«السترات الصفراء» تنتقل إلى لندن

جانب من الاحتجاجات التي شهدتها لندن بمشاركة ممثلين عن حركة «السترات الصفراء» الفرنسية (رويترز)
جانب من الاحتجاجات التي شهدتها لندن بمشاركة ممثلين عن حركة «السترات الصفراء» الفرنسية (رويترز)
TT

«السترات الصفراء» تنتقل إلى لندن

جانب من الاحتجاجات التي شهدتها لندن بمشاركة ممثلين عن حركة «السترات الصفراء» الفرنسية (رويترز)
جانب من الاحتجاجات التي شهدتها لندن بمشاركة ممثلين عن حركة «السترات الصفراء» الفرنسية (رويترز)

انتقلت عدوى احتجاجات حركة «السترات الصفراء»، التي بدأت قبل شهرين في فرنسا، وتتركز في العاصمة باريس،  إلى لندن، حيث تجمع الآلاف أمس (السبت) للتظاهر ضد الحكومة البريطانية، مطالبين بوقف إجراءات التقشف، وإجراء انتخابات عامة جديدة في ضوء خروج بريطانيا المرتقب من الاتحاد الأوروبي.
وتوافد السياسيون وقادة النقابات من مختلف أنحاء البلاد لحضور فعالية «تجمع الشعب ضد التقشف» التي جذبت نحو خمسة إلى عشرة آلاف متظاهر ارتدى كثيرون منهم السترات الصفراء، حسب التقديرات الأولية للمنظمين.
ونقلت وكالة أنباء «برس أسوسيشن» البريطانية للأنباء عن وزير الخزانة في حكومة الظل العمالية جون ماكدونيل، قوله للمحتجين إن إجراءات التقشف مزقت النسيج الاجتماعي لبريطانيا.
وقال المنظمون إن إجراءات التقشف و«بريكست» قسما الأمة. ويقول ستيف ترنر من النقابة العمالية (يونايت)، «منذ تولى المحافظون السلطة، شهدنا زيادة التشرد لأكثر من الضعف».
وأضاف أن إدارة الصحة الوطنية والرعاية الصحية والمدارس في حالة من الفوضى جراء الأزمة تلو الأخرى. وتابع قائلاً: «نحن نواجه حكومة لا تعي تماماً المخاوف اليومية لأغلبية الشعب في هذا البلد».
وتواجد ممثلين عن حركة «السترات الصفراء» الفرنسية، التي ألهمت المظاهرة البريطانية، في لندن. وقال إريك سيمون: «يجب أن تنضم كل الدول الأوروبية لهذه المعركة ضد التقشف»، حسب وكالة أنباء «برس أسوسيشن» البريطانية.
كما خرجت احتجاجات في آيرلندا الشمالية، حيث شوهد 200 شخص يرتدون سترات صفراء في بلفاست تضامناً مع هذه الفعالية. كما أعرب هؤلاء المتظاهرون في بلفاست عن احتجاجهم على قضايا اجتماعية، من بينها المطالبة بإصلاح قوانين الإجهاض في المنطقة.
وفي دبلن، واصل عشرات الأشخاص من أصحاب السترات الصفراء احتجاجاتهم للأسبوع الخامس على التوالي، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة الآيرلندية (آر تي إي). وطالبت هذه المجموعة من المتظاهرين في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، رئيس الوزراء الآيرلندي ليو فارادكار بالاستقالة من منصبه، بالإضافة إلى إجراء الاستفتاءات التي طالب بها المواطنون.
وبدأت حركة «السترات الصفراء» في فرنسا في نوفمبر (تشرين الثاني) احتجاجاً على سياسات الرئيس إيمانويل ماكرون.
ومن المقرر أن تغادر بريطانيا الاتحاد الأوروبي في نهاية مارس (آذار) المقبل. ويستعد البرلمان البريطاني يوم الثلاثاء المقبل للتصويت على اتفاق الخروج الذي توصلت إليه رئيسة الوزراء تيريزا ماي مع بروكسل. ومن غير المحتمل أن يتم إقراره، في خطوة قد تزيد من فرص خروج فوضوي للمملكة المتحدة دون اتفاق.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».