كيم ينسق مع شي قبل قمة محتملة مع ترمب

بدأ زعيم كوريا الشمالية كيم يونغ أون أمس زيارة غير معلنة لإجراء محادثات مع الرئيس الصيني شي جينبينغ فيما تجري التحضيرات لقمة ثانية محتملة مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب. وجاءت الزيارة للعاصمة الصينية بكين بعد أيام من تحذيره من أنه قد يتخذ مسارا بديلا في مفاوضاته مع واشنطن إذا لم تخفف الولايات المتحدة العقوبات والضغط على بيونغ يانغ. وكان الزعيم الكوري الشمالي والرئيس الأميركي عقدا قمة تاريخية في سنغافورة في يونيو (حزيران) 2018، واتفق ترمب وكيم على العمل باتجاه نزع الأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية. لكنّ ذلك جاء في اتفاق مبهم لم يتطرّق إلى التفاصيل. وتضغط الولايات المتحدة على كوريا الشمالية لنزع أسلحتها النووية قبل أي تخفيف للعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها. بالمقابل يطالب كيم، الذي تحكم عائلته كوريا الشمالية بيد من حديد منذ 70 عاماً، بتخفيف العقوبات المفروضة على بلاده بسبب برنامجها النووي وبرامجها الخاصة بالصواريخ الباليستية، ويدين إصرار الولايات المتحدة على نزع ترسانته النووية.
وقال لو كانغ المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية أمس الثلاثاء إن الصين تدعم دائما التواصل بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، وإن بكين تلعب دائما دورا إيجابيا في السعي لحل لقضية شبه الجزيرة الكورية.
وأشاد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في مقابلة مع تلفزيون (سي إن بي سي) يوم الاثنين بدعم الصين في حل الأزمة في كوريا الشمالية وقال إنه لا يعتقد أن النزاع التجاري الأميركي مع بكين سيؤثر على هذا الدعم. وقالت وزارة الخارجية في كوريا الجنوبية إنها كانت على علم بزيارة كيم المقررة، وتأمل أن تسهم أحدث قمة بين كيم وشي في تحقيق «الهدف الاستراتيجي» المشترك الخاص بإخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية وتحقيق السلام الدائم.
وبينما واصلت الكوريتان إصلاح علاقاتهما على مدار العام الماضي، بدا أن مفاوضات نزع السلاح النووي بين بيونغ يانغ وواشنطن قد توقفت. ومن المتوقع أن يتوجه كيم إلى العاصمة الكورية الجنوبية سول لأول مرة، هذا العام. وأثنت وسائل إعلام كورية جنوبية أمس الثلاثاء على زيارة كيم للصين وأعربت عن الأمل في أن يسهم ذلك في جهود نزع السلاح النووي والسلام.
وتعتبر الصين الحليف الدبلوماسي الرئيسي لكوريا الشمالية المعزولة ومصدرها الرئيسي من المساعدات والتجارة، وهذه الزيارة، وهي الرابعة من نوعها، تعزز التكهنات حول لقاء محتمل مع الرئيس الأميركي حيث إن كيم قد يكون حضر لبحث تنسيق استراتيجيته مع الرئيس الصيني. وقالت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء إن «كيم يسعى أيضا للحصول على مساعدة بكين لكي يتم تخفيف العقوبات الدولية» عن بلاده.
وعقد كيم ثلاث قمم مع شي، حليفه الأهم، في العام الماضي قبل وبعد اجتماع مع ترمب ومع رئيس كوريا الجنوبية مون جيه - إن. وقال هاري جي. كازيانيس مدير دراسات الدفاع في مركز المصلحة القومية ومقره الولايات المتحدة في تصريحات للوكالة الألمانية: «كيم حريص على تذكير إدارة ترمب أن لديه خيارات دبلوماسية واقتصادية إلى جانب ما يمكن أن تقدمه واشنطن وسيول». وتابع قائلا: «في الحقيقة، الطريق الجديد الذي أشار إليه كيم في خطابه بمناسبة العام الجديد ربما كان تهديدا مبطنا بتعزيز التقارب مع بكين. ومن شأن هذا أن يثير قلق أميركا».
وكان قد حذر الزعيم الكوري الشمالي الولايات المتحدة في خطابه بمناسبة السنة الجديدة، حيث أعلن أنه يمكن أن يغير موقفه في حال أبقت واشنطن على عقوباتها الاقتصادية ضد بيونغ يانغ رغم التقارب الدبلوماسي الذي حصل بين البلدين منذ السنة الماضية.
وأفادت وكالة «يونهاب» بأنّ الزعيم الكوري الشمالي وصل صباح الثلاثاء على متن قطار خاص إلى بكين في زيارة تستمر لغاية الخميس. وأتى نبأ الوكالة الكورية الجنوبية بعيد إعلان بيونغ يانغ وبكين أنّ كيم غادر ليل الإثنين بلاده على متن قطار متّجهاً إلى الصين في زيارة تستمر أربعة أيام تلبية لدعوة من الرئيس الصيني.
وقالت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية إنّ كيم «يزور الصين من السابع ولغاية العاشر من يناير (كانون الثاني) بدعوة من شي جينبينغ». وأضافت أنّ الزعيم كيم انطلق من محطّة القطارات في بيونغ يانغ على متن قطار خاص متوجّهاً إلى بكين ترافقه زوجته ري سول جو وعدد من كبار المسؤولين في نظامه. وأكّدت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) الزيارة.
وقال بوني غلاسر من مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية، وهو معهد أبحاث أميركي، كما نقلت عنه الصحافة الفرنسية إن «شي وكيم يريان مصلحة في تنسيق مواقفهما قبل قمة بين كيم وترمب. وهذا أمر يبدو معتادا الآن».
وتعتبر الصين وروسيا أن الأمم المتحدة يجب أن تنظر في رفع هذه العقوبات، لكن ترمب أعلن الأحد أنها ستبقى قائمة ما دام لم يتم تحقيق نتائج «إيجابية جدا» حول نزع الأسلحة النووية. وبحسب مصادر عدّة فإنّ كيم يحتفل الثلاثاء بعيد ميلاده الـ36. لكنّ هذه المعلومة لم تؤكّدها بيونغ يانغ يوماً.
وتوقّفت محادثات نزع أسلحة كوريا الشمالية بين بيونغ يانغ وواشنطن، إلاّ أنّ التوقعات تتزايد باحتمال عقد قمة ثانية بين كيم والرئيس الأميركي الذي قال الأحد إنّ الطرفين يتفاوضان حالياً على مكان عقد القمة المرتقبة، لكنّه تهرّب من الردّ على سؤال يتّصل بموعد انعقاد هذه القمة. وقال ترمب لصحافيين أمام البيت الأبيض ردّاً على سؤال عن القمّة: «نحن نتفاوض على مكان. على الأرجح سيتمّ إعلانه في موعد ليس بعيدا».