وأصبح لرقائق البطاطا جهاز تنصت خاص

وأصبح لرقائق البطاطا جهاز تنصت خاص
TT

وأصبح لرقائق البطاطا جهاز تنصت خاص

وأصبح لرقائق البطاطا جهاز تنصت خاص

استطاع الباحثون بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا تكوين شيفرة يمكنها إعادة بناء الصوت (وحتى الكلام الواضح) من خلال الذبذبات الصغيرة التي تصدرها على الفيديو.
إذ عندما يصطدم الصوت بشيء ما، فإنه يصدر ذبذبات متباينة.
وقال آبي ديفيس، طالب دراسات عليا بقسم الهندسة الكهربائية وعلوم الكومبيوتر في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا والمؤلف الأول للبحث: «هناك هذه الإشارة الخفية جدا التي توحي لك ما هو الصوت الذي يمر». ولكن الحركة تكون صغيرة – وأحيانا تكون بنفس صغر آلاف البيكسلات على الفيديو. وقال ديفيس: «يمكن العمل بها عندما يجرى حساب متوسط كل هذه الإشارات، التي تمكنك من استخراج صوت يكون له معنى. من خلال مراقبة ذلك الشيء بأكمله، يمكنك فلترة الأصوات.
ومن خلال مثال واحد عرض في مقطع فيديو مجمع، جرى تصوير كيس من الرقائق على بعد 15 قدما خلال زجاج عازل للصوت. أنتجت الأصوات التي أعيد بناؤها من خلال شخص يدندن بأغنية في الغرفة نفسها، حيث إن الرقائق لم تكن واضحة جدا. ولكن الكلمات التي تقال من الممكن حل شيفرتها.
ومثل ذلك للباحثين القدرة على تحليل الذبذبات التي كان يجب أن تحدث بسرعة كبيرة جدا لالتقاطها على الفيلم.
وأوضح ديفيس مضيفا: «إنها نوع من تحويل الكاميرات ثنائية الأبعاد ذات السرعة المنخفضة إلى كاميرا أحادية البعد ذات سرعة عالية». «ونتيجة لذلك، يمكننا استعادة الأصوات التي تصدر بترددات أعلى عدة مرات من معدل إطار الكاميرا، وهو ما يلفت النظر عندما تفكر في أن ذلك هو مجرد عملية كاملة للطريقة التي نعمل بها».
وأضاف ديفيس: «من الممكن أنك قد تستخدم ذلك لاكتشاف صوت في حالات لم يكن باستطاعتك اكتشافها من قبل. إنها مجرد إضافة أداة أخرى لتطبيقات الطب الشرعي».
* خدمة «واشنطن بوست»
خاص بـ«الشرق الأوسط»



التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)
ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)
TT

التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)
ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)

التقط التلسكوب الفضائي «جيمس ويب» التابع لوكالة «ناسا»، للمرّة الأولى، صورة لِما بدت عليه مجرّتنا في الوقت الذي كانت تتشكَّل فيه؛ جعلت علماء الفضاء يشعرون بسعادة غامرة. وقالت عالِمة الفلك الملكية في اسكوتلندا، البروفيسورة كاثرين هيمانز، لـ«بي بي سي»: «أحبُّ المجرّة البراقة والمتألِّقة بأضواء عيد الميلاد، كأنّ هذه ما كان عليه الكون وهو يبلغ من العمر 600 مليون عام فقط». تُظهر الصورة 10 كرات من النجوم بألوان مختلفة، تبدو مثل زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون. وهذه المرّة الأولى التي شاهد فيها العلماء كتلاً من النجوم تتجمَّع لتُشكل مجرّة مثل «درب التبانة»، فأطلقوا على المجرّة البعيدة اسم «اليراعة المتألّقة»، لتشابُهها أيضاً مع سرب من اليراعات متعدِّد اللون.

من مداره في الفضاء، من دون عوائق من الغلاف الجوّي للأرض، أظهر لنا أقوى تلسكوب على الإطلاق، مزيداً من المجرّات الأبعد، وبالتالي الأقدم؛ لكنها ليست مثل مجرّتنا في المراحل المُبكرة من التشكيل. ووفق الدكتورة لاميا ماولا، من كلية «ويليسلي» في ماساتشوستس، المُشاركة في قيادة البحث، فإنّ «البيانات الخاصة بما حدث في هذه المرحلة من الكون ضئيلة جداً». وأضافت: «هنا نُشاهد مجرّة وهي تتشكَّل حجراً بحجر. فالمجرّات التي نراها عادة حولنا تشكَّلت بالفعل، لذا فإنها المرّة الأولى التي نشهد فيها هذه العملية».

ووصفت البروفيسورة هيمانز، عالِمة الفلك الملكية في اسكوتلندا، والمستقلّة عن فريق البحث، الاكتشاف بأنه «رائع، ومهمّ علمياً وبالغ الاحتفاء»؛ وقالت: «مدهش أن يبني البشر منظاراً يتيح التطلُّع إلى الماضي البعيد جداً، فنرى هذه المراحل الوليدة جداً من المجرّة بطريقة احتفالية جميلة كهذه».

لغز الكون وعجائبه (ناسا)

وتختلف ألوان العناقيد النجمية باختلاف مراحل تكوينها، وفقاً للدكتورة ماولا: «إنها جميلة لأنّ الحياة الباكرة للمجرّة نشطة جداً. نجوم جديدة تولد، ونجوم ضخمة تموت، وكثير من الغاز والغبار حولها، وكثير من النيتروجين والأكسجين... بسبب الحالة التي هي فيها، تتراءى هذه الألوان الجميلة». عندما صادفت ماولا المجرّة، لم ترَ قط كتلاً من النجوم بمثل هذه الألوان الزاهية والمتنوّعة. قادها ذلك للاعتقاد بأنّ ثمة شيئاً مختلفاً حول هذا النظام، لذا تحقّقت من مدى بُعد ذلك. لدهشتها تبيَّن أنه يبعد أكثر من 13 مليار سنة ضوئية.

النور الآتي من «اليراعة المتألّقة» استغرق أكثر من 13 مليار سنة ليصل إلينا. صغير جداً وبعيد جداً، حدَّ أنه لم يكن بإمكان تلسكوب «جيمس ويب» رؤيته، لولا حظوظ المصادفة الكونية. وكان هناك تجمّع من المجرّات بين «اليراعة المتألّقة» وتلسكوب «جيمس ويب»، شوَّهت الزمكان لتمدُّد الضوء من المجرّة البعيدة، وتعمل بفعالية مثل عدسة مكبرة عملاقة.

يٌسمّي علماء الفلك هذه العملية «عدسة الجاذبية»، التي، في هذه الحالة، مكَّنت الباحث المُشارك الدكتور كارثيك أيير من جامعة «كولومبيا» في نيويورك، وأعضاء آخرين من الفريق، من أن يروا للمرّة الأولى، تفاصيل مذهلة لكيفية تكوُّن المجرّات الأولى مثل مجرتنا «درب التبانة». وقال: «إنها تأخذ الضوء الآتي من اليراعة وتثنيه وتضخّمه حتى نتمكن من رؤيته بتفاصيل رائعة».