حالات إغماء... بسبب القلب

اختلال الإشارات الكهربائية فيه

حالات إغماء... بسبب القلب
TT

حالات إغماء... بسبب القلب

حالات إغماء... بسبب القلب

س: بعد معاناتي من بعض حالات الإغماء، تم تشخيص حالتي متلازمة العقدة الجيبية المريضة. ويقول طبيبي المعالج إنني قد أحتاج إلى جهاز لتنظيم ضربات القلب. فهل يمكنكم إخبارنا بالمزيد عن هذه الحالة المرضية؟

عقدة جيبية
ج: بصرف النظر عما يشير إليه المسمى، فإن متلازمة العقدة الجيبية المريضة sick sinus syndrome لا علاقة لها على الإطلاق بالجيوب الأنفية. وبدلاً من ذلك، فإنها تشير إلى اختلالات متنوعة في ضربات القلب من التي يمكنها أن تسبب الدوخة، أو الإغماء، أو ضيق التنفس.
وترجع أغلب الحالات إلى التغيرات ذات الصلة بالعمر في عضلة القلب، التي تعطل عمل النظام الكهربائي في القلب. وفي بعض الأحيان، يرجع اللوم إلى نمط آخر من أنماط مرض القلب أو العقاقير التي تُبطئ من عمل القلب. وتعد متلازمة العقدة الجيبية المريضة من أكثر الأمراض شيوعاً لدى الأشخاص الذين يبلغون السبعين أو الثمانين من أعمارهم.
في كل مرة يدق القلب، يجري تحفيز عضلة القلب على الانقباض بدفقة كهربائية متناهية الصغر. وتنطلق تلك الدفقة الكهربائية عن طريق العقدة الجيبية (والمعروفة أيضاً باسم العقدة الجيبية الأذينية sinoatrial node)، وهي تكتل من الخلايا يوجد في الجزء الأيمن العلوي من القلب، وتقوم مقام المنظم الطبيعي لضربات القلب. فإن كان معدل ضربات القلب يبلغ 60 ضربة في الدقيقة، فإن العقدة الجيبية ترسل دفقة كهربائية واحدة في كل ثانية واحدة تقريباً.

إشارات كهربائية
وإن أخفقت العقدة الجيبية في إرسال الإشارات الكهربائية بسرعة كافية للحفاظ على تواصل ضربات القلب بالسرعة اللازمة لتزويد الجسد بالدم والأكسجين، فربما تلاحظ أن هناك شيئاً غير طبيعي يحدث. وعندما تتوقف العقد الجيبية المعطلة عن العمل لمدة 5 أو 6 ثوانٍ كاملة، فإن ضربات القلب تتوقف عن العمل مؤقتاً تبعاً لذلك؛ الأمر الذي يسفر عن إصابة الشخص بالإغماء. وحالة الإغماء تلك لا تؤدي إلى إلحاق الضرر الكبير بالقلب نفسه. غير أن العواقب قد تكون وخيمة إن تعرض الرأس للاصطدام أثناء السقوط أو أثناء قيادة السيارة مثلاً.
ومن المظاهر الأخرى المعروفة لتوقف عمل العقد الجيبية هناك متلازمة «تاكي برادي» tachy - brady syndrome، التي تعني تأرجح معدل ضربات القلب بين سرعة عالية للغاية تسارع القلب (tachycardia) وأخرى بطيئة للغاية (تباطؤ القلب bradycardia). ويحدث نمط ضربات القلب المذكور هذا غالباً لدى الأشخاص الذين يعانون من الرجفان الأذيني atrial fibrillation، وفيه تنبض الحجرات العليا من القلب بمعدل سريع وغير منتظم.
وهناك أعراض أخرى محتملة، بالإضافة على الدوخة والإغماء، متلازمة العقدة الجيبية المريضة تشمل الشعور كما لو أن القلب ينبض بسرعة فائقة للغاية، أو متدنية للغاية، أو متجاوزاً بعض النبضات. ومن آثارها شعور بعض الناس بآلام في الصدر، أو صعوبات في التنفس، أو الإرهاق، أو الوهن، أو الارتباك.
إذا استبعد طبيبك المعالج حالات أخرى قابلة للعلاج أو عقاقير أخرى باعتبارها من مسببات متلازمة العقدة الجيبية المريضة، فإن العلاج المعياري هنا يكون باستخدام جهاز لتنظيم ضربات القلب بصورة دائمة. ويتم زرع هذا الجهاز الصغير، الذي يعمل بالبطارية، تحت الجلد في الجزء العلوي من الصدر عبر إجراء جراحة بسيطة. والجهاز مبرمج على تحفيز أو «تنظيم» ضربات القلب للحفاظ على النبضات بمعدلها الطبيعي، وهو من الحلول الآمنة وطويلة الأمد بصورة نسبية.

* رئيس تحرير
رسالة هارفارد للقلب
خدمات «تريبيون ميديا»



دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
TT

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، إلى جانب مكملات زيت السمك، يمكن أن يبطئ بشكل كبير نمو خلايا سرطان البروستاتا لدى الرجال الذين يختارون المراقبة النشطة، ما قد يقلل من الحاجة إلى علاجات عدوانية في المستقبل، وفق ما نشر موقع «سايتك دايلي».

وجد باحثون من مركز UCLA Health Jonsson Comprehensive Cancer Center أدلة جديدة على أن التغييرات الغذائية قد تبطئ نمو الخلايا السرطانية لدى الرجال المصابين بسرطان البروستاتا الذين يخضعون للمراقبة النشطة، وهو نهج علاجي يتضمن مراقبة السرطان من كثب دون تدخل طبي فوري.

سرطان البروستاتا والتدخل الغذائي

قال الدكتور ويليام أرونسون، أستاذ أمراض المسالك البولية في كلية ديفيد جيفن للطب بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس والمؤلف الأول للدراسة: «هذه خطوة مهمة نحو فهم كيف يمكن للنظام الغذائي أن يؤثر على نتائج سرطان البروستاتا».

وأضاف: «يهتم العديد من الرجال بتغييرات نمط الحياة، بما في ذلك النظام الغذائي، للمساعدة في إدارة إصابتهم بالسرطان ومنع تطور مرضهم. تشير نتائجنا إلى أن شيئاً بسيطاً مثل تعديل نظامك الغذائي يمكن أن يبطئ نمو السرطان ويطيل الوقت قبل الحاجة إلى تدخلات أكثر عدوانية».

تحدي المراقبة النشطة

يختار العديد من الرجال المصابين بسرطان البروستاتا منخفض الخطورة المراقبة النشطة بدلاً من العلاج الفوري، ومع ذلك، في غضون خمس سنوات، يحتاج حوالي 50 في المائة من هؤلاء الرجال في النهاية إلى الخضوع للعلاج إما بالجراحة أو الإشعاع.

وبسبب ذلك، يتوق المرضى إلى إيجاد طرق لتأخير الحاجة إلى العلاج، بما في ذلك من خلال التغييرات الغذائية أو المكملات الغذائية. ومع ذلك، لم يتم وضع إرشادات غذائية محددة في هذا المجال بعد.

في حين نظرت التجارب السريرية الأخرى في زيادة تناول الخضراوات وأنماط النظام الغذائي الصحي، لم يجد أي منها تأثيراً كبيراً على إبطاء تقدم السرطان.

الاستشارة الغذائية

لتحديد ما إذا كان النظام الغذائي أو المكملات الغذائية يمكن أن تلعب دوراً في إدارة سرطان البروستاتا، أجرى الفريق بقيادة جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس تجربة سريرية مستقبلية، تسمى CAPFISH-3، والتي شملت 100 رجل مصاب بسرطان البروستاتا منخفض الخطورة أو متوسط ​​الخطورة والذين اختاروا المراقبة النشطة.

تم توزيع المشاركين بشكل عشوائي على الاستمرار في نظامهم الغذائي الطبيعي أو اتباع نظام غذائي منخفض أوميغا 6 وعالي أوميغا 3، مع إضافة زيت السمك، لمدة عام واحد.

ووفق الدراسة، تلقى المشاركون في ذراع التدخل استشارات غذائية شخصية من قبل اختصاصي تغذية مسجل. وتم توجيه المرضى إلى بدائل أكثر صحة وأقل دهوناً للأطعمة عالية الدهون وعالية السعرات الحرارية (مثل استخدام زيت الزيتون أو الليمون والخل لصلصة السلطة)، وتقليل استهلاك الأطعمة ذات المحتوى العالي من أوميغا 6 (مثل رقائق البطاطس والكعك والمايونيز والأطعمة المقلية أو المصنعة الأخرى).

كان الهدف هو خلق توازن إيجابي في تناولهم لدهون أوميغا 6 وأوميغا 3 وجعل المشاركين يشعرون بالقدرة على التحكم في كيفية تغيير سلوكهم. كما تم إعطاؤهم كبسولات زيت السمك للحصول على أوميغا 3 إضافية.

ولم تحصل مجموعة التحكم على أي استشارات غذائية أو تناول كبسولات زيت السمك.

نتائج التغييرات الغذائية

تتبع الباحثون التغييرات في مؤشر حيوي يسمى مؤشر Ki-67، والذي يشير إلى مدى سرعة تكاثر الخلايا السرطانية - وهو مؤشر رئيسي لتطور السرطان، والنقائل والبقاء على قيد الحياة.

تم الحصول على خزعات من نفس الموقع في بداية الدراسة ومرة ​​أخرى بعد مرور عام واحد، باستخدام جهاز دمج الصور الذي يساعد في تتبع وتحديد مواقع السرطان.

وأظهرت النتائج أن المجموعة التي اتبعت نظاماً غذائياً منخفضاً في أوميغا 6 وغنياً بأوميغا 3 وزيت السمك كان لديها انخفاض بنسبة 15 في المائة في مؤشر Ki-67، بينما شهدت المجموعة الضابطة زيادة بنسبة 24 في المائة.