تجدُّد الاحتجاجات في القصرين بعد تفشي الفقر والبطالة

القضاء يوجه تهمة القتل العمد لمقرب من «النهضة» التونسية في قضيتي اغتيال بلعيد والبراهمي

TT

تجدُّد الاحتجاجات في القصرين بعد تفشي الفقر والبطالة

نفذت قوات الأمن التونسية، أمس، عمليات مداهمة للمنازل في مدينة تالة بولاية القصرين، كما أوقفت 12 مواطناً عقب احتجاجات ليلية شهدتها المدينة مساء أول من أمس.
وقالت مصادر أمنية في الجهة، إن قوات الأمن أوقفت 12 شخصاً من بين الذين شاركوا في احتجاجات ليلة أول من أمس، ويوم الثلاثاء، ويجري التحقيق معهم. فيما قال شهود من تالة إن محتجين أغلقوا طرقاً رئيسية في المدينة، وأشعلوا العجلات، كما دخلوا في مناوشات وكر وفر مع قوات الأمن، التي استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريقهم. ويحتج عاطلون في الجهة، ومن بينهم شبان من المؤسسات التعليمية، ضد تفشي البطالة وتأخر تنفيذ عدد من مشروعات التنمية المعطلة منذ سنوات. كما تشهد مدن أخرى من الولاية نفسها غرب تونس، احتجاجات متكررة للمطالبة باستثمارات تنهض بالمنطقة، وتمنح فرص عمل للعاطلين عن العمل، وتحسين ظروف العيش، وهي غالباً ما تطفو على السطح في مثل هذه الفترة، التي تتزامن مع إحياء ذكرى الثورة التي اندلعت قبل ثماني سنوات، وانتهت بسقوط حكم الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي.
وخلال احتجاجات ليلة أول من أمس، أقدم المحتجون على رشق مقرات أمنية بالحجارة والزجاجات الحارقة، وأسفرت هذه المواجهات عن إصابة ثلاثة رجال من شرطة النجدة، واعتقال 9 أشخاص على خلفية هذه الأحداث. وفيما تقول مصادر أمنية إن بعض المشاغبين والخارجين عن القانون، يتعمدون إذكاء الاحتجاجات وإشاعة الفوضى، يرى متتبعون للشأن المحلي والسياسي في تونس، أن هذه الاحتجاجات تأتي على خلفية تردي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والتنموية بمنطقة تالة، واستفحال البطالة في صفوف شبابها، علاوة على تواصل تعطل عدد من المشروعات الحكومية المبرمجة بها منذ سنوات، وفي مقدمتها المستشفى الجهوي.
وأحيت مدينة تالة في الثامن من يناير (كانون الثاني) الحالي، ذكرى سقوط أول قتلاها الستة في ثورة 2011. ورجحت مصادر محلية أن يكون الاستقبال الجاف الذي حظيت به عائلات الضحايا في مقر الولاية (المحافظة) من بين الأسباب التي أدت إلى زيادة منسوب التوتر في المدينة.
وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، توفي مصور صحافي حرقاً، وسط احتجاجات في مدينة القصرين ضد البطالة والفقر، أدت إلى اضطرابات في الجهة على مدى أيام.
من جهة ثانية, أعلنت هيئة الدفاع عن السياسيين الراحلين في تونس، شكري بلعيد ومحمد البراهمي، أمس، عن توجيه القضاء لاتهام بالقتل العمد ضد أحد «المتورطين» المقربين من حزب حركة «النهضة» الإسلامية، الشريك في الائتلاف الحكومي. وكشفت الهيئة منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي وثائق قالت إنها تدين حركة «النهضة» بامتلاك «جهاز سري» متورط في اختراق أجهزة الدولة، وفي أنشطة تجسُّس، والتستر على معطيات تخص اغتيال بلعيد والبراهمي في 2013، وهو ما نفاه الحزب باستمرار.
وأعلنت الهيئة في مؤتمر صحافي، أمس، أن أدلَّة جديدة توصل إليها القضاء إثر اطلاعه على وثائق بوزارة الداخلية، تثبت تورط عنصر يدعى مصطفى خذر مقرب من «النهضة»، وبصدد قضاء عقوبة سجن في حادثة اغتيال البراهمي.
وقال متحدث باسم محكمة تونس سفيان السليطي لوكالة الأنباء الألمانية، أمس، إن قاضي التحقيق وجَّه بالفعل تهمة القتل العمد إلى مصطفى خذر، غير أن التحقيق لم ينتهِ بعد.
وأضاف السليطي أن خذر سيخضع مرة أخرى إلى التحقيق، في الأسبوع المقبل. لكن لم يتضح بشكل كامل الدور الذي قد يكون لعبه خذر في أنشطة إجرامية، لكن هيئة الدفاع قدمت مراسلات ووثائق عدة تحوم حوله، وعلى صلة بفترة حكم حركة «النهضة» بين عامي 2012 و2013.
وبدأت محكمة تونس جلسات محاكمة في قضيتي الاغتيال منذ 2015، تشمل العشرات من المتهمين، بينهم عناصر في حالة فرار، غير أنها لم تُصدِر أحكاماً حتى اليوم، إذ يجري تأجيل الجلسات بشكل مستمر. وبخصوص «الجهاز السري» لحركة «النهضة»، أوضح السليطي أن النيابة العامة تنظر في المعطيات المرتبطة بهذا الملف.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.