هذا هو الوقت المحدد من كل عام لكي تتوسل وتقترض وتنهب في عالم كرة القدم، خصوصاً البريطانية، حيث من المتوقع أن تهيمن صفقات الإعارة على فترة الانتقالات الشتوية للاعبين مرة أخرى. وتجب الإشارة إلى أن 37 لاعباً فقط من أصل 178 لاعباً تركوا أندية الدوري الإنجليزي الممتاز في يناير (كانون الثاني) الماضي قد انتقلوا بشكل دائم، وأن ما يقرب من لاعب واحد من بين كل 3 لاعبين انتقلوا إلى الدوري الممتاز - وهي النسبة التي كانت للسنة الثانية على التوالي ضعف ما كانت عليه في فترة الانتقالات الصيفية - كان في إطار صفقات إعارة.
وقد يعود السبب وراء ارتفاع عدد صفقات الإعارة بهذا الشكل إلى حقيقة أننا الآن في منتصف الموسم، وأن كل فريق يبحث عن حلول «قصيرة المدى» لعلاج نقاط الضعف لديه. ومع ذلك، فإن العامل الأكبر وراء ذلك هو وجود عدد كبير للغاية من اللاعبين المحترفين في قوائم أندية الدوري الإنجليزي الممتاز هذه الأيام والحاجة إلى إيجاد فرص لمشاركة أكبر عدد من اللاعبين بشكل منتظم واسترداد بعض الأموال في الوقت نفسه.
وتشمل صفقات الإعارة بعض اللاعبين البارزين، مثل جيرمان ديفو، الذي انضم لتوه إلى رينجرز الإسكوتلندي على سبيل الإعارة من بورنموث، وناثانييل كلاين الذي انتقل من ليفربول إلى بورنموث حتى نهاية الموسم، بالإضافة إلى غاري كاهيل الذي سيرحل عن تشيلسي هو الآخر خلال فترة الانتقالات الشتوية الحالية.
لكن معظم اللاعبين الذين سيرحلون على سبيل الإعارة هم من اللاعبين الشباب الذين لا يجدون فرصة للمشاركة مع الفريق الأول، والذين ترى أنديتهم أنهم لا يتطورون بالشكل المطلوب في ظل مشاركتهم الحالية في مسابقات الناشئين تحت 23 عاماً ولا تزيد قيمتهم السوقية في ظل عدم مشاركتهم مع الفريق الأول.
ومن الجيد أن نسلط الضوء على نادي تشيلسي لسبب وجيه عندما يتعلق الأمر بهذا الموضوع، لكن عندما ننظر إلى صفقات الإعارة التي تمت خلال فترة الانتقالات الشتوية الماضية نجد أن أندية برايتون ونيوكاسل وواتفورد قد أعارت لاعبين أكثر من أي نادٍ آخر. وبطبيعة الحال، أعار تشيلسي عدداً كبيراً من اللاعبين في فترة الانتقالات الصيفية الماضية، لكن خلاصة القول هي أن عدداً متزايداً من أندية الدوري الإنجليزي الممتاز باتت تتبنى نهجاً استباقياً عندما يتعلق الأمر بانتقالات اللاعبين على سبيل الإعارة.
ورغم أن صفقات الإعارة أصبحت شائعة الآن، فإن الإطار الذي يحكم هذه الصفقات لا يزال فضفاضاً، وصولاً إلى التفاصيل الأساسية، مثل ما الذي تعنيه بالضبط جملة «حتى نهاية الموسم»، لأن كل صفقة من صفقات الإعارة تقريباً تمنح اللاعب المعار عقداً مع ناديه الجديد حتى 30 يونيو (حزيران)، في حين أن آخر مباراة من الموسم تكون عادة قبل ذلك التاريخ بـ6 أسابيع على الأقل! وقد يصل مقابل هذه الفترة إلى نحو 500 ألف جنيه إسترليني، وهو مبلغ كبير من المال يدفعه نادٍ للاعب بنادٍ آخر لمجرد استمتاعه بالجلوس على الشاطئ خلال تلك الفترة بعد انتهاء الموسم رسمياً.
وقد يكون من المفاجئ أن نعلم أن بعض اللاعبين لا يحصلون فقط على أجورهم بالكامل من النادي الذي ينضمون إليه، لكنهم يحصلون أيضاً على مبلغ إضافي كبير. وقد أثارت شكوى أحد لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز بشأن الوقت الذي قضاه على سبيل الإعارة في وقت سابق من مسيرته الكروية بعض علامات التعجب داخل ناديه السابق، نظراً لأنه في مرحلة ما كان هذا اللاعب سعيداً للغاية بالحصول على مبلغ بمئات الآلاف من الجنيهات كل أسبوع، بالإضافة إلى أجره الأساسي من أجل اللعب في دوري الدرجة الأولى.
وعندما يتعلق الأمر باللاعبين الأكثر طلباً من جانب أندية أخرى، فإن النادي الأصلي يتوقع أن يحصل هؤلاء اللاعبون على أجورهم بالكامل من أنديتهم الجديدة. وفي بعض الحالات، يحصل اللاعب المعار على مبالغ فلكية، ويكفي أن نعرف أن لاعباً دولياً سابقاً في صفوف المنتخب الإنجليزي قد حصل على مقابل مادي بالملايين من أجل اللعب لنادٍ على سبيل الإعارة، علاوة على مبالغ مالية إضافية في حال مساعدته النادي على تجنب الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى أو الصعود إلى الدوري الإنجليزي الممتاز.
وقد يكون هذا الإنفاق الإضافي طبيعياً لو قدم اللاعب مستويات كبيرة مع ناديه الجديد - مثل المستوى الذي قدمه ألكسندر ميتروفيتش مع نادي فولهام الموسم الماضي - لكن الكلمة الرئيسية في هذه الجملة هي «لو». وفي مثل هذا التوقيت من العام الماضي، تعاقد وست بروميتش ألبيون مع لاعب ليفربول دانيال ستوريدج على سبيل الإعارة على أمل أن يساعد اللاعب الفريق في تجنب الهبوط من الدوري الإنجليزي الممتاز، لكن ستوريدج تعرض للإصابة ولم يلعب سوى 116 دقيقة فقط، رغم أن وست بروميتش ألبيون قد عقد هذه الصفقة مقابل 3.8 مليون جنيه إسترليني.
وفي الموضوع نفسه، كان نادي كريستال بالاس قد أبدى بعض المخاوف المتعلقة باللياقة البدنية للاعب ليفربول دومينيك سولانكي، الذي كان يسعى للتعاقد معه خلال فترة الانتقالات الشتوية الحالية على سبيل الإعارة، وانسحب من الصفقة بعدما رفض ليفربول فكرة ربط جزء من قيمة الصفقة بمشاركات اللاعب مع كريستال بالاس.
ولم يكن بإمكان وست بروميتش ألبيون أن يتجنب إبعاد ستوريدج عن المشاركة في المباريات بسبب تعرض اللاعب للإصابة. ولم يكن آرسنال سعيداً عندما شارك لاعبه السابق سيرج غنابري، الذي يلعب الآن في بايرن ميونيخ، 12 دقيقة فقط في الدوري الإنجليزي الممتاز تحت قيادة توني بوليس في وست بروميتش ألبيون الذي لعب له على سبيل الإعارة قبل بضع سنوات.
وقد ألقت هذه التجربة بظلالها على رد نادي آرسنال عندما تلقى عرضاً في الموسم التالي من النادي نفسه للتعاقد مع لاعب آخر على سبيل الإعارة. ومن بين الطرق التي تلجأ إليها الأندية الأصلية لضمان مشاركة لاعبيها في المباريات مع الأندية التي تحصل على خدمات اللاعبين على سبيل الإعارة أن تضع شرطاً في عقود اللاعبين يُلزم الأندية الجديدة بدفع مبالغ مالية أعلى في حال عدم إشراكها اللاعبين في عدد معين من المباريات.
ورغم أن طريقة اللعب وسمعة المدير الفني في الفريق الذي يطلب استعارة اللاعب تعد من الاعتبارات المهمة للغاية عند إعارة اللاعبين الشباب، فإن العلاقات بين مسؤولي الأندية يكون لها تأثير كبير أيضاً، والدليل على ذلك أن النجم السابق لنادي تشيلسي فرنك لامبارد، الذي يتولى الآن القيادة الفنية لنادي ديربي كاونتي، قد حصل على خدمات اثنين من لاعبي تشيلسي على سبيل الإعارة وفي طريقه للتعاقد مع لاعب ثالث لو وافق المدير الفني لتشيلسي ماوريسيو ساري على رحيل إيثان أمبادو. يذكر أن الحد الأقصى لتعاقد أي نادٍ في دوري الدرجة الأولى بإنجلترا مع لاعبين على سبيل الإعارة من نادٍ واحد هو 4 لاعبين فقط.
لكن القواعد التي تحكم انتقالات اللاعبين على سبيل الإعارة في الدوري الإنجليزي الممتاز مختلفة، حيث لا يُسمح سوى بالتعاقد مع لاعب واحد فقط من النادي نفسه في كل فترة انتقالات. كما يُسمح لكل نادٍ بالتعاقد مع لاعبين اثنين فقط من الدوري المحلي على سبيل الإعارة في كل فترة انتقالات. لكن لا يوجد هناك عدد محدد للاعبين الذين يمكن لكل نادٍ التعاقد معهم على سبيل الإعارة من الدول الأخرى، وهو ما يعني أن أي نادٍ متعثر في الدوري الإنجليزي الممتاز يمكنه أن يشكل فريقاً من 11 لاعباً معاراً من الخارج دون أن يعقد صفقة دائمة واحدة. وقبل عامين من الآن، تعاقد هال سيتي مع 5 لاعبين على سبيل الإعارة، وكاد ينجح في البقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز.
وتشهد فترة الانتقالات الشتوية الحالية نشاطاً كبيراً فيما يتعلق بانتقالات اللاعبين على سبيل الإعارة، وسيكون من المثير للاهتمام أن نرى ما سيحدث للاعبين مثل مورغان شنايدرلين في إيفرتون، وفينسينت يانسن في توتنهام هوتسبير، وأدريان سيلفا في ليستر سيتي، وديفوك أوريجي في ليفربول، وداني درينكووتر في تشيلسي، الذين قد ينتقلون إلى أندية أخرى، سواء على سبيل الإعارة أو البيع النهائي، من أجل إحياء مسيرتهم الكروية في ظل عدم مشاركتهم الحالية.
صفقات الإعارة تستحوذ على فترة الانتقالات الشتوية
الفرق لا تريد المغامرة بتعاقدات طويلة الأجل في هذا التوقيت مفضلة حلولاً «قصيرة المدى»
صفقات الإعارة تستحوذ على فترة الانتقالات الشتوية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة