شارك نحو 200 شخص من «فلسطينيي 48»، مساء أمس، أمام مقر المحاكم في مدينة حيفا، احتجاجا على الاستمرار في اعتقال ومحاكمة بعض المحتجين على تشويه رموز دينية.
ورغم التوصل إلى حل وسط لهذه القضية، فإن الشرطة أصرت على الاعتقالات بدعوى أنها «تجاوزت الخطوط الحمراء».
وكان بضع مئات من عرب حيفا قد أقاموا مظاهرة احتجاج أمام متحف حيفا، إثر إقامته معرضا فنيا يحتوي على رسوم تسيء لرموز الديانة المسيحية. وقال قادة المظاهرة إن المعرض يضم أعمالا فنية تتضمن صورا تستفز المشاعر الدينية. وطالبوا بإزالة هذه الصور والمجسمات من المتحف، والاعتذار من المسيحيين والمسلمين على حد سواء. وحاول المتظاهرون اقتحام المتحف لإزالة المعروضات بأنفسهم، فصدتهم قوات الشرطة واعتقلت 3 أشخاص، وأطلقت قنابل غاز مسيل للدموع، وقنابل صوت لفض المظاهرة.
لكن في وقت لاحق وصل إلى المكان عدد من رجال الدين ودخلوا المتحف وتفاوضوا مع إدارته لإزالة المعروضات، التي اعتبروها مسيئة للمشاعر الدينية.
ورفضت إدارة المتحف اتهامها بالإساءة إلى رموز دينية، وقال مندوبوها إنهم يستغربون هذه الحملة اليوم، لأن المعرض أقيم منذ خمسة أشهر، وهو معرض عالمي مشهور أعده الفنان ياني لينولين، موضحة أن الغرض منه هو الاحتجاج على طريقة الرأسمالية في تقديس البضائع.
وبعد مفاوضات اتفق الطرفان على أن يتم وضع لافتة من الآن وحتى انتهاء المعرض بعد ثلاثة أسابيع، تحذر الزائرين من أن «المعرض يضم أعمالا قد تفهم على أنها مساس بالمسيحيين وهي ليست كذلك».
ومع ذلك فقد أصرت الشرطة على محاكمة المتظاهرين، وقدمتهم أمس إلى المحاكمة لتمديد اعتقالهم. وقال مندوبها في المحكمة إن المتظاهرين استغلوا قضية فنية للتحريض العنصري، واستخدموا العنف وألقوا زجاجة حارقة على المتحف.
فلسطينيون يتظاهرون في حيفا ضد صور «مسيئة لرموز دينية»
فلسطينيون يتظاهرون في حيفا ضد صور «مسيئة لرموز دينية»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة