تصاعدت شكايات سكان مدن الجنوب الليبي، مما سموه تغوّل «العصابات التشادية»، وقيامها بـ«عمليات خطف وابتزاز للمواطنين»، محملين الأجهزة الأمنية المسؤولية عدم ردعها، بعد انتشارها على اتساع الصحراء المتاخمة لمنازلهم.
وقال بوسيف محمد، عميد سبها المكلف، إنه «تم تسجيل 30 حالة سطو مسلح، و10 خطف، و8 حالات قتل في المدينة، منذ بداية يناير الحالي». وأضاف في تصريحات إعلامية، تناقلتها وسائل إعلام محلية، أمس، أن «العصابات التشادية تتمركز على بعد 3 كيلومترات فقط من وسط مدينة سبها، وحتى بلدية غدوة وتراغن وبقية الصحراء الجنوبية»، لافتاً إلى أن الوضع الأمني في المدينة «سيئ، رغم أنها تشهد حالة من الهدوء الحذر، بعد مهاجمة مجموعة مجهولة مقر مديرية الأمن في سبها مؤخراً».
من جهته، قال النائب الناشط عيسي بديوي، إن «مجموعات مسلحة تشادية تمارس عملية إجرامية بخطف المواطنين، مقابل دفع فدية لإطلاق سراحهم»، مشيراً إلى أن «هذه العصابات المسلحة تطوق الصحراء الليبية، وتهاجم بعض المدن ليلاً».
وناشد بدوي خلال حديثه إلى «الشرق الأوسط» الجيش الوطني الليبي «بضرورة التحرك لحماية مواطني الجنوب، الذين أصبحوا فريسة للجماعات الإجرامية والإرهابية».
ونقلت وسائل إعلام عن صحيفة «الوحدة» التشادية، أن نحو 11 ألفاً من عناصر المعارضة التشادية تنتشر في جنوب ليبيا، وقالت إن تلك العناصر «مقسمة إلى ست حركات، أهمها، المهدي وتيمان وبوليمي»، مؤكدة أن «الحركات الثلاث تعد الأكثر تسليحاً وتنظيماً، وسيكون من الصعب على قوات الجيش الليبي أن تهزمها باستخدام القوة».
وتوافقت توجهات فائز السراج، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، والقائد العام للجيش الوطني المشير خليفة حفتر، على ضرورة التصدي للمجموعات التشادية، التي تنتشر في الجنوب الليبي، وتوعد السراج باتخاذ «إجراءات رادعة ضد المرتزقة والعصابات القادمة من خارج الحدود في جنوب البلاد».
وسبق لخليفة العبيدي، رئيس شعبة الإعلام الحربي التابعة للقيادة العامة للجيش الليبي، القول إن «سلاح الجو شن غارات جوية، استهدفت أهدافا أرضية مباشرة لمواقع خاصة بالعصابات الإجرامية في منطقة تمسه في الجنوب الليبي، وبعض العصابات الإجرامية التابعة للمعارضة التشادية في منطقة تربو».
وكان عضو مجلس النواب مصباح أوحيدة، قد اتهم بعض الجهات الأمنية المسؤولة، بـ«التباطؤ في تحرير الجنوب من تلك الجماعات التشادية»، التي قال إنها «موجودة في البلاد منذ عهد النظام السابق».
وأضاف أوحيدة موضحا: «لقد سبق أن طالبنا منذ سنة بالتحرك للتصدي للمعارضة التشادية وتنظيمي (داعش) و(القاعدة)، لكن دون جدوى في ظل حالة تباطؤ لا نعلم أسبابها».
سكان الجنوب الليبي يناشدون السلطات تخليصهم من «العصابات التشادية»
سكان الجنوب الليبي يناشدون السلطات تخليصهم من «العصابات التشادية»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة