«جبهة التحرير» تهاجم ضباطاً متقاعدين عارضوا تمديد ولاية الرئيس الجزائري

TT

«جبهة التحرير» تهاجم ضباطاً متقاعدين عارضوا تمديد ولاية الرئيس الجزائري

هاجم حزب الأغلبية في الجزائر (جبهة التحرير الوطني) ضباطا عساكر متقاعدين، بحجة أنهم طالبوا رئيس أركان الجيش بالوقوف ضد رغبة مفترضة لدى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الترشح لولاية خامسة. وحذر الحزب قياداته ومناضليه من «الوقوع ضحية افتراءات».
وجمع معاذ بوشارب، رئيس «هيئة التنسيق» للحزب، أمس بالعاصمة، أعضاء «مجلس الأمة» (الغرفة البرلمانية الثانية)، التابعين لـ«جبهة التحرير»، لتقييم حصيلة دخولها معترك انتخابات التجديد النصفي لأعضاء «المجلس»، التي جرت في 29 من الشهر الماضي. وحصد حزب الغالبية 80 في المائة من المقاعد المعنية بالتغيير، بينما حل ثانيا في الترتيب «التجمع الوطني» الديمقراطي، الذي يقوده رئيس الوزراء أحمد أويحيى.
وانتقد بوشارب، وهو أيضا رئيس «المجلس الشعبي الوطني» (الغرفة البرلمانية الأولى)، ضباطا متقاعدين خاضوا في رئاسية 2019 وعلاقة الجيش بالحكم، وهو موضوع تعاملت معه قيادة المؤسسة العسكرية بحساسية حادة. وأبرز من «تشجع» وتحدث في هذه القضية اللواء المتقاعد علي لغديري، الذي قال في مقابلة مع صحيفة محلية، إن «الفريق صالح مطالب بأن يتحمل مسؤولياته بوقف الانحراف عن المسار الديمقراطي». و«الانحراف» حسبه هو أن يطلب بوتفليقة لنفسه ولاية خامسة.
واستنكر بوشارب هذا الموقف من جانب لغديري، بحكم أن الرئيس الفعلي لـ«جبهة التحرير»، هو عبد العزيز بوتفليقة، وإن كان لا يحضر اجتماعاته أبدا.
وحذر بوشارب من «مغبة الانسياق وراء مغالطات البعض»، في إشارة إلى لغديري أساسا، وقد ترك انطباعا بأن طرفا أو أطرافا تقف وراء كلام الضابط المتقاعد عن بوتفليقة وصالح معا. كما راجت أخبار نقلتها وسائل إعلام محسوبة على الحكومة، مفادها أن الجنرال محمد مدين، مدير المخابرات المعزول سنة 2015. هو من دفع لغديري إلى ذلك التصريح المثير للجدل.
وشملت انتقادات بوشارب «الغريم» حزب أويحيى، الذي اشتكى من «انحياز الإدارة» لـ«جبهة التحرير» في انتخابات «مجلس الأمة». وشدد بوشارب على أن «المقاعد التي فزنا بها حلال... حلال... على عكس ما يزعمه البعض». علما بأن قادة «جبهة التحرير» يظهرون خصومة شديدة لأويحيى، لاعتقادهم أنه يريد خلافة بوتفليقة في الحكم.
وفي وقت سابق، هاجم رئيس أركان الجيش، لغديري بقوله «إن هؤلاء خانهم حس التقدير والرصانة، وهم يدّعون حمل رسالة ودور ليسوا أهلا لهما، ويخوضون دون حرج ولا ضمير في ترّهات وخرافات، تنبع من نرجسية مرضية تدفعهم لحد الادعاء بالمعرفة الجيدة للقيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، وبقدرتهم على استقراء موقفها تجاه الانتخابات الرئاسية».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.