أفغانستان: غارات أميركية على مواقع لـ{طالبان} تسقط قتلى

سباق محموم في المواجهات العسكرية بين قوات الحكومة وقوات «طالبان» في عدد من الولايات الأفغانية؛ إذ يحاول كل طرف المبادرة بالهجوم على مواقع الطرف الآخر مع تواصل هطول الثلوج في ولايات أفغانستان، واستمرار البحث عن مخرج وحل سلمي للصراع في أفغانستان. فقد اعترف مسؤولون أفغان بهجوم شنته قوات «طالبان» على عدد من المواقع الأمنية غرب أفغانستان؛ مما أسفر عن مقتل 21 من رجال الشرطة والمقاتلين الموالين للحكومة، وذلك في أحدث موجة من الهجمات التي ألقت بظلال من الشك على الخطوات الأولية نحو إجراء محادثات سلام. وقال مسؤولون إقليميون: إن «طالبان» هاجمت نقاط تفتيش في جزأين مختلفين من إقليم بادغيس الواقع على الحدود مع تركمانستان في وقت متأخر أول من أمس.
وقال سكان محليون في ولاية فارياب إن قصفاً جوياً أميركياً أدى إلى مقتل ستة مدنيين في منطقة كورجان، ونقلت وكالات الأنباء عن مسؤولين وسكان محليين في فارياب قولهم إن القوات الأميركية تواصل شنّ غاراتها الجوية على مواقع «طالبان» والقرى التي يسيطرون عليها في فارياب لإجبار مقاتلي «طالبان» على الانسحاب منها. في حين ذكر عبد العزيز بيك، رئيس المجلس الإقليمي لبادغيس، أن 14 شرطياً وسبعة من أفراد ميليشيات موالية للحكومة قتلوا في حين أصيب تسعة آخرون. وقال جمشيد شهابي، المتحدث باسم حاكم الإقليم إن أكثر من 15 من مقاتلي «طالبان» قتلوا وأصيب عشرة في الاشتباكات. وأعلنت «طالبان» المسؤولية عن الهجمات وهي أعنف هجمات تشهدها ولاية بادغيس منذ شهور. وذكر قاري يوسف أحمدي، المتحدث باسم «طالبان» في بيان، أن قوات الحركة قتلت 34 من قوات الأمن ومقاتلين موالين للحكومة، واستولت قوات «طالبان» على الكثير من الأسلحة والذخائر.
وقال بيان «طالبان» إن قواتها تمكنت من مهاجمة عدد من المراكز الأمنية في مناطق غار تشاغا في مديرية قاديس بالأسلحة الثقيلة، حيث استمرت المواجهات قرابة أربع ساعات متواصلة؛ مما أسفر عن سيطرة قوات «طالبان» على أربع مراكز عسكرية بالكامل ومقتل تسعة عشر من القوات الحكومية وإصابة خمسة آخرين بجراح، وأصيب في هذه العمليات خمسة من قوات «طالبان»، في حين قتل أحد مقاتلي الحركة في العملية.
وكانت قوات «طالبان» سيطرت على أربعة مراكز عسكرية في منطقة تاش بالاق وبند سهران في مديرية أب كماري في ولاية بادغيس بعد معركة استمرت أكثر من ساعتين أسفرت عن مقتل ثلاثة عشر من القوات الحكومية والميليشيا التابعة لها، وإجبار بقية القوات الحكومية على الانسحاب من المراكز العسكرية.
وأشارت وكالة «سبوتنيك» الروسية إلى تصاعد عدد القتلى في المواجهات بين قوات الحكومة الأفغانية وقوات «طالبان» في الكثير في ولاية بادغيس الشمالية بعد مهاجمة قوات «طالبان» عدداً من المراكز الأمنية الحكومية. ومن المقرر أن يجتمع قادة من «طالبان» ومسؤولون أميركيون هذا الشهر لبحث انسحاب القوات الأجنبية ووقف محتمل لإطلاق النار. واجتمع مسؤولون من الطرفين المتحاربين ثلاث مرات على الأقل في الشهور القليلة الماضية في محاولة للاتفاق على سبيل لإنهاء الحرب الدائرة منذ 17 عاماً. لكن الجانبين يواصلان هجماتهما. وتقول «طالبان»، إنها تقاتل للإطاحة بالحكومة المدعومة من الغرب. وتقول الولايات المتحدة وحلفاؤها، إنهم يريدون منع تحول أفغانستان إلى ملاذ لمتشددين يخططون لهجمات في الغرب.
وفي حادث منفصل أمس (الاثنين)، لقي خمسة مدنيين على الأقل حتفهم وأصيب ثمانية في انفجار قنبلة في إقليم بكتيكا بشرق أفغانستان. وقال مسؤول إقليمي يدعى محمد رسول عادل: إن مقاتلين من «طالبان» تركوا القنبلة بميدان في قرية. ولم يتسن بعد الحصول على تعليق من متحدث باسم «طالبان». وذكرت مصادر حكومية أفغانية، أن قوات الشرطة الأفغانية تمكنت من إحباط محاولة لمسلحين مناهضين للحكومة، لتفجير مسجد يقع في إقليم هيرات غربي البلاد. ونقلت وكالة أنباء «خاما برس» عن وزارة الداخلية الأفغانية قولها، أمس: إن المسلحين كانوا يحاولون تفجير عبوتين ناسفتين داخل مسجد يقع في منطقة أدراسان، إلا أن قوات الشرطة الوطنية اكتشفت المتفجرات وأبطلت مفعولها، بمساعدة السكان المحليين. وجاء في بيان صادر عن وزارة الداخلية، إن «الإرهابيين المجرمين لا يحترمون حتى الأماكن المقدسة، كجزء من أنشطتهم ضد الإسلام والإنسانية». ولم تعلق الجماعات المسلحة المناهضة للحكومة، ومن بينها حركة «طالبان»، على مسألة التخطيط للقيام بتفجير حتى الآن. وقال مسؤولون، أمس إن 27 أفغانياً على الأقل، من بينهم مدنيون ورجال أمن، قتلوا في اثنين من أقاليم أفغانستان. ولقي ستة مدنيين حتفهم وأصيب ستة آخرون جراء انفجار قنبلة كانوا يحملونها في إقليم باكتيكا جنوب شرقي البلاد، حسبما قال رئيس مجلس الإقليم بختيار جول همت لوكالة الأنباء الألمانية. وقال همت: إن الأشخاص كانوا قد عثروا على القنبلة على جانب الطريق في منطقة جني خيل وكانوا ينقلونها داخل سيارة عندما انفجرت العبوة.
ونقلت وكالة «خاما بريس» الأفغانية عن مصادر حكومية قولها: إن القوات الحكومية كثفت من هجماتها على مواقع «طالبان» في ولاية فارياب شمال أفغانستان، حيث أحرزت قوات «طالبان» تقدماً ملموساً في السيطرة على الكثير من المواقع الحكومية في الولاية. وقال متحدث باسم «فيلق شاهين» التابع للجيش الأفغاني: إن مواقع «طالبان» تعرضت لقصف جوي مكثف من قبل الطيران الأميركي مع هجمات برية قامت بها القوات الحكومية الأفغانية في منطقة ألمار، حيث لقي أربعة عشر من قوات «طالبان» مصرعهم في هذه العمليات. وأضاف المتحدث: إن عمليات الجيش الأفغاني توزعت على مناطق جلغلدي، وديوانا خانا، وغولي، وأدت إلى مقتل اثنين من القادة المحليين لقوات «طالبان»، هما سيد عزيز الله وملا زين الله، كما تم تدمير عدد من مخابئ قوات «طالبان». وفي نبأ آخر نقلته وكالة «خاما بريس» الأفغانية من ولاية هلمند جنوب أفغانستان، قالت نقلاً عن الجيش الأفغاني إن ما لا يقل عن ستة عشر من قوات «طالبان» قتلوا في عملية للجيش الأفغاني صاحبها قصف جوي أميركي على ولاية هلمند التي تسيطر قوات «طالبان» على غالبية مساحتها.
كما نقلت وكالة «باجهواك» الأفغانية عن مسؤولين أمنيين في ولاية قندهار جنوب أفغانستان قولهم: إن 97 من قوات «طالبان» لقوا مصرعهم في غارات جوية شنتها الطائرات الأميركي ة ومواجهات برية تقوم بها القوات الحكومية الأفغانية في ولاية قندهار منذ عشرة أيام، كما أن القوات الدولية تمكنت من إبطال مفعول 17 لغماً أرضياً زرعتها قوات «طالبان» في الولاية، إضافة إلى تدمير ثمانين عبوة ناسفة محلية الصنع.
ولم يعط المسؤولون الحكوميون تفاصيل عن هذه العمليات في حين لم تعلق حركة «طالبان» عليها.