امرأة قوية تقود فريق كرة قدم للرجال

نادي أرليسي تاون الإنجليزي استعان بها لإنقاذه فأصبحت تنافس على القمة

ناتاشا تراقب لاعبي فريق أرليسي تاون خلال فترة الراحة من التدريبات
ناتاشا تراقب لاعبي فريق أرليسي تاون خلال فترة الراحة من التدريبات
TT

امرأة قوية تقود فريق كرة قدم للرجال

ناتاشا تراقب لاعبي فريق أرليسي تاون خلال فترة الراحة من التدريبات
ناتاشا تراقب لاعبي فريق أرليسي تاون خلال فترة الراحة من التدريبات

يشارك الرجال في عالم كرة القدم النسائية، وبالتالي ينبغي فتح الباب أمام مشاركة النساء في عالم كرة القدم للرجال. ورغم أن هذه العبارة تبدو بديهية، لماذا من النادر للغاية حدوث ذلك على أرض الواقع؟.
تولى اثنان من اللاعبين شبه المحترفين، مات إندرسبي وجيمس هاتش، مسؤولية نادي «أرليسي تاون» في بيدفوردشير، والذي يشارك في الدرجة التاسعة من كرة القدم الإنجليزية، وذلك في بداية يونيو (حزيران). يذكر أنه في أعقاب تعرض النادي للهبوط، لم يكن لديه لاعبون ولا فريق عمل بمجال التدريب، في الوقت الذي كان أمامه وقت قليل للغاية لتحقيق الاستقرار داخل جنبات النادي الصغير. وكان أول شيء يتعين على مسؤولي النادي عمله، إيجاد مدرب يترأس الإدارة الفنية، وبالفعل، أجروا اتصالاً هاتفياً بناتاشا أورتشارد سميث.
بالنسبة لهم، بدا الوضع واضحاً، فقد كانوا على معرفة سابقة بأورتشارد سميث. في هذا الصدد، قال إندرسبي: «عندما كنت أتولى تدريب بارتون، كانت تقف خلف المكان المخصص لفريق التدريب ذات يوم. وأنصت لكل ما كانت تقوله وقلت في نفسي: «من هذه المرأة؟ إن المعلومات التي تدلي بها شديدة الدقة».
واستطرد موضحاً: «جلسنا وتناقشنا وتوصلنا إلى أن الاستعانة بها سيكون خطوة ذكية. إن كرة القدم للرجال تسير في اتجاه واحد فحسب، ويقتصر الاعتماد فيها على مدربين رجال. إلا أنه حان الوقت لتجاوز هذا الوضع، خاصة وأن ناتاشا شخصية ذكية ودقيقة ومهنية. لقد لعبت كرة القدم بمستوى شبه احترافي لأكثر من 20 عاماً وأرى أنها واحدة من أفضل المدربين الذين التقيتهم على الإطلاق. وعليه، اتفقنا على أنه: «حسناً، دعونا نتخذ هذا القرار ونستعين بسيدة في تدريب الفريق».
وكان مسؤولو النادي على علم بأن هذا أمر غير مألوف، لكنهم لم يكونوا مدركين لمدى غرابته في عيون الآخرين. من جانبه، أكد اتحاد كرة القدم على أن أورتشارد سميث المدربة الوحيدة من مستوى الدوري الوطني لما هو أقل.
من جهتها، قالت أورتشارد سميث: «ليست هناك أسباب تمنع أي شخص من الاضطلاع بهذه المهمة، وإنما ينبغي أن يحصل المرء على الفرصة فحسب».
الآن، أدرك مسؤولو النادي إلى أي مدى كان قرارهم نادراً، ويأملون في أن تقبل أندية أخرى على الخطوة ذاتها. عن ذلك، قال إندرسبي: «نأمل في أن تمعن الأندية الأخرى الخاصة بالهواة، بل وربما شبه المحترفين، النظر في هذا القرار وتحاكيه. وأتمنى أن يقولوا في أنفسهم: «لقد استعانوا بسيدة كمدرب، ما الخطأ في ذلك؟ لماذا لا نفعل مثلهم؟ إن بعض السيدات بمجال التدريب على مستوى كفاءة عالي للغاية ولا يحتجن سوى لفرصة لإثبات ذلك».
والسؤال الآن: هل أحدث هذا القرار تغييراً في النادي؟ عن ذلك، أجاب إندرسبي بقوله: «لقد تبدلت الديناميكية، وأصبح الجمهور مختلفاً، ولا يدري فريق التدريب على الجانب الآخر ماذا عليهم عمله. واليوم، يبدي الجميع مزيداً من الاحترام تجاه النساء بمجال الكرة. وقد أبدى اللاعبون هنا ترحيباً كبيراً بها، ويظهرون لها احتراماً بالغاً. وما تقوله ينفذ. ولا يقدم أحد على التشكيك فيه، وكي أكون أميناً معك، إذا فعل أحدهم ذلك، فإن هذا يعني أنه ليس اللاعب المناسب بالنسبة للفريق الذي أتولى أنا وجيمس مسؤوليته».
من ناحية أخرى، تتميز أورتشارد سميث بخبرة كبيرة. وباعتبارها لاعبة «لم تشارك في مستوى رفيع للغاية»، تلقت تشجيعاً من جانب أحد الأصدقاء كي تسعى للحصول على ترخيص تدريب من المستوى الأول من قبل اتحاد الكرة.
وقالت عن ذلك: «أجزت هذا بالفعل، لكن بعد ذلك لم أفعل شيئاً بهذا الترخيص. إلا أنه عندما كبر ابني وبلغ قرابة السابعة وبدأ يبدي اهتماماً بكرة القدم، اصطحبته إلى نادٍ محلي، وبعد ذلك أصبحت إلى حد ما جزءاً من ذلك النادي. لقد كانوا بحاجة إلى مدرب لفريق دون الثامنة، ونظراً لحصولي على رخصة تدريب، رأوا أنه لا بأس في الاستعانة بي لهذه المهمة. وعملت في هذا المجال طيلة 10 سنوات، مع فريق أقل عن 8 و18 عاماً».
وأنجزت أورتشارد المستوى الثاني وحصلت على رخصة «يويفا بي»، وكذلك على ترخيص من المستوى الثاني يتعلق بحراسة المرمى، وعملت مدربة مهارات تحت مظلة اتحاد الكرة في منطقة بيدفوردشير البريطانية، وأطلقت نشاطاً تجارياً خاصاً بها بمجال التدريب، وحصلت على درجة علمية بمجال التدريب عن الأداء من أنغليا رسكين وتسعى حالياً للحصول على شهادة «يويفا بي» بمجال حراسة المرمى.
إلا أنه عندما بلغ ابنها الـ18 وحول اهتمامه بعيداً عن كرة القدم، رأت أورتشارد أنه قد يتعين عليها اتخاذ خطوة إلى الخلف والحصول على قسط من الراحة. بعد ذلك، تقدم إليها «آرسنال» بطلب للاستعانة بخدماتها، وبدأت بالفعل العمل مع فريق الفتيات أقل عن 10 سنوات داخل مركز المواهب الإقليمية التابع للنادي. وعملت هناك طيلة 14 شهراً وكان من المفترض أن تستمر هناك هذا الموسم - ثم فجأة اتصل بها إندرسبي وعرض عليها هذه المغامرة الجديدة بعض الشيء.
وقالت أورتشارد: «لم أكن على ثقة مما إذا كنت أرغب في الاضطلاع بهذه المهمة لأنه لم يسبق لي العمل بمجال كرة القدم للرجال، وإنما عملت بصورة أساسية مع اللاعبين بين 5 و11 عاماً، وهو مجال مختلف تماماً عن تدريب نادٍ شبه محترف. وأخيراً، وافقت ولم أنظر إلى الخلف مرة أخرى قط. ورغم صعوبة المهمة، أحببت كل دقيقة فيها. وأعتقد أنني محظوظة للغاية، خاصة وأن اللاعبين رحبوا بي منذ اللحظة الأولى. وبعضهم جاء من أندية أخرى سبق لي العمل فيها. وأبدوا جميعاً ترحيباً كبيراً بي».
وشكلت التجربة الجديدة منحنى تعليمياً كبيراً بالنسبة لأورتشارد سميث. ونظراً لأنها كانت دوماً تشارك في جهود التطوير والبناء، استغرق التكيف مع نادٍ ناجح بالفعل بعض الوقت منها. أما النتيجة فكانت نجاحاً مبهراً من جانبها. اليوم، يحتل الفريق المركز الرابع في دوري سبارتان ساوث ميدلاندز، وحقق 12 فوزاً من إجمالي 17 مباراة خاضها وتفصله عن القمة ست نقاط. وقال إندرسبي عن ذلك: «هذا أمر مذهل، لأنه في بعض الأحيان يستغرق بناء فريق ما بين عامين وثلاثة أعوام. إننا نبلي بلاءً حسناً للغاية».
إلا أن النجاح داخل الملعب ليس الغاية الكبرى أمام إندرسبي وهاتش. وعن هذا، قال الأول: «إننا نرى الهدف طويل الأمد، وما يمكن أن يحققه ذلك بالنسبة للاعبي كرة القدم السيدات ومشاركة السيدات بمجال كرة القدم. هناك ربما 10 مثل ناتاشا بمختلف أرجاء البلاد في انتظار فرصة».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».