مصر تنظّم كأس الأمم الأفريقية بعد غياب 13 عاماً... وصلاح أفضل لاعب في القارة

نالت 16 صوتاً من 18 لتفوز بحق استضافة الحدث القاري الكبير للمرة الخامسة

صلاح وماني قبل إعلان النتائج في دكار أمس (أ.ف.ب)
صلاح وماني قبل إعلان النتائج في دكار أمس (أ.ف.ب)
TT

مصر تنظّم كأس الأمم الأفريقية بعد غياب 13 عاماً... وصلاح أفضل لاعب في القارة

صلاح وماني قبل إعلان النتائج في دكار أمس (أ.ف.ب)
صلاح وماني قبل إعلان النتائج في دكار أمس (أ.ف.ب)

أعلن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم حصول النجم المصري محمد صلاح، لاعب ليفربول الإنجليزي، على جائزة أفضل لاعب في أفريقيا للعام الثاني على التوالي، تزامناً مع اختيار مصر، أمس، لتنظيم بطولة كأس الأمم الأفريقية المقررة الصيف المقبل.
وتفوق صلاح على زميله في ليفربول السنغالي ساديو ماني وعلى الغابوني بيير إيمريك أوباميانغ لاعب أرسنال الإنجليزي، والذي توج باللقب في 2015، فيما فازت الجنوب أفريقية كريستينا كغلاتلانا بجائزة أفضل لاعبة متفوقة على النيجيرية أسيسات أوشولا وفرانشيسكا أورديغا.
وفاز المغربي أشرف حكيمي لاعب بروسيا دورتموند بجائزة أفضل لاعب شاب في أفريقيا، كما فاز هيرفي رينارد مدرب المغرب بجائزة أفضل مدرب للرجال، وفازت ديسيري إيليس مدربة منتخب جنوب أفريقيا بجائزة أفضل مدرب لفريق نسائي. وتسلم فوزي لقجع رئيس الاتحاد المغربي جائزة أفضل اتحاد وطني. واختير منتخب موريتانيا كأفضل منتخب أفريقي للرجال في حين فاز منتخب نيجيريا بجائزة أفضل منتخب نسائي في القارة.
وعبر صلاح عن سعادته البالغة بالفوز بالجائزة للعام الثاني على التوالي، وقال إنها {جائزة كبيرة لي لأنني كنت أتابعها عندما كنت صغيراً وكنت أتمنى أن أفوز بها وهو ما تمكنت من تحقيقه العام الماضي. الفوز بها مرة أخرى كان بمثابة حلم آخر، وأنا فخور لتمكني من الفوز بها}. وأهدى الجائزة لبلده مصر ولكل زملائه في المنتخب وفريق ليفربول.
إلى ذلك، وعد هاني أبو ريدة، رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم، بتقديم {أفضل بطولة أفريقية في التاريخ}. وستعود بطولة الأمم الأفريقية إلى مصر بعد غياب 13 عاماً، مع إعلان الاتحاد القاري (كاف) اختيارها مضيفة للنسخة التي تم سحب تنظيمها قبل أسابيع من الكاميرون.
وبعد منافسة مع جنوب أفريقيا، صوتت اللجنة التنفيذية للاتحاد القاري التي اجتمعت أمس، في العاصمة السنغالية داكار، لصالح استضافة مصر البطولة المقررة بين 15 يونيو (حزيران) و13 يوليو (تموز) المقبلين، والتي ستكون الأكبر في تاريخ البطولات القارية بمشاركة 24 منتخباً بدلاً من 16. وقال رئيس الاتحاد الأفريقي أحمد أحمد: «يسعدني أن أعلن لكم أن مصر ستستضيف بطولة أمم أفريقيا 2019».
وشهد اجتماع اللجنة التنفيذية حضور 20 عضواً مع غياب عضوين، حيث اعتذر ممثل دولة أنغولا عن الحضور بسبب ظروف مرضه، ولم يحضر الآخر لإيقافه. وأفاد الاتحاد الأفريقي بأن مصر حصلت على 16 صوتاً، مقابل صوت واحد فقط لصالح جنوب أفريقيا، وامتناع (....) واحد عن التصويت». وعلق أبو ريدة على الفوز الكبير في التصويت قائلاً: «هذه مسؤولية كبيرة. ثمة عمل كبير للقيام به قبل ستة أشهر فقط (من الموعد المقرر للبطولة). سنبدأ العمل على الفوز، التحديات ستكون مع الوقت. ستة أشهر. ثمة عمل كثير لكن يمكننا القيام به. لست قلقاً. وسنقوم بأفضل ما يمكن».
وحسم هذا الإعلان الترقب الذي ساد في أوساط اللعبة في القارة السمراء، منذ قرار الاتحاد أواخر نوفمبر (تشرين الثاني)، سحب تنظيم النسخة المقبلة من الكاميرون، على خلفية التأخر في إنجاز أعمال البنى التحتية ومنشآت الملاعب، إضافة إلى مخاوف من الوضع الأمني.
وبعدما أعاد الاتحاد فتح باب الترشح للاستضافة، تقدمت كل من مصر وجنوب أفريقيا بطلبي ترشيح، وكان من المفترض أن يرسو الخيار على أحدهما إثر اجتماع للجنة التنفيذية للاتحاد القاري كان سيُعقد، اليوم، قبل أن يعلن الـ«كاف» تقديم الموعد إلى أمس.
وتوجه أحمد بالشكر إلى البلدين وقال: «تقدما لنجدة الاتحاد الأفريقي لكرة القدم عندما رأينا أن تطور الأعمال في الكاميرون لم يكن وفق ما يجب».
وقال أبو ريدة: «الفوز بتنظيم كأس الأمم الأفريقية يُحسب للشعب المصري والرئيس السيسي الذي أكد لنا عبر وزير الشباب والرياضة، أن كل أجهزة الدولة ستعمل لإنجاح هذا الحدث الكبير».
ووعد رئيس اتحاد الكرة المصري بأن «تخرج البطولة بالشكل الذي يليق بصورة مصر الجديدة حكومةً وشعباً».
وقال أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة المصري: «ثقة كبيرة أن نحصل على 16 صوتاً من بين 18 صوتاً. سنجتمع مع الاتحاد المصري وسنشكّل لجنة للإعداد للبطولة بهدف إسعاد الشعب المصري».
وأضاف: «سننسق مع اتحاد كرة القدم لمتابعة الاستادات التي ستستضيف مباريات البطولة واتخاذ كل الخطوات التنفيذية والإدارية المتعلقة بإقامة المنتخبات والوفود الأفريقية واستقبالها وكل ما يتعلق بالأمور التنظيمية للبطولة للخروج بها في أبهى صورة».
ووجه مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، التهنئة إلى الشعب المصري، وطالب المسؤولين الرياضيين بسرعة الانتهاء من جميع استعدادات تنظيم البطولة.
وقال بيان لمجلس الوزراء: «وجه مدبولي باستغلال البطولة على الوجه الأمثل لصالح التعاون مع دول القارة في إطار مساعي الدولة لتعميق التعاون مع كل دول القارة خصوصاً أن مصر تترأس الاتحاد الأفريقي هذا العام».
من جانبه كشف طارق بوشماوي عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الأفريقي لكرة القدم، أن هناك أسباباً قوية رجحت ملف مصر على جنوب أفريقيا في سباق تنظيم كأس الأمم الأفريقية 2019 أبرزها الدعم الحكومي الكامل.
من جهته، اعتبر وزير الرياضة المصري أشرف صبحي، أن اختيار بلاده على حساب جنوب أفريقيا يمثل «ثقة كبيرة جداً، وإن شاء الله تكون مصر على قدر هذه الثقة وتقوم بتنظيم بطولة تليق بالبلاد».
وقال مصدر باتحاد الكرة المصري لـ«الشرق الأوسط»، إن «نيجيريا امتنعت عن التصويت، بينما أعطت ليبيريا صوتها للملف الجنوب أفريقي، وهو الصوت الوحيد الذي حصلت عليه جنوب أفريقيا».
وتعد تلك هي خامس مرة تنظم فيها مصر بطولة كأس الأمم الأفريقية، آخرها كانت عام 2010. وتحمل مصر الرقم القياسي في عدد ألقاب البطولة بسبع مرات، علماً بأن لقبها الأخير يعود إلى عام 2010، وكان الثالث توالياً. وأحرزت مصر لقب البطولة ثلاثاً من المرات الأربع التي استضافتها فيها (1959 أيام الجمهورية العربية المتحدة، و1986، و2006، بينما حلت ثالثة في نسخة 1974 التي آلت إلى زائير التي باتت تعرف حالياً باسم جمهورية الكونغو الديمقراطية).
وستقام البطولة على 8 استادات: القاهرة، والسلام، والدفاع الجوي، والكلية الحربية، وبرج العرب، والإسكندرية، والإسماعيلية، والجيش بالسويس. وسبق لمصر تنظيم كأس العالم للشباب، على تلك الملاعب عام 2009، وستقام البطولة في 4 مدن: القاهرة والإسكندرية والإسماعيلية والسويس، بينما ستكون استادات: بتروسبورت، وجهاز الرياضة العسكري، والمقاولون العرب، لاستضافة التدريبات للمنتخبات المشاركة.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».