اقتحام الكنغر الأسترالي للبطولات الآسيوية يعود إلى دائرة الجدل من جديد

الأردن أثبت أن المنتخب الأصفر «ليس بعبعاً» كما يردد البعض

المشاركة الأسترالية في المنافسات الآسيوية ما زالت تثير جدلاً بين الأوساط الكروية في القارة (تصوير: سعد العنزي)
المشاركة الأسترالية في المنافسات الآسيوية ما زالت تثير جدلاً بين الأوساط الكروية في القارة (تصوير: سعد العنزي)
TT

اقتحام الكنغر الأسترالي للبطولات الآسيوية يعود إلى دائرة الجدل من جديد

المشاركة الأسترالية في المنافسات الآسيوية ما زالت تثير جدلاً بين الأوساط الكروية في القارة (تصوير: سعد العنزي)
المشاركة الأسترالية في المنافسات الآسيوية ما زالت تثير جدلاً بين الأوساط الكروية في القارة (تصوير: سعد العنزي)

أثار حديث الشيخ عيسى بن راشد حول المشاركة الأسترالية في بطولات كرة القدم الآسيوية، ووصفه لمنتخب الكنغر بـ«الدخيل» على الكرة الآسيوية، الجدل من جديد حول جدوى مشاركة هذا المنتخب في منافسات القارة الصفراء، فيما لم يلق رأيه الكثير من المؤيدين على مستوى المسؤولين أو كبار المرشحين لرئاسة الاتحاد القاري وفي مقدمتهم اللواء محمد الرميثي المرشح لمنصب الرئاسة، والذي أعلن عن عدم تأييد رأي الشيخ عيسى بن راشد، واعتبر أن انضمام أستراليا كان نظامياً وبتصويت الكونغرس الآسيوي بالإجماع.
ويؤكد قائد المنتخب السعودي السابق فؤاد أنور لـ«الشرق الأوسط» أن الكرة الأسترالية متطورة جداً «وهذا لا جدال فيه، وقد دخلت القارة الآسيوية قبل أكثر من 12 عاماً تقريبا، ولذا من المهم التعايش معها والسعي للتطور والوصول إليها أو حتى التفوق عليها».
وأضاف: «بدلا من أن نتحدث عن أن هناك منتخبا جديدا داخل القارة الآسيوية ينازعنا على حصد الألقاب والبطولات وبطاقات الوصول للمونديال، من المهم أن نأخذ الأمور بإيجابية، وأن يكون هناك تخطيط للتطوير الدائم بدلا من الحديث عن أنها أقوى بكثير. هي فرصة للاستفادة منها وتطوير فرقنا ومنتخباتنا، وليس مناسبا أن نبقى في دائرة ضيقة ومغلقة لفترة طويلة، ويجب أن نواجه المنتخبات والفرق الأقوى حتى نتطور».
وأشار إلى أنه بغض النظر عن الحديث عن قوة الأستراليين ووجود الكثير منهم في أحد أقوى الدوريات في العالم مثل الدوري الإنجليزي، فإن ذلك يجب ألا يكون عائقا من أجل الاستفادة منهم ومقارعتهم وحتى التغلب عليهم، وهذا حصل فعلا وليس تنظيرا، حيث فازت منتخبات عربية وآسيوية عدة على المنتخب الأسترالي وكذلك الفرق الأسترالية، ولذا لا يمكن القول إن الكرة الأسترالية باتت واقعا.
واستدل أنور بالكثير من النتائج التي تحققت من فرق عربية وآسيوية بالتغلب على المنتخب الأسترالي حيث كانت البداية في المشاركة الأولى لها في عام 2007 حينما فاز المنتخب العراقي بثلاثية، ومن ثم تولى المنتخب الياباني إخراج الأستراليين من تلك النسخة، وآخرها ما حصل في البطولة الحالية التي نجح من خلالها المنتخب الأردني في الفوز على المنتخب الأسترالي بهدف وأن هناك الكثير من الأمور ستحصل في البطولة الحالية، وتثبت أن المنتخب الأسترالي ليس البعبع الذي يمكن التخوف منه.
وبين أن هناك آثاراً اقتصادية يمكن أن تحصل في القارة الآسيوية نتيجة تواجد أستراليا في قارة آسيا، وهذا من الأهداف التي جعلت هناك تصويت لضمها للقارة في المنافسات الكروية بغض النظر عن كونها ضمن المحيط القاري الآسيوي جغرافيا أم أنها لا يمكن أن تكون كذلك.
أما نجم المنتخب الإماراتي السابق فهد خميس فاتفق مع الآراء التي تؤكد أن المنتخب الأسترالي استفاد أكثر مما أفاد للكرة الآسيوية.
وقال خميس: الهدف من دخول أستراليا لبطولات آسيا كان اقتصاديا وفنيا على حد سواء، من خلال مساهمة الشركات الأسترالية العملاقة في دعم برامج ومشاريع الاتحاد الآسيوي، وهذا هو الهدف المعلن والذي تم على أثره التصويت لانضمام الأستراليين للقارة إلا أن الجانب الاقتصادي لم يحقق الهدف ،حيث لم نر على أرض الواقع أن الشركات الأسترالية ساهمت بالشيء المستهدف منها بل بقيت على حالها الذي كان قبل انضمام منتخباتها وفرقها للقارة الصفراء.
وأضاف: على الصعيد الفني هي لم تضف أيضا أي جديد، بل إنها استفادت بشكل واضح من سهولة طريقها نحو الوصول إلى نهائيات كأس العالم من خلال خوض مباريات أكثر سهولة في القارة الآسيوية، مقارنة بما كانت عليه قبل انضمامها، حيث كانت تخوض مباريات ملحق مع منتخبات قوية من أميركا الجنوبية أو حتى الشمالية، ولم يكن طريقها ممهدا للوصول للنهائيات، ومن هنا يتأكد الحديث عن أنها استفادت أكثر مما أفادت.
وبين أن المنتخب الأسترالي، ورغم أنه لم ينجح في النسخة الأخيرة من المونديال من التأهل المباشر واضطر إلى خوض الملحق من خلال مواجهة المنتخب السوري ومن ثم الخطوة الأخيرة عبر الفوز على المنتخب الهندوراسي، فإنه في كل الأحوال كان طريقه أكثر سهولا مما كان سابقا قبل انضمامه للقارة الآسيوية، معتبرا أن المنتخبات الآسيوية لم تقف مكتوفة الأيدي وتترك المنتخب الأسترالي يتزعم القارة، بل إن هناك تطورا كبيرا للمنتخبات الآسيوية ظهر جليا في التصفيات الأخيرة لنهائيات كأس العالم أجبرت الأستراليين على خوض الملحق خصوصا مع العودة السعودية القوية وكذلك القوة اليابانية، ولكن في كل الأحوال وبالأرقام والحسابات الفائدة الأسترالية من الانضمام للقارة الآسيوية أكبر من الاستفادة منها من قبل المنتخبات التقليدية في قارة آسيا.
وتمنى خميس أن يتم إلزام الأستراليين بالتعهدات السابقة لهم بدعم الكرة الآسيوية والمشاركة في تنميتها وتطويرها من خلال الضخ المالي لشركاتها وعدم الاعتماد على الوضع الراهن، حيث تتحمل الشركات الآسيوية الكبرى ثمن الرعاية والدعم المادي وتكون أستراليا مستفيدة من كل النواحي دون تقديم أي فائدة، مشيرا إلى أن الأسلوب الفني للمنتخب الأسترالي قد لا يكون له أيضا فوائد فنية للمنتخبات، ولذا من المهم أن يتم الأخذ بالاعتبار لهذه النقطة ودراسة التجربة من كل النواحي بعد أن مضى عليها أكثر من عقد من الزمن، لأنه لا يوجد شيء يمكن أن يبقى كما هو عليه دون مراجعة ودراسة الإيجابيات والسلبيات بشأنه.
من جانبه، قال اللاعب العراقي السابق والمحلل الفني سامي عبد الإمام إن أهم أسباب دخول أستراليا هو الجانب الاقتصادي، حيث روج الرئيس السابق للاتحاد الآسيوي محمد بن همام في حملته لضمه أستراليا لقارة آسيا بالحديث عن أن الشركات الأسترالية ستدعم البرامج وتساهم في تنمية الكرة الآسيوية.
وأضاف: «حينما قرر محمد بن همام تطبيق الفكرة على أرض الواقع بناء على المعطيات التي طرحها وتحديدا في الجانب الاقتصادي، للأسف الأعضاء في الجمعية العمومية وافقوا بالإجماع في خطوة تؤكد أن الرئيس حتى في موقع الاتحاد القاري يطبق ما يريد ولا يلقى حتى من يناقشه أو يطلب منه ضمانات». وبين أن الفائدة الاقتصادية من أستراليا لم تتحقق ولذا يجب العمل على الجانب الآخر، وهو الجانب الفني وهذا شيء مهم جدا أن تتم الاستفادة منها.
وأشار إلى أن المنتخب الأسترالي «ليس بعبعاً» من الناحية الفنية وليس أفضل فنياً من اليابان على الأقل، حيث تشهد المواجهات المباشرة بينهما بذلك، وهذا يعني أنها ليست الأقوى فنيا على الإطلاق في القارة الآسيوية.
وزاد بالقول: «مشكلتنا في عرب آسيا تحديدا أننا نرى أن منتخب أستراليا (بعبع) وهو ليست كذلك، المشكلة لدينا في التهيئة النفسية قبل مواجهة هذا المنتخب في سيدني تحديدا، حيث نسافر قبل المباراة بفترة وجيزة وهم يستفيدون من فارق التوقيت والتأقلم أيضا على اللعب على أرضهم، وغيرها الكثير من الأمور لمصلحتهم، ومن هذا الجانب نحن من نساعدهم على التفوق علينا على أرضهم، حيث يمكن تقديم الأفضل لو أنه خطط بشكل جيد قبل مثل هذه المباريات».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».