلال استخدام نباتي الشاي والكركديه وغيرهما في تلوين السجاد، بدلاً من الأصباغ الكيميائية، ما يضفي جمالاً وتناسقاً يفوق ما ينتج عن استخدام الأجهزة الحديثة.

تتبع قرية الحرانية محافظة الجيزة، تحديداً على طريق «سقارة» السياحي، ما يسهل الوصول إليها، وأسهم في جعلها مقصداً لآلاف السائحين العرب والأجانب سنوياً، وذلك بسبب تميُزها، حيث تجتذبهم القرية ليس فقط لشراء السجاد والكليم، بل للتعرف على مراحل صناعتهما المتعددة، وكيف تتناقلها الأجيال عبر القرية، خصوصاً أن عملية صناعة المتر المربع الواحد من السجاد تستغرق ما يقرُب من شهر ونصف الشهر إلى شهرين تقريباً؛ حيث تختلف مدة صناعة السجادة الواحدة حسب أبعادها، كما يختلف سعر المتر الواحد باختلاف نوع السجادة والخامات المستخدمة في صناعتها.

فن النحت باستخدام أحجار الألباستر بمدينة القرنة بمحافظة الأقصر (هيئة تنشيط السياحة)

ـ القراموص

تعد قرية القراموص، التابعة لمحافظة الشرقية، أكبر مركز لصناعة ورق البردي في مصر، بما يُسهم بشكل مباشر في إعادة إحياء التراث الفرعوني، لا سيما أنه لا يوجد حتى الآن مكان بالعالم ينافس قرية القراموص في صناعة أوراق البردي، فهي القرية الوحيدة في العالم التي تعمل بهذه الحرفة من مرحلة الزراعة وحتى خروج المنتج بشكل نهائي، وقد اشتهرت القرية بزراعة نبات البردي والرسم عليه منذ سنوات كثيرة.

الرسوم التي ينقشها فلاحو القرية على ورق البردي لا تقتصر على النقوش الفرعونية فحسب، بل تشمل أيضاً موضوعات أخرى، من أبرزها الخط العربي، والمناظر الطبيعية، مستخدمين التقنيات القديمة التي استخدمها الفراعنة منذ آلاف السنين لصناعة أوراق البردي، حيث تمر صناعة أوراق البردي بعدة مراحل؛ تبدأ بجمع سيقان النبات من المزارع، ثم تقطيعها كي تتحول إلى كُتل، على أن تتحول هذه الكتل إلى مجموعة من الشرائح التي توضع طبقات بعضها فوق بعض، ثم تبدأ عملية تجفيف سيقان النباتات اعتماداً على أشعة الشمس للتخلص من المياه والرطوبة حتى تجف بشكل تام، ثم تتم الكتابة أو الرسم عليها.

وتقصد الأفواج السياحية القرية لمشاهدة حقول نبات البردي أثناء زراعته، وكذلك التعرف على فنون تصنيعه حتى يتحول لأوراق رسم عليها أجمل النقوش الفرعونية.

تبعد القرية نحو 80 كيلومتراً شمال شرقي القاهرة، وتتبع مدينة أبو كبير، ويمكن الوصول إليها بركوب سيارات الأجرة التي تقصد المدينة، ومنها التوجه إلى القرية.

قطع خزفية من انتاج قرية "تونس" بمحافظة الفيوم (هيئة تنشيط السياحة)

ـ النزلة

تُعد إحدى القرى التابعة لمركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم، وتشتهر بصناعة الفخار اليدوي، وقد أضحت قبلة عالمية لتلك الصناعة، ويُطلق على القرية لقب «أم القرى»، انطلاقاً من كونها أقدم القرى بالمحافظة، وتشتهر القرية بصناعة الأواني الفخارية الرائعة التي بدأت مع نشأتها، حيث تُعد هذه الصناعة بمثابة ممارسات عائلية قديمة توارثتها الأجيال منذ عقود طويلة.

يعتمد أهل القرية في صناعتهم لتلك التحف الفخارية النادرة على تجريف الطمي الأسود، ثم إضافة بعض المواد الأخرى عليه، من أبرزها الرماد، وقش الأرز، بالإضافة إلى نشارة الخشب، وبعد الانتهاء من عملية تشكيل الطمي يقوم العاملون بهذه الحرفة من أهالي القرية بوضع الطمي في أفران بدائية الصنع تعتمد في إشعالها بالأساس على الخوص والحطب، ما من شأنه أن يعطي القطع الفخارية الصلابة والمتانة اللازمة، وهي الطرق البدائية التي كان يستخدمها المصري القديم في تشكيل الفخار.

ومن أبرز المنتجات الفخارية بالقرية «الزلعة» التي تستخدم في تخزين الجبن أو المش أو العسل، و«البوكلة» و«الزير» (يستخدمان في تخزين المياه)، بالإضافة إلى «قدرة الفول»، ويتم تصدير المنتجات الفخارية المختلفة التي ينتجها أهالي القرية إلى كثير من الدول الأوروبية.

شهدت القرية قبل سنوات تشييد مركز زوار الحرف التراثية، الذي يضمّ عدداً من القاعات المتحفية، لإبراز أهم منتجات الأهالي من الأواني الفخارية، ومنفذاً للبيع، فضلاً عن توثيق الأعمال الفنية السينمائية التي اتخذت من القرية موقعاً للتصوير، وهو المركز الذي أصبح مزاراً سياحياً مهماً، ومقصداً لهواة الحرف اليدوية على مستوى العالم.

صناعة الصدف والمشغولات تذهر بقرية "ساقية المنقدي" في أحضان دلتا النيل (معرض ديارنا)

ـ تونس

ما زلنا في الفيوم، فمع الاتجاه جنوب غربي القاهرة بنحو 110 كيلومترات، نكون قد وصلنا إلى قرية تونس، تلك اللوحة الطبيعية في أحضان الريف المصري، التي أطلق عليها اسم «سويسرا الشرق»، كونها تعد رمزاً للجمال والفن.

تشتهر منازل القرية بصناعة الخزف، الذي أدخلته الفنانة السويسرية إيفلين بوريه إليها، وأسست مدرسة لتعليمه، تنتج شهرياً ما لا يقل عن 5 آلاف قطعة خزف. ويمكن لزائر القرية أن يشاهد مراحل صناعة الخزف وكذلك الفخار الملون؛ ابتداء من عجن الطينة الأسوانية المستخدمة في تصنيعه إلى مراحل الرسم والتلوين والحرق، سواء في المدرسة أو في منازل القرية، كما يقام في مهرجانات سنوية لمنتجات الخزف والأنواع الأخرى من الفنون اليدوية التي تميز القرية.

ولشهرة القرية أصبحت تجتذب إليها عشرات الزائرين شهرياً من جميع أنحاء العالم، وعلى رأسهم المشاهير والفنانون والكتاب والمبدعون، الذين يجدون فيها مناخاً صحياً للإبداع بفضل طقسها الهادئ البعيد عن صخب وضجيج المدينة، حيث تقع القرية على ربوة عالية ترى بحيرة قارون، مما يتيح متعة مراقبة الطيور على البحيرة، كما تتسم بيوتها بطراز معماري يستخدم الطين والقباب، مما يسمح بأن يظل جوها بارداً طول الصيف ودافئاً في الشتاء.

مشاهدة مراحل صناعة الفخار تجربة فريدة في القرى المصرية (الهيئة العامة للاستعلامات)

ـ ساقية المنقدي

تشتهر قرية ساقية المنقدي، الواقعة في أحضان دلتا النيل بمحافظة المنوفية، بأنها قلعة صناعة الصدف والمشغولات، حيث تكتسب المشغولات الصدفية التي تنتجها شهرة عالمية، بل تعد الممول الرئيسي لمحلات الأنتيكات في مصر، لا سيما في سوق خان الخليلي الشهيرة بالقاهرة التاريخية.

تخصصت القرية في هذه الحرفة قبل نحو 60 عاماً، وتقوم بتصدير منتجاتها من التحف والأنتيكات للخارج، فضلاً عن التوافد عليها من كل مكان لاحتوائها على ما يصل إلى 100 ورشة متخصصة في المشغولات الصدفية، كما تجتذب القرية السائحين لشراء المنتجات والأنتيكات والتحف، بفضل قربها من القاهرة (70 كم إلى الشمال)، ولرخص ثمن المنتجات عن نظيرتها المباعة بالأسواق، إلى جانب القيمة الفنية لها كونها تحظى بجماليات وتشكيلات فنية يغلب عليها الطابع الإسلامي والنباتي والهندسي، حيث يستهويهم التمتع بتشكيل قطعة فنية بشكل احترافي، حيث يأتي أبرزها علب الحفظ مختلفة الأحجام والأشكال، والقطع الفنية الأخرى التي تستخدم في التزيين والديكور.

الحرف التقليدية والصناعات المحلية في مصر تجتذب مختلف الجنسيات (معرض ديارنا)

ـ القرنة

إلى غرب مدينة الأقصر، التي تعد متحفاً مفتوحاً بما تحويه من آثار وكنوز الحضارة الفرعونية، تقبع مدينة القرنة التي تحمل ملمحاً من روح تلك الحضارة، حيث تتخصص في فن النحت باستخدام أحجار الألباستر، وتقديمها بالمستوى البديع نفسه الذي كان يتقنه الفراعنة.

بزيارة القرية فأنت على مشاهد حيّة لأهلها وهم يعكفون على الحفاظ على تراث أجدادهم القدماء، حيث تتوزع المهام فيما بينهم، فمع وصول أحجار الألباستر إليهم بألوانها الأبيض والأخضر والبني، تبدأ مهامهم مع مراحل صناعة القطع والمنحوتات، التي تبدأ بالتقطيع ثم الخراطة والتشطيف للقطع، ثم يمسكون آلات تشكيل الحجر، لتتشكل بين أيديهم القطع وتتحول إلى منحوتات فنية لشخصيات فرعونية شهيرة، مثل توت عنخ آمون، ونفرتيتي، وكذلك التماثيل والأنتيكات وغيرها من التحف الفنية المقلدة، ثم يتم وضع المنتج في الأفران لكي يصبح أكثر صلابة، والخطوة الأخيرة عملية التلميع، ليصبح المنتج جاهزاً للعرض.

ويحرص كثير من السائحين القادمين لزيارة المقاصد الأثرية والسياحية للأقصر على زيارة القرنة، سواء لشراء التماثيل والمنحوتات من المعارض والبازارات كهدايا تذكارية، أو التوجه إلى الورش المتخصصة التي تنتشر بالقرية، لمشاهدة مراحل التصنيع، ورؤية العمال المهرة الذين يشكلون هذه القطع باستخدام الشاكوش والأزميل والمبرد، إذ يعمل جلّ شباب القرية في هذه الحرفة اليدوية.