رئيس الوزراء اليمني: الميليشيات مستمرة في نقض مواثيقها

جانب من جلسة مجلس الوزراء اليمني التي عقدت في عدن أمس (سبأ)
جانب من جلسة مجلس الوزراء اليمني التي عقدت في عدن أمس (سبأ)
TT

رئيس الوزراء اليمني: الميليشيات مستمرة في نقض مواثيقها

جانب من جلسة مجلس الوزراء اليمني التي عقدت في عدن أمس (سبأ)
جانب من جلسة مجلس الوزراء اليمني التي عقدت في عدن أمس (سبأ)

عقد مجلس الوزراء اليمني أمس اجتماعه الأسبوعي، برئاسة رئيس المجلس الدكتور معين عبد الملك، لمناقشة القضايا والمستجدات السياسية والاقتصادية والخدمية والأمنية.
واستعرض رئيس الوزراء اليمني نتائج زيارته الأخيرة إلى العاصمة السعودية الرياض، وما تمخض عن لقاءاته مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي؛ حيث أطلعه على نتائج أعمال وإنجازات الحكومة في مختلف المجالات خلال الفترة الماضية.
وأكد الدكتور معين عبد الملك أنه على الوزارات الخدمية كافة متابعة مكاتبها التنفيذية بشكل دوري ومستمر، لرفع مستوى وتيرة العمل وتقديم نتائج أفضل للخدمات الأساسية للمواطنين.
وأشار رئيس الوزراء إلى ما تمارسه ميليشيا الحوثي الانقلابية من التفاف على اتفاقات ستوكهولم وانتهاكاتها المستمرة للحقوق والحريات كافة واستمرارها في مسلسل القتل والتنكيل بالشعب اليمني، ونقض كل المواثيق والعهود، في تحدٍ صارخ وصريح للمجتمع الدولي، مؤكداً على ثبات موقف الشرعية، بقيادة فخامة الرئيس، نحو السلام الدائم والشامل والعادل تحت المرجعيات المتفق عليها إقليمياً ودولياً.
من جانبه، استعرض نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية اليمني المهندس أحمد الميسري تقريراً عن أعمال وزارة الداخلية، لافتاً إلى استقرار الحالة الأمنية في العاصمة المؤقتة عدن، واستمرار الوزارة بالترتيبات النهائية في برنامج حملة منع حيازة السلاح، بالتعاون مع الأشقاء في التحالف العربي، وذلك من أجل خلق واقع أمني مستقر في عدن والمحافظات المجاورة.
وأشار الميسري إلى استعداد الدفعة الجديدة من خفر السواحل التي تلقت تدريبها في دول التحالف، للعمل، مؤكداً أنها على أتم جاهزية واستعداد لتسلم مهامها الرسمية، والقيام بدورها في حماية الخطوط البحرية ومنع عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات والمتسللين عبر سواحل المنطقة.
وأقرّ المجلس إرساء المناقصة العامة رقم «3» للعام 2018 لتوريد ورق طباعي منوع لصالح المؤسسة العامة لمطابع الكتاب المدرسي، الذي قدمه وزير التربية والتعليم الدكتور عبد الله لملس، مؤكداً على ضرورة شراء ورق طباعي منوع، وذلك لأهمية الكتاب المدرسي في العملية التعليمية.
وناقش المجلس الإجراءات الكارثية التي اتخذتها ميليشيا الحوثي الانقلابية، ومحاولتهم تغيير المناهج، باعتمادهم أسهل الطرق وأبسطها من خلال الدخول على صفحات محددة لتعديل بعض المعلومات والآيات القرآنية أو الأحاديث النبوية وفقاً لمنهجهم التحريفي المضلل، وتغيير الهوية اليمنية والثقافة الدينية والمجتمعية للشعب، خاصة في أوساط الجيل الناشئ.
ووجّه المجلس بتشكيل لجنة وزارية بقيادة نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية اليمني، وعضوية كل من وزارة الخدمة المدنية والتأمينات، والأوقاف، والإدارة المحلية، والأشغال، بالإضافة إلى وكيل وزارة الأشغال لقطاع الإسكان، لرفع تقرير تفصيلي إلى المجلس بخصوص إنجاز المشروع الوطني للإسكان لذوي الدخل المحدود في المحافظات المستهدفة، وذلك لما له من أهمية قصوى تؤثر على المستوى البيئي والمعيشي، خاصة مع زيادة النمو السكاني ومتطلباته.
كما وقف المجلس على تقرير أوليّ قدمه وزير الكهرباء والطاقة المهندس محمد عبد الله العناني حول ما تنتهجه الوزارة بخصوص الاستعداد للصيف المقبل، مع الحفاظ على الاستقرار، والقضاء على العجز، وتفادي الانقطاعات، وذلك من خلال الاطلاع على متطلبات محطات التوليد، والبتّ في إجراءات الصيانة الوقائية والدورية؛ احترازاً للصيف المقبل، والتخفيف من معاناة المواطنين في العاصمة المؤقتة عدن وغيرها من المحافظات.


مقالات ذات صلة

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.