السودان يعوّل على جمعيات حماية المستهلك للحد من الغلاء

البرلمان السوداني
البرلمان السوداني
TT

السودان يعوّل على جمعيات حماية المستهلك للحد من الغلاء

البرلمان السوداني
البرلمان السوداني

أجاز البرلمان السوداني بالإجماع قانون حماية المستهلك لعام 2018، الذي يكفل للجمعيات الأهلية حق التقاضي نيابة عن المواطنين، ضد الممارسات المتسببة في غلاء الأسعار.
ويكفل القانون الجديد، الذي يبدأ سريانه بعد توقيع رئيس الجمهورية، حزمة من الحقوق للمستهلكين، منها حقه في المعرفة وحقه في التعويض، والحماية من المخاطر الصحية، وحقه في إشباع حاجاته الأساسية. بالإضافة لحقه في خدمات مصرفية، وفقاً للمواصفات الدولية لحقوق المستهلك. وأجيز قانون حماية المستهلك بواسطة جميع أعضاء البرلمان السوداني، بعد تأكيدهم أن غياب قانون لحماية المستهلك طيلة السنوات الماضية فاقم من موجة غلاء الأسعار وانفلات الأسواق في البلاد، ما أدى لتفاقم الأوضاع المعيشية لدى المواطنين.
ووفقاً للقانون، سيتم إنشاء الجهاز القومي لحماية المستهلك بقرار من رئيس الجمهورية، وستكون له شخصية اعتبارية، وصفة تعاقبية مستدامة، وخاتم عام، وله حق التقاضي، وتحديد اختصاصات الجهاز وسلطاته.
وألزم القانون الجديد التجار ومزودي خدمات المستهلك، بعدم الاتفاق مع أي جهة تموينية أو تمويلية، في حالة تعارض هذا الاتفاق مع حقوق المستهلك.
وألزم القانون مزودي الخدمات بتوضيح بيانات الخدمة التي يقدمونها وأسعارها ومميزاتها وخصائصها، ومدة الضمان، وكذلك عدم عرض السلع وتخزينها بطريقة مخالفة.
وأتاح القانون لأجهزة حماية المستهلك الشعبية والرسمية بالولايات، متابعة ومراقبة التزام المزودين بكافة واجباتهم.
وأتاح القانون للنائب العام إنشاء نيابات متخصصة في الجرائم الخاصة بحماية المستهلك، ويجوز لرئيس القضاء إنشاء محكمة متخصصة بنظر الجرائم المخالفة لأحكام هذا القانون. وقال وزير الدولة بوزارة العدل، محمود أبكر دقدق، إن هذا القانون مرتبط بحياة الناس، وإذا تم تطبيقه تطبيقاً سليماً، فسيحفظ الخدمات والصحة العامة والحقوق، مضيفاً أن القانون يحتاج لشرح وحديث وجهد كبير من وزارة العدل والمنظمات غير الحكومية للتعريف به.
وتوقع أن تواجه هذا القانون تحديات في التطبيق، مشيراً إلى أهمية أن تكون هناك هيئات للقيام بتفتيش السلع.
من جهته، أشار القاضي عمر فضل الله عمر، رئيس اللجنة القانونية لجمعيات حماية المستهلك ورئيس لجنة القانون الجديد، في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن إجازة القانون تعتبر حدثاً تاريخياً، إذ أجمع عليه كل ممثلي الشعب السوداني في البرلمان، وطالبوا بالتشديد في تنفيذه، لما يؤمنه للمستهلك السوداني من عيش كريم.
وأشار إلى أن هناك عقوبات رادعة لمخالفي قانون حماية المستهلك الجديد، تصل إلى السجن خمس سنوات، ومصادرة المنشأة التجارية بعد تكرار المخالفة، بجانب عقوبات إدارية أخرى. ويرى محللون وخبراء اقتصاديون سودانيون، أن إجازة قانون حماية المستهلك من قبل البرلمان خطوة جيدة رغم تأخرها، مؤكدين أن النسخة الحالية من القانون ستعمل على حماية المستهلك والشرائح الضعيفة من الممارسات الاستغلالية للوسطاء والسماسرة.
ونبهوا إلى أن أهم ما يميز قانون حماية المستهلك، أنه يمكن المستهلك من المطالبة بحقوقه عبر جهات مختصة، مثل الجمعيات ونيابات المستهلك، داعين إلى تفعيل تلك القوانين ومراقبة العمل بها، فضلاً عن توعية المستهلكين بحقوقهم كافة.
وقالوا إن التحدي لإنجاح القانون، يتمثل في قيام الجهات المعنية، وعلى رأسها منظمات المجتمع المدني، بدورها كاملاً، بالتنسيق مع كل الجهات ذات الصلة.



أميركا توسّع لائحتها السوداء ضد الشركات الصينية

حاويات وسفن شحن في ميناء تشينغداو بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)
حاويات وسفن شحن في ميناء تشينغداو بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)
TT

أميركا توسّع لائحتها السوداء ضد الشركات الصينية

حاويات وسفن شحن في ميناء تشينغداو بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)
حاويات وسفن شحن في ميناء تشينغداو بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)

أعلنت الولايات المتحدة، أنها وسّعت مجدداً لائحتها السوداء التي تحظر استيراد منتجات من منطقة شينجيانغ الصينية، أو التي يُشتبه في أنها صُنعت بأيدي أويغور يعملون قسراً.

وقد اتُّهمت نحو 30 شركة صينية جديدة باستخدام مواد خام أو قطع صنِعَت أو جمِعَت بأيدي أويغور يعملون قسراً، أو بأنها استخدمت هي نفسها هذه العمالة لصنع منتجاتها.

وبهذه الإضافة، يرتفع إلى 107 عدد الشركات المحظورة الآن من التصدير إلى الولايات المتحدة، حسبما أعلنت وزارة الأمن الداخلي.

وقالت الممثلة التجارية الأميركية، كاثرين تاي، في بيان: «بإضافة هذه الكيانات، تواصل الإدارة (الأميركية) إظهار التزامها بضمان ألّا تدخل إلى الولايات المتحدة المنتجات المصنوعة بفعل العمل القسري للأويغور أو الأقليات العرقية أو الدينية الأخرى في شينجيانغ».

وفي بيان منفصل، قال أعضاء اللجنة البرلمانية المتخصصة في أنشطة «الحزب الشيوعي الصيني» إنهم «سعداء بهذه الخطوة الإضافية»، عادّين أن الشركات الأميركية «يجب أن تقطع علاقاتها تماماً مع الشركات المرتبطة بالحزب الشيوعي الصيني».

يحظر قانون المنع الذي أقرّه الكونغرس الأميركي في ديسمبر (كانون الأول) 2021، كل واردات المنتجات من شينجيانغ ما لم تتمكّن الشركات في هذه المنطقة من إثبات أن إنتاجها لا ينطوي على عمل قسري.

ويبدو أن المنتجات الصينية ستجد سنوات صعبة من التصدير إلى الأسواق الأميركية، مع تهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية تزيد على 60 في المائة على السلع الصينية جميعها، وهو ما أثار قلق الشركات الصينية وعجَّل بنقل المصانع إلى جنوب شرقي آسيا وأماكن أخرى.

كانت وزارة التجارة الصينية، قد أعلنت يوم الخميس، سلسلة من التدابير السياسية التي تهدف إلى تعزيز التجارة الخارجية للبلاد، بما في ذلك تعزيز الدعم المالي للشركات وتوسيع صادرات المنتجات الزراعية.

وكانت التجارة أحد المجالات النادرة التي أضاءت الاقتصاد الصيني في الآونة الأخيرة، في وقت يعاني فيه الاقتصاد من ضعف الطلب المحلي وتباطؤ قطاع العقارات، مما أثقل كاهل النمو.

وقالت الوزارة، في بيان نشرته على الإنترنت، إن الصين ستشجع المؤسسات المالية على تقديم مزيد من المنتجات المالية؛ لمساعدة الشركات على تحسين إدارة مخاطر العملة، بالإضافة إلى تعزيز التنسيق بين السياسات الاقتصادية الكلية للحفاظ على استقرار اليوان «بشكل معقول».

وأضاف البيان أن الحكومة الصينية ستعمل على توسيع صادرات المنتجات الزراعية، ودعم استيراد المعدات الأساسية ومنتجات الطاقة.

ووفقاً للبيان، فإن الصين سوف «ترشد وتساعد الشركات على الاستجابة بشكل نشط للقيود التجارية غير المبررة التي تفرضها البلدان الأخرى، وتخلق بيئة خارجية مواتية لتعزيز الصادرات».

وأظهر استطلاع أجرته «رويترز»، يوم الخميس، أن الولايات المتحدة قد تفرض تعريفات جمركية تصل إلى 40 في المائة على وارداتها من الصين في بداية العام المقبل، مما قد يؤدي إلى تقليص نمو الاقتصاد الصيني بنسبة تصل إلى 1 نقطة مئوية.