الأسرى الفلسطينيون يهددون بانتفاضة داخل السجون الإسرائيلية

الأسرى الفلسطينيون يهددون بانتفاضة داخل السجون الإسرائيلية
TT

الأسرى الفلسطينيون يهددون بانتفاضة داخل السجون الإسرائيلية

الأسرى الفلسطينيون يهددون بانتفاضة داخل السجون الإسرائيلية

حذر بيان باسم الأسرى في السجون الإسرائيلية من مغبة تنفيذ خطة وزير الأمن الداخلي جلعاد إردان، لتخفيض المياه المخصصة للأسرى وإجراءات التنكيل الأخرى. وأكد أن «أسرى الحرية الفلسطينيين والعرب في سجون إسرائيل، لم يلقوا يوماً شروط حياة تلامس الحد الأدنى من المعايير الدولية ولا حتى القانون الصهيوني، ولكنهم يتعرضون اليوم لمستوى ومرحلة جديدة من القمع يهددان حياتهم كأسرى». واعتبر البيان هذه الخطة بمثابة إعلان حرب، ستلقى رداً بانتفاضة عارمة داخل السجون.
وجاء في البيان أن «هذه الخطة تأتي في إطار استخدام حكومة العدو الصهيوني لقضيتنا في سبيل الدعاية الانتخابية، إضافة إلى استهدافنا في إطار الحرب الدائمة ضدنا كشعب فلسطيني في كل الساحات». وورد في البيان: «نحن الأسرى وأمام إعلان إردان وما يتبعه، سوف نقف موحدين لصد الهجمة مسلحين بوعي وحدة وطنية حقيقية. وندعو جماهير شعبنا في كل مكان وقوى العمل الوطني والإسلامي إلى دعم تحركنا ومساندتنا بالفعل على الأرض».
وقد وقعت على هذا البيان خمسة فصائل فلسطينية أساسية، هي: «فتح» و«حماس» و«الجهاد الإسلامي» و«الجبهة الشعبية» و«الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين».
يذكر أن إردان كان قد أعلن في مطلع الأسبوع عن خطة أمر بتطبيقها لتغيير أوضاع الأسرى الفلسطينيين ووضع حد للحكم الذاتي الذي يتمتعون به داخل السجون. وتشمل الخطة: تشديد ظروف حبس الأسرى «الأمنيين»، وإلغاء الإيداعات المالية لهم من الخارج (من عائلاتهم أو من السلطة الفلسطينية)، وتقليص كمية المياه المحددة لكل أسير، وتحديد ساعات استهلاك المياه، وإخراج الحمامات من الأقسام، بحيث يكون بالإمكان فرض القيود على استهلاك المياه.
ومن الإجراءات أيضاً: منع الأسرى من إعداد طعامهم بأنفسهم، ومن إقامة الاحتفالات بالمناسبات السياسية والوطنية وغيرها، وإلغاء مكانة «المتحدث باسم قسم»، وتوحيد الأقسام التي يوجد فيها أسرى «حماس» و«فتح» و«الجهاد الإسلامي» وغيرهم، بحيث يتم توحيدها وإلغاء الاستقلالية التنظيمية للأسرى. فالوضع القائم بأن يتم وضع الأسرى في غرف حسب انتماءاتهم، سيلغى. لأن إردان يعتبره «امتيازاً ومكافأة لا يستحقونها».
ولكن تصريحات إردان، لاقت استخفافاً أيضاً في إسرائيل، وتم تسريب موقف من مصلحة إدارة السجون الإسرائيلية، مفاده بأن إعلان إردان «غير واقعي وهو من قبيل الدعاية الانتخابية فقط». وأكدت مصادر داخل مصلحة السجون أنه «لن يكون بالإمكان تطبيق غالبية الأمور التي تحدث عنها إردان».
ونقل موقع «واللا» الإلكتروني، أمس، عن ضابط كبير في مصلحة السجون تساؤله: «كيف سيتم توزيع القنوات التلفزيونية إذا كانت (حماس) تحصل على 5 قنوات، بينما تحصل (فتح) على 10 قنوات؟ في حال إعادة تقسيم الأسرى الأمنيين بين الأقسام الأمنية المختلفة دون أي فصل بين أسرى (فتح) وأسرى (حماس)». وقال مصدر آخر في مصلحة السجون إن موضوع ظروف سجن الأسرى «الأمنيين» يطرح كل بضع سنوات، وإنه «يجري الحديث دوماً عن كيفية تقليص الامتيازات دون المس بمستوى الأمن في السجون».
وحسب المصدر، فإن محاولات جرت في السابق لإدخال تغييرات في ظروف السجن، من ضمنها «محاولة مفوض مصلحة السجون السابق، يعقوب غانوت، عام 2007، الأمر الذي أسفر عن إضراب طويل الأمد طالب فيه الأسرى بإلغاء جزء من قرارات مصلحة السجون ضدهم، واضطرت مصلحة السجون إلى إعادة جزء من الامتيازات للأسرى مثل القنوات التلفزيونية والصحف وإعداد طعامهم بأنفسهم». وأضاف المصدر أنه «يجب الأخذ بالحسبان موقف جهاز الأمن العام (الشاباك) من هذه القضية، فإذا قال (الشاباك) إن هذه الخطوة، وربما جزء منها، قد يشعل رام الله (الإشارة إلى الضفة الغربية) والسجون، فإنه من غير المؤكد أن يوافق المجلس الوزاري المصغر على خطة إردان».
ونقل عن مصادر أخرى في مصلحة السجون تقديرها بأن خطة إردان ستجد من يعارضها أيضاً في المجلس الوزاري المصغر في الحكومة، وأنها لن تطبق في نهاية المطاف.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.