غوتيريش يشعر بـ «قلق عميق» لانتهاكات واسعة لحقوق الإنسان في ليبيا

TT

غوتيريش يشعر بـ «قلق عميق» لانتهاكات واسعة لحقوق الإنسان في ليبيا

طالب أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتّحدة، في تقرير الحكومة الليبيّة باتّخاذ إجراءات لحماية المعتقلين في ليبيا من التعذيب، وضمان حصولهم على محاكمة وفق الإجراءات القانونيّة الواجبة.
وقال غوتيريش في التقرير الذي نشر مساء أول من أمس، والذي يُغطّي الأشهر الستّة الفائتة «ما زلتُ أشعر بقلق عميق إزاء الانتهاكات الواسعة النطاق لحقوق الإنسان، والاعتداءات المرتكبة ضدّ معتقلين، والاحتجاز التعسّفي المُطوّل لآلاف الرجال والنساء والأطفال، من دون اتّباع الإجراءات القانونيّة الواجبة».
وأضاف التقرير موضحا أنه «يجب على الحكومة تنفيذ إجراءات تُتيح لجميع الأشخاص المعتقلين أن يكونوا محميين من التعذيب، وسواه من أوجه سوء المعاملة، وأن يكون لهم الحقّ في محاكمة بحسب الأصول». مشددا على أن السجون «يجب أن تكون تحت السيطرة الفعليّة للحكومة، وألا تكون خاضعة لأي تأثير أو تدخّل من جماعات مسلّحة».
كما تطرّق الأمين العام في تقريره خصوصًا إلى وضع المهاجرين واللاجئين «الذين ما زالوا عرضة» للحرمان من الحرّية والاعتقال التعسّفي، والاعتداءات الجنسيّة في السجون الرسميّة أو غير الرسميّة، وكذلك للخطف أو العمل القسري.
ووفقًا للتقرير ذاته، فقد تمّ إحصاء «أكثر من 669 ألف مهاجر» في البلاد، بينهم 12 في المائة من النساء، و9 في المائة من الأطفال، خلال الفترة المذكورة سابقًا. كما أشار التقرير إلى أنّ عدد المعتقلين ازداد منذ أغسطس (آب). موضحا أنّ نحو 5300 لاجئ ومهاجر كانوا معتقلين في ليبيا خلال الفترة المشمولة بالتقرير، بما في ذلك «3700 شخص يحتاجون إلى حماية دوليّة». وأضاف غوتيريش أنّ النساء والأطفال هم «عرضة خصوصًا لـ(عمليّات) الاغتصاب والاعتداء الجنسي، والاستغلال من جانب جهات حكوميّة وغير حكوميّة».
وتتنازع السُلطة في ليبيا الغارقة في الفوضى منذ سقوط نظام معمّر القذافي في العام 2011 سلطتان: حكومة الوفاق الوطني المدعومة من المجتمع الدولي في طرابلس، وحكومة موازية في الشرق مدعومة من البرلمان المنتخب و«الجيش الوطني الليبي».
من جهة ثانية، فتحت النيابة البلغارية أمس، بطلب من ليبيا، تحقيقا في ظروف احتجاز ناقلة نفط ليبية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي في ميناء بلغاري، وهو الحادث الذي أدى إلى توتر بين البلدين.
وأوضحت محكمة بورغاس في بيان أن المحققين يسعون إلى التأكد من تأكيدات طرابلس بأن «كاتب عدل خاصا تجاوز حقوقه» أثناء تلك العملية.
وتحتج طرابلس على احتجاز ناقلة النفط «بدر» في ديسمبر الماضي، وهي سفينة تبلغ حمولتها 61 ألف طن، في وقت فتح فيه القضاء البلغاري الباب أمام رفع الحراسة المفروضة على السفينة، التابعة للشركة الوطنية الليبية للنقل البحري.
وكان تم حجز سفينة «بدر» في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2017 في ميناء بورغاس، إثر شكوى من شركة خاصة بلغارية اسمها «بلغارجيومين»، تطالب ليبيا بـ9.25 مليون دولار ثمنا لعمليات مسح جيولوجي أجرتها في 1989. الأمر الذي تحتج عليه سلطات ليبيا.
وفي 21 من ديسمبر (كانون الأول) الماضي صعد كاتب العدل الخاص، رفقة عناصر شركة حراسة وممثلين للسلطات البلغارية، إلى السفينة، وأمر بوضعها في المياه الدولية بعد أن أنزل طاقمها المكون من قبطان ليبي و20 بحارا هنديا.
وذكرت محكمة بورغاس أمس بأنها كانت علقت قبيل ذلك إجراءات تغيير الملكية، رافضة بذلك طلبات الشركة البلغارية الشاكية.
ثم ألغت المحكمة الإدارية العليا رسميا قرار حجز السفينة في الثاني من يناير (كانون الثاني) الماضي. وندد رئيس إدارة البحرية الليبية عمر عبد الله الجيوشي بعملية الاحتجاز غير القانونية، وأمر في رد فعل باحتجاز أي سفينة بلغارية تدخل المياه الإقليمية الليبية، بحسب وثيقة نشرتها الصحافة البلغارية. فيما وصف وزير النقل البلغاري روسين جيلياسكوف الخلاف بأنه «خلاف خاص».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.