لم ينجح الإعلان عن موعد عقد المؤتمر الانتخابي لحزب النداء التونسي، وفتح أبواب العودة أمام المنشقين من الحزب في خفض حدة الخلافات الداخلية والانشقاقات السياسية التي خيمت على الحزب منذ سنة 2015، لكنها عادت من جديد هذه المرة بين القيادات العليا للحزب في حسابات انتخابية.
واتهم سفيان طوبال، رئيس الكتلة البرلمانية لحزب النداء، رضا بلحاج المنشق عن حزب النداء والذي أسس حزب «تونس أولاً»، قبل أن يقرر العودة إلى صفوف «النداء» خلال الأشهر الماضية، بأنه «ليس الرجل المناسب»، في إشارة إلى تكليفه بمهام المنسق الإداري في حزب النداء إثر عودته لأحضان الحزب، كما اتهمه بالسعي إلى عرقلة انعقاد أول مؤتمر لحزب النداء منذ تأسيسه سنة 2012، وقال إنه يسعى إلى تأجيل المؤتمر، مشدداً على أن عودة بلحاج إلى الحزب «كانت شكلية لا غير». كما روجت أطراف سياسية مقطع فيديو يؤكد وجود خلاف بين حافظ قائد السبسي، نجل الرئيس الحالي ورئيس الهيئة السياسية لحزب النداء، مع كل من رضا شرف الدين رئيس لجنة الإعداد لمؤتمر النداء، ورضا بلحاج المنسق الإداري في الحزب ذاته.
لكن أكثر من طرف سياسي في حزب النداء نفى وجود مثل هذه الخلافات، واعتبرها من صنع «أعداء عودة (النداء) حزباً قوياً»، على حد تعبير سفيان طوبال.
في غضون ذلك، قدم ستة نواب في البرلمان، يمثلون حزب النداء، استقالة جماعية من الكتلة البرلمانية، وهؤلاء النواب ينتمون لكتلة حزب الاتحاد الوطني الحر، الذي أسسه رجل الأعمال سليم الرياحي قبل أن يهب إلى نجدة حزب النداء، ويندمج معه ويتسلم منصب أمين عام للحزب. ولئن لم يعلن المستقيلون الستة عن الأسباب الكامنة وراء قرار استقالتهم، فإن متابعين للساحة السياسية يرون أن الرياحي قد تورط بعد تقديمه قضية إلى المحكمة العسكرية، اتهم فيها رئيس الحكومة يوسف الشاهد بمحاولة الانقلاب على رئيس الجمهورية. غير أنه لم يقدم دلائل أو حججاً إلى المحكمة تثبت ادعاءاته، وهو ما جعله في ورطة، وأصبح الآن في حالة فرار في بريطانيا وملاحق قضائياً.
وبانطلاق الاستعدادات لعقد المؤتمر الانتخابي الأول لحزب النداء، المقرر خلال بداية شهر مارس (آذار) المقبل، فإن قيادات حزب الاتحاد الوطني الحر بقيت في الصفوف الأخيرة، ولن تجد من يدعم ترشحها على المستويين المحلي والجهوي، كما أنها ستجد صعوبات في الترشح على المستوى الوطني حسب بعض المراقبين.
وسبق لرضا شرف الدين، رئيس لجنة الإعداد للمؤتمر، أن صرح بأن موعد هذا المؤتمر سيكون يومي 2 و3 مارس المقبلين، وهو ما سيفتح أبواب المنافسة على مصراعيها بين حزب النداء، شق حافظ قائد السبسي نجل الرئيس الحالي، وحزب «أمل تونس»، الذي سيعلن عنه رسميا نهاية الشهر الحالي، والذي يسعى الشاهد إلى تزعمه، إعداداً للمشاركة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وأعد حزب النداء خريطة طريق لإعداد المؤتمر الانتخابي الأول في تاريخه، ومن المنتظر تنظيم المؤتمرات القاعدية والمحلية لنواب المؤتمر من 1 إلى 3 فبراير (شباط) المقبل، على أن تكون المؤتمرات على المستوى الجهوي ما بين 8 و10 من الشهر ذاته، وستنتهي هذه الاجتماعات بعقد مؤتمره الانتخابي الأول الذي ستنبثق عنه لأول مرة قيادة منتخبة.
تونس: خلافات بين قيادات «النداء» قبل عقد مؤتمره الانتخابي الأول
إثر استقالة ستة نواب من كتلته البرلمانية
تونس: خلافات بين قيادات «النداء» قبل عقد مؤتمره الانتخابي الأول
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة