البرازيل تسلم لإيطاليا إرهابياً يسارياً متهماً بالقتل

صورة للمتهم الإيطالي باتيستي بعد اعتقاله في سانتا كروز ببوليفيا أمس (رويترز)
صورة للمتهم الإيطالي باتيستي بعد اعتقاله في سانتا كروز ببوليفيا أمس (رويترز)
TT

البرازيل تسلم لإيطاليا إرهابياً يسارياً متهماً بالقتل

صورة للمتهم الإيطالي باتيستي بعد اعتقاله في سانتا كروز ببوليفيا أمس (رويترز)
صورة للمتهم الإيطالي باتيستي بعد اعتقاله في سانتا كروز ببوليفيا أمس (رويترز)

غادرت طائرة على متنها عناصر من الشرطة وأجهزة الاستخبارات الإيطالية باتجاه بوليفيا أمس، حيث اعتقل الناشط الإيطالي اليساري المتطرف السابق تشيزاري باتيستي.
وأعلن وزير الداخلية ماتيو سالفيني لإحدى شبكات التلفزيون أن «رجالاً قد غادروا» لتسلم باتيستي. من جهته، ذكر وزير الأمن المؤسساتي في البرازيل أوغوستو هيلينو، أمس، أن باتيستي سيتوقف في البرازيل قبل تسليمه لإيطاليا «لأن عليه تغيير طائرته».
وفي منتصف ديسمبر (كانون الأول)، ذكرت وسائل الإعلام الإيطالية، أن طائرة إيطالية موجودة في ساو باولو لتسلم باتيستي في أسرع وقت ممكن بعد قرار المحكمة العليا البرازيلية إصدار أمر بتوقيفه، لكنه كان متعذراً العثور عليه آنذاك.
وعلمت الحكومة الإيطالية أن باتيستي قد شوهد «بشكل مؤكد» في سانتا كروز ببوليفيا الأسبوع الماضي، ونسقت روما مع السلطات المحلية للقيام بعملية. وأوضحت مصادر في الحكومة الإيطالية أن «باتيستي قد أوقف في الشارع، ولم يكن مسلحاً ولم يُبدِ مقاومة. وردّ على الشرطة باللغة البرتغالية، وأكدت وثيقة برازيلية هويته. وباتت إيطاليا تنتظره».
وكان مستشار للرئيس البرازيلي تحدث مع وسائل إعلام إيطالية وبرازيلية أمس عن توقيف باتيستي الذي تطالب روما بتسلمه، لتنفيذ عقوبة بالسجن مدى الحياة بتهمة ارتكاب عمليات قتل في نهاية سبعينات القرن الماضي.
وباتيستي ناشط سابق في مجموعة يسارية متطرفة اعتبرها القضاء الإيطالي منظمة إرهابية. وقد حكم عليه غيابياً بالسجن مدى الحياة عام 1993 بعد إدانته بـ4 عمليات قتل، والمشاركة في القتل في نهاية سبعينات القرن الماضي.
ويؤكد باتيستي (63 عاماً) المتواري منذ منتصف ديسمبر الماضي، براءته من هذه الجرائم ويعيش في البرازيل منذ 2004 بعدما أمضى 15 عاماً في فرنسا. وقال فيليبي جي مارتينز، المستشار الخاص للرئيس البرازيلي الجديد جاير بولسونارو للشؤون الخارجية، إن «الإرهابي الإيطالي تشيزاري باتيستي أوقف في بوليفيا هذه الليلة (ليل السبت/ الأحد) وسيعاد خلال فترة قصيرة إلى البرازيل التي ستسلمه على الأرجح إلى إيطاليا، ليمضي حكم السجن مدى الحياة وفقاً لقرار القضاء الإيطالي».
وذكرت وسائل الإعلام البرازيلية الكبرى نقلاً عن مصادر في الشرطة الفيدرالية البرازيلية أن باتيستي أوقف في مدينة سانتا كروز في منطقة سييرا. وبعد سجنه وإجراءات قضائية طويلة لتسليمه، قرر الرئيس اليساري الأسبق ايناسيو لولا دا سيلفا (2003 - 2011) في عام 2010 الامتناع عن تسليمه لإيطاليا.
لكن الرئيس البرازيلي اليميني الجديد الذي تولى مهامه مطلع هذا الشهر، أعلن الشهر الماضي من جديد نيته تسليم الناشط السابق، مؤكداً في تغريدة على «تويتر» أنه يمكن للحكومة الإيطالية «الاعتماد عليه» لتسلمه.



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.