أفغانستان: مواجهات دامية وغارات في عدد من الولايات

كابل تتهم «طالبان» و«داعش» باستخدام القنابل المغناطيسية لاستهداف قيادات الأمن

جندي أفغاني في حالة تأهب بمركز مراقبة على أطراف كابل عقب تفجير انتحاري (رويترز)
جندي أفغاني في حالة تأهب بمركز مراقبة على أطراف كابل عقب تفجير انتحاري (رويترز)
TT

أفغانستان: مواجهات دامية وغارات في عدد من الولايات

جندي أفغاني في حالة تأهب بمركز مراقبة على أطراف كابل عقب تفجير انتحاري (رويترز)
جندي أفغاني في حالة تأهب بمركز مراقبة على أطراف كابل عقب تفجير انتحاري (رويترز)

جهود حثيثة تبذلها القوات الحكومية الأفغانية لإثبات قدرتها على التصدي لقوات «طالبان» في مختلف الولايات الأفغانية، في ظل الحديث المتزايد عن إمكانية انسحاب نصف عدد القوات الأميركية من أفغانستان، وإمكانية التوصل إلى اتفاق سلام بين الأميركان و«طالبان».
فقد أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية مقتل سبعة عشر مسلحاً من قوات «طالبان» في مواجهات وقصف جوي حول مدينة ترينكوت مركز ولاية أروزجان، ونقلت وكالة «خاما برس» عن مصادر عسكرية في وزارة الدفاع قولها إن مسلحي «طالبان» قتلوا خلال عمليات قامت بها القوات الحكومية مسنودة من سلاح الجو الأميركي في أفغانستان خلال الـ24 ساعة الماضية، مضيفة أن القوات الحكومية دمرت عدداً من الأنفاق التي تستخدمها قوات «طالبان»، ودمرت عدداً من المواقع لقوات الحركة، كما دمرت عدداً من العبوات الناسفة التي كانت بحوزة «طالبان».
وكانت حركة طالبان قد أعلنت عن تمكنها من السيطرة على مركزين أمنيين من القوات الحكومية في ضواحي مدينة ترينكوت، وقتلها عدداً من أفراد القوات الحكومية في مواجهات شبه يومية في المنطقة.
ويشهد محيط مدينة ترينكوت نشاطاً عسكرياً ملحوظاً منذ عدة أشهر، ومواجهات بين قوات «طالبان» والقوات الحكومية؛ حيث تسيطر قوات «طالبان» على الطرق المؤدية للمدينة، وعلى عدد من ضواحي المدينة، وكذلك البلدات والقرى المحيطة بها.
وكانت القوات الأميركية قد قصفت مركزاً للشرطة الأفغانية في محيط مدينة ترينكوت، قبل يومين، ما أدى إلى إصابة ستة من رجال الشرطة الحكومية، حسب بيان لوزارة الداخلية الأفغانية.
ونقلت وكالة «خاما برس» عن نائب المتحدث باسم الداخلية الأفغانية، نجيب دانيش، قوله إن ثلاثة من أفراد الأمن الأفغان أصيبوا في انفجار قنبلة مغناطيسية في العاصمة كابل صباح أمس الأحد، وذكر دانيش أن الحادث وقع صباح أمس في المديرية 16 لقوات الشرطة في العاصمة. ودمر الانفجار مركبة تابعة لقوات الأمن الأفغانية.
وتتهم الحكومة الأفغانية حركة طالبان وتنظيم داعش باستخدام القنابل المغناطيسية سلاحاً لاستهداف أفراد الأمن ومسؤولي الحكومة في كابل والمدن الرئيسية في أفغانستان، وهو ما يوضح هشاشة الإجراءات الأمنية التي تتخذها الحكومة وقواتها، مما يمكن «طالبان» وتنظيم داعش من استهداف قيادات وأفراد قوات الأمن في مختلف المدن.
ونقلت وكالة «خاما برس» المقربة من هيئة الأركان الأفغانية خبراً، قالت فيه إن تسعة وعشرين من قوات «طالبان» لقوا مصرعهم في غارات جوية شنتها القوات الأميركية على مواقع لحركة طالبان في ولاية قندهار جنوب أفغانستان.
وقالت الوكالة إن الغارات وقعت في منطقة شاه ولي كوت، وإن أحد قادة «طالبان» الميدانيين كان من بين القتلى. وأضافت الوكالة أن قوات التحالف الدولي قامت بقصف مواقع لـ«طالبان» في ولاية فراه غرب أفغانستان، مما أدى إلى تدمير ثلاثة أطنان من المتفجرات محلية الصنع، وكثير من الأحزمة الناسفة في منطقة خاك سفيد في ولاية فراه.
وتأتي الغارات الجوية في وقت كثفت فيه القوات الحكومية الأفغانية من عملياتها ضد قوات «طالبان» في مختلف الولايات الأفغانية، في محاولة للحد من تقدم «طالبان» وسيطرتها على كثير من المراكز الأمنية من القوات الحكومية، وتمهيد الطريق من أجل حل سلمي للصراع في أفغانستان.
ولم يصدر عن «طالبان» أي بيان حول عمليات الجيش الأفغاني في ولايتي قندهار وفراه.
وأعلنت وزارة الدفاع الأفغانية عن عمليات واسعة النطاق يقوم بها الجيش الأفغاني على الطريق الدولية بين مدينة جلال آباد وبلدة طورخم على الحدود مع باكستان شرق أفغانستان، بهدف تأمين الطريق التي تعتبر أحد أهم الممرات بين البلدين، وأكبر معبر تجاري بين باكستان وأفغانستان.
ونقلت وكالة «بختر» الأفغانية عن قادة عسكريين أفغان، قولهم إن عمليات الجيش في المنطقة يدعهما سلاح الجو وتساندها ميليشيات محلية معادية لـ«طالبان» في مناطق غني خيل ومهمند دارا، على الطريق بين جلال آباد وطورخم. وقال مسؤول عسكري حكومي في شرق أفغانستان، إن عدداً من القرى في المنطقة تم إخلاؤها من مقاتلي «طالبان»، وتم تأمين الطريق الدولية لحركة العابرين بين باكستان وأفغانستان، وللشاحنات التجارية بين البلدين.
ونقلت وكالة «خاما برس» عن مسؤولين عسكريين أفغان، قولهم إن قوات «طالبان» وقوات تنظيم الدولة في ولاية كونار شرق أفغانستان تلقت خسائر بشرية فادحة، في القتال الدائر بين القوات الحكومية والقوات المعارضة لها.
وقال فيلق «سيلاب» التابع للجيش الأفغاني في شرق أفغانستان، إن المعارك تجري في محيط مناطق كارنجال وبيش دارا في ولاية كونار.
وحسب بيان صادر عن فيلق «سيلاب»، فإن اثنين من مقاتلي تنظيم الدولة لقيا مصرعهما وجرح ثالث في الاشتباكات مع القوات الحكومية.
وفي نبأ آخر، قالت وكالة «خاما برس» إن حاكم الظل المعين من «طالبان» في إحدى مديريات ولاية فارياب شمال أفغانستان، لقي مصرعه في غارة جوية شنتها الطائرات الأميركية في أفغانستان. وقال بيان صادر عن فيلق «شاهين» في الشمال الأفغاني، إن ملا حياة الله، حاكم الظل المعين من «طالبان» في مديرية بشتون كوت، قتل في غارة جوية مساء السبت، بعد استهداف دراجة نارية كان يستقلها.
وتعاني القوات الحكومية في ولاية فارياب من تدهور في الوضع الأمني، وصعوبة في إيصال الدعم البري لها، بعد سيطرة قوات «طالبان» على غالبية مناطق الولاية، ومحاصرتها الطرق المؤدية إلى مدينة ميمنة مركز الولاية.
وفي محاولة لدعم قدرات القوات الحكومية الأفغانية، أعلنت الحكومة الهندية دعمها للقوات الأفغانية، بالتبرع بأربع مروحيات عسكرية، بعد أن كانت قد تبرعت بمروحيتين مماثلتين سابقاً.
وكان مستشار الرئيس الأفغاني للأمن القومي، حمد الله محب، قد زار العاصمة الهندية قبل ثلاثة أيام، وطلب دعم الحكومة الهندية لحكومة الرئيس أشرف غني والقوات الأفغانية، في ظل ما بات يتحدث عنه من إمكانية سحب القوات الأميركية من أفغانستان. وقال محب إن المروحيات القتالية الهندية سيتم تسليمها للقوات الأفغانية في شهر مارس (آذار) المقبل. وتعد الهند من أكثر الدول دعماً للحكومة الأفغانية، كما تقوم القوات الهندية بتدريب الجيش الأفغاني وإمداده بالسلاح، في محاولة من الهند لمنع وصول «طالبان» للسلطة في أفغانستان، ولمواجهة النفوذ الباكستاني في أفغانستان.



إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.