تحذيرات من استمرار فساد العمل الإغاثي في مناطق الحوثيين

TT

تحذيرات من استمرار فساد العمل الإغاثي في مناطق الحوثيين

حذرت الكثير من منظمات المجتمع اليمني من استمرار فساد العمل الإغاثي في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية، وبخاصة مع ظهور الفضيحة الأخيرة المتعلقة بنهب الجماعة أغلب المعونات الغذائية المقدمة عبر برنامج الأغذية العالمي.
وطالبت 36 منظمة يمنية في بيان مشترك لها، أمس، اطلعت عليه «الشرق الأوسط»، برنامج الغذاء العالمي بالإفصاح عن مظاهر الفساد كافة في برامجه وتدخلاته الإنسانية التي تعرقل تقديم استجابة إنسانية فعالة وسريعة.
ورحبت المنظمات اليمنية بإعلان برنامج الغذاء العالمي نيته إيقاف جزء من برامجه الإنسانية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين بعد اكتشاف تلاعب وسرقة الحوثيين لها.
واعتبرت في بيانها صمت البرنامج عن الكثير من مظاهر الفساد في تدخلاته وبرامجه الإنسانية حتى الآن تواطؤاً مع السلطات لنهب الغذاء من أفواه الجياع في اليمن خاصة، مرحبة بإعلان البرنامج اعترافه بنهب الحوثيين أكثر من 60 في المائة من المساعدات الإغاثية.
وشدد بيان المنظمات اليمنية على ضرورة إنهاء الفساد الذي ينخر في جسد العمل الإنساني في المحافظات اليمنية كافة، ويخضع لتدخل النافذين في سلطات أطراف النزاع في التأثير على العمل الإنساني، داعياً الجهات والمنظمات كافة المنفذة للعمليات الإنسانية اتباع نهج تشاركي مع منظمات المجتمع المدني اليمنية، والتوقف عن ممارسة سياسة العزل وحصر العمل الإنساني بعدد معين من المنظمات.
وأكد البيان، أن المنظمات الدولية غير الحكومية تعزل السواد الأعظم من المنظمات المحلية، وتحصر عملها مع ما يقارب من 100 منظمة محلية من أصل ما يفوق 12 ألف منظمة وجمعية محلية مسجلة لدى وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وتضع مجموعة من الشروط التعجيزية أمام المنظمات المحلية الراغبة بالمشاركة في تنفيذ الاستجابة الإنسانية.
وعلى رغم إشادة المنظمات اليمنية بخطوة برنامج الغذاء العالمي، فإنها شددت في بيانها «على باقي المنظمات والجهات المنفذة للعمليات الإنسانية في اليمن بضرورة اتباع نهج شفاف ونزيه ومسؤول أمام الشعب اليمني، وتجسيد ذلك من خلال الإفصاح بشكل دوري وشهري لعامة الشعب عن كافة العمليات المالية واللوجيستية المتعلقة بتنفيذ العمليات الإنسانية؛ تفادياً لتحول تلك المساعدات إلى تغذية الصراع أو ذهابها إلى جيوب الفاسدين بدلاً من أفواه الفقراء والمحتاجين». واستغربت المنظمات من النهج المتبع من قِبل المنظمات الدولية غير الحكومية، حيث انتشرت الأوبئة كالكوليرا والديفتيريا، واتسعت رقعة شبح المجاعة لتشمل 20 مليون شخص جُلّهم من النساء والأطفال، رغم أن حجم المساعدات الإنسانية المقدمة لليمن في تزايد مستمر، حيث قفزت من 750 ألف دولار عام 2015 إلى 4.03 مليار دولار حتى ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وكان برنامج الغذاء العالمي كشف في تحقيق له في وقت سابق عن فساد حوثي كبير جعل أغلب المعونات الغذائية في مناطق سيطرة الجماعة تذهب إلى غير مستحقيها، في الوقت الذي يؤكد الحقوقيون اليمنيون أن الجماعة الحوثية تستغل نفوذها في صنعاء لتسخير المعونات الغذائية لمصلحة مجهودها الحربي وأتباعها الطائفيين.
كما ذكرت مصادر يمنية محلية، أن أكثر من 30 منظمة حوثية حديثة النشأة تحتكر الشراكة مع المنظمات الدولية للحصول على المعونات الغذائية والمساعدات الإنسانية العليا تحت إشراف الجماعة الحوثية وقادتها البارزين في الدائرة الاجتماعية التابعة لمكتب الجماعة السياسي.
وأنشأت الجماعة ما يعرف بالهيئة العليا لتنسيق الإغاثة والعمل الإنساني ومواجهة الكوارث في صنعاء، وأنشأت لها فروعاً في مختلف مناطق سيطرتها، وأوكلت إليها مسألة تسيير شؤون عمل المنظمات الأجنبية بإشراف مباشر من أحمد حامد، وهو القيادي البارز في الجماعة، ومدير مكتب رئيس مجلس حكم الانقلاب مهدي المشاط.
واستطاعت الجماعة الحوثية خلال أربع سنوات من الانقلاب، وقف أنشطة المنظمات المحلية كافة غير الموالية لها، وحصر العمل الإغاثي بالشراكة مع المنظمات الدولية على المنظمات التابعة لها، فضلاً عن قيامها بفرض موظفين من عناصرها في مختلف مكاتب المنظمات الدولية العاملة في مناطق سيطرتها؛ لضمان تحكمها بعمل هذه المنظمات.
ورصد ناشطون وحقوقيون يمنيون قيام المنظمات الحوثية خلال الأشهر الماضية باستغلال توزيع المعونات الغذائية من أجل استقطاب المجندين، إضافة إلى تصوير أن هذا الدعم المقدم هو من قيادة الجماعة وليس من قبل المجتمع الدولي، فضلاً عن توزيع أغلب الدعم على عائلات أسرى وقتلى الجماعة والموالين لها واستثناء بقية مكونات الشعب اليمني.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.