الجيش اللبناني يؤكد {استقرار الأوضاع} على الحدود الجنوبية

أحد اجتماعات التنسيق لمناقشة الوضع على الحدود الجنوبية بين الرئيس سعد الحريري  وقائد الجيش العماد جوزيف عون (دالاتي ونهرا)
أحد اجتماعات التنسيق لمناقشة الوضع على الحدود الجنوبية بين الرئيس سعد الحريري وقائد الجيش العماد جوزيف عون (دالاتي ونهرا)
TT

الجيش اللبناني يؤكد {استقرار الأوضاع} على الحدود الجنوبية

أحد اجتماعات التنسيق لمناقشة الوضع على الحدود الجنوبية بين الرئيس سعد الحريري  وقائد الجيش العماد جوزيف عون (دالاتي ونهرا)
أحد اجتماعات التنسيق لمناقشة الوضع على الحدود الجنوبية بين الرئيس سعد الحريري وقائد الجيش العماد جوزيف عون (دالاتي ونهرا)

طوّق الجيش اللبناني وقوات حفظ السلام الدولية العاملة في الجنوب (يونيفيل) التوتر على الحدود رغم الخروقات الإسرائيلية براً وجواً، وسط استبعاد أي تدهور أمني جنوباً بانتظار الاجتماع الثلاثي الذي يعقد هذا الأسبوع في الناقورة برعاية «اليونيفيل»، لبحث التطورات على الحدود.
وفيما تحدثت وسائل إعلام محلية عن مؤشرات على تصعيد إسرائيلي جنوباً، مستندة إلى زيادة الخروقات الجوية والطلعات الإسرائيلية المكثفة على علو منخفض، نفت قيادة الجيش اللبناني المعلومات التي تحدثت عن توتر على الحدود الجنوبية. وأكدت القيادة أن الوضع على الحدود مستقر، وهي تنسق مع «اليونيفيل» لإبقاء الوضع مستقراً على الخط الأزرق.
وتحدثت مصادر مطلعة على موقف «حزب الله» عن أن المعطيات على الصعيدين الميداني والسياسي «لا تشير إلى تدهور أمني على الحدود الجنوبية». وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن الحزب «حذر دائماً من استعدادات العدو لشن أي عدوان»، لكنها أكدت أن «لا مؤشرات سياسية وميدانية حول احتمالات للحرب جنوباً».
وشرعت إسرائيل قبل يومين في أعمال بناء للجدران العازلة في نقاط حدودية تحفظ عليها لبنان، وهو ما استدعى استنفاراً ميدانياً من قبل الجيش اللبناني، وقوات «اليونيفيل» التي تفقد قائدها العام الجنرال ستيفانو ديل كول المنطقة الحدودية المتوترة مرتين خلال يومين.
وتفقد ديل كول أمس، يرافقه قائد القطاع الشرقي في «اليونيفيل» الجنرال أنطونيو روميرو، محلة المحافر في خراج بلدة عديسة، واطلع على الأعمال التي تقوم بها القوات الإسرائيلية ضمن المنطقة المتحفظ عليها لبنانياً باعتبارها محتلة، بحسب ما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية. وأشارت الوكالة إلى أن الزيارة «تزامنت مع تمركز دورية للعدو على الطريق العسكرية المحاذية للسياج التقني قوامها 3 آليات عسكرية». كما زار ديل كول موقع الكتيبة الإندونيسية في بلدة عدشيت القصير، التقى خلالها قائد الموقع وضباطه، واطلع منهم على الوضع الراهن في المنطقة.
وكشفت مصادر أمنية أن التهديدات التي أطلقها الجيش اللبناني المتسلح بقرار مجلس الدفاع الأعلى بالتصدي لأي اعتداء إسرائيلي «هي التي أرغمت الجيش الإسرائيلي على سحب آلياته ومعداته من منطقة المحافر في العديسة ووقف العمل ببناء الجدار الإسمنتي المواجه لمستعمرة مسكاف عام، وأبقى الجيش على تمركزه في المنطقة واستنفاره تحسباً لأي طارئ».
وأشارت المصادر في تصريحات لوكالة الأنباء «المركزية» إلى أن القائد العام لـ«اليونيفيل» ستيفانو ديل كول «بقي على اتصال مع الجانبين اللبناني والإسرائيلي لمنع التصعيد على جانبي الخط الأزرق ووقف التوتر الذي قد ينجم عن إصرار إسرائيل على بناء الجدار بعدما عمد إلى تركيب 26 مكعباً إسمنتياً في منطقة العديسة على الرغم من الرفض اللبناني لذلك، لأن المنطقة لبنانية ومتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل، ومتحفظ عليها منذ ترسيم الخط الأزرق عام 2000».
ورغم وجود «اليونيفيل» والجيش اللبناني، واصل سلاح الجو الإسرائيلي خروقاته للأجواء اللبنانية.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.