الأمين العام لجامعة الدول العربية يستعرض حصاد عام 2013

انتقد عجز مجلس الأمن في سوريا.. ويأمل في نجاح المفاوضات الفلسطينيةـ الإسرائيلية

الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية
الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية
TT

الأمين العام لجامعة الدول العربية يستعرض حصاد عام 2013

الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية
الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية

استعرض الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية، أهم الأحداث التي شهدها عام 2013، منتقدا مجلس الأمن لعجزه عن وقف المذابح في سوريا، مشددا على أهمية عقد مؤتمر «جنيف 2»، ومعربا عن أمله في نجاح المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية.
وقال العربي خلال مؤتمر صحافي عقده أمس بمقر الجماعة في القاهرة، إن «لديه أملا كبيرا في أن تحرز القمة العربية المقرر عقدها في الكويت مارس (آذار) المقبل تقدما في ملف تطوير الجامعة العربية».
وتناول الأمين العام للجامعة العربية ملف المفاوضات العربية الإسرائيلية، قائلا، إن «القضية الفلسطينية تظل الشاغل الرئيس للجامعة. وانتقد العربي استمرار المماطلات الإسرائيلية واللعب على عنصر الوقت والذي عده هدفا استراتيجيا للإسرائيليين».
وأعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية عن أمله في إحراز تقدم خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن المطلب العربي وضع إطارا زمنيا لتنتهي المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي خلال تسعة أشهر، بحيث تؤدي في النهاية إلى إقامة دولة فلسطين، لافتا إلى أن أبرز المعوقات يتمثل في الرغبة الإسرائيلية في مزيد من الوقت.
وأوضح العربي أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري سيطرح خلال الأيام المقبلة عددا من الأفكار لدفع المفاوضات قدما، مشددا على أن المقترحات السابقة لكيري بشأن الوجود الأمني الإسرائيلي على الحدود غير مقبولة. منوها بأن «الرئيس أبو مازن، أبلغ الوزاري العربي الأخير بموقفه القائم على ضرورة انسحاب إسرائيل إلى حدود عام 1967 ورفض وجود أي قوات إسرائيلية داخل الأراضي الفلسطينية، لكنه يقبل بوجود قوات دولية أو من الناتو».
وفي رده على سؤال حول موقف الجامعة العربية من إعلان الحكومة المصرية جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، وطلب القاهرة تفعيل الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، قال العربي إنه «التقى أخيرا وزير الخارجية المصري نبيل فهمي وجرى بحث هذا الموضوع، لكنه لم يتلق طلبا رسميا بهذه الشأن من الجانب المصري».
وتعرض العربي للأزمة السورية، ووجه انتقادات حادة إلى مجلس الأمن بسبب ما وصفه بعجز المجلس عن اتخاذ أي قرار أو إجراء لوقف المذابح التي يتعرض لها السوريون والتي أفضت إلى تشريد ثلاثة ملايين بالخارج، وتعرض ستة ملايين لكل أشكال المعاناة بالداخل، معتبرا أن هذا الموقف غير إنساني وكذا غير قانوني أو أخلاقي، وهي سابقة ألا يتمكن المجلس من التصدي لمثل هذه الأعمال وأن يضع حدا لها.
وأكد أهمية انعقاد مؤتمر «جنيف 2» للبحث في إيجاد حل للأزمة، لافتا إلى أن راعيي المؤتمر، أميركا وروسيا، لديهما عشرات الشواغل التي تجعل الوضع في سوريا آخر ما يفكرون فيه، مشيرا إلى أن 10 دول عربية ستحضر هذا المؤتمر، وأن هناك دولا أخرى ترغب في الحضور لكن هذه المشاركة ستقتصر على إلقاء كلمات ثم يترك الأمر للتفاوض بين الطرفين الحكومة والمعارضة بحضور الأخضر الإبراهيمي.
وأشاد بأهمية مبادرة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح باستضافة المؤتمر الدولي الثاني للمانحين الخاص بسوريا يوم 15 يناير (كانون الثاني) المقبل، معربا عن أمله في أن يؤدي إلى التخفيف من معاناة أبناء الشعب السوري، موضحا أن السؤال المطروح حاليا حول من سيقوم ببناء سوريا بعد تدميرها.
وحول الوضع اللبناني، حذر العربي من خطورة التفجيرات التي شهدتها بيروت أخيرا وأدت لوفاة الوزير السابق محمد شطح، وقال: «كنا نأمل مع نهاية العام أن يتجه لبنان نحو الاستقرار».
وأدان العربي التفجيرات المتصاعدة في العراق وقال، إن «الجامعة العربية تقوم باتصالاتها مع مختلف المسؤولين في العراق».
وفيما يخص الوضع في اليمن، عبر العربي عن أمله في نجاح الحوار الوطني في الوصل باليمن إلى التسوية والاستقرار، مؤكدا دعم الجامعة لمسيرة الحوار، وأشاد العربي بنتائج القمة العربية الأفريقية التي عقدت بالكويت أخيرا حيث تبرع أمير دولة الكويت بمليار دولار للاستثمار في أفريقيا، ومليار دولار آخر كقروض ميسرة من أجل التنمية.



الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)

كثّفت الجماعة الحوثية استهدافها مدرسي الجامعات والأكاديميين المقيمين في مناطق سيطرتها بحملات جديدة، وألزمتهم بحضور دورات تعبوية وزيارات أضرحة القتلى من قادتها، والمشاركة في وقفات تنظمها ضد الغرب وإسرائيل، بالتزامن مع الكشف عن انتهاكات خطيرة طالتهم خلال فترة الانقلاب والحرب، ومساعٍ حثيثة لكثير منهم إلى الهجرة.

وذكرت مصادر أكاديمية في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن مدرسي الجامعات العامة والخاصة والموظفين في تلك الجامعات يخضعون خلال الأسابيع الماضية لممارسات متنوعة؛ يُجبرون خلالها على المشاركة في أنشطة خاصة بالجماعة على حساب مهامهم الأكاديمية والتدريس، وتحت مبرر مواجهة ما تسميه «العدوان الغربي والإسرائيلي»، ومناصرة فلسطينيي غزة.

وتُلوّح الجماعة بمعاقبة مَن يتهرّب أو يتخلّف من الأكاديميين في الجامعات العمومية، عن المشاركة في تلك الفعاليات بالفصل من وظائفهم، وإيقاف مستحقاتهم المالية، في حين يتم تهديد الجامعات الخاصة بإجراءات عقابية مختلفة، منها الغرامات والإغلاق، في حال عدم مشاركة مدرسيها وموظفيها في تلك الفعاليات.

أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

وتأتي هذه الإجراءات متزامنة مع إجراءات شبيهة يتعرّض لها الطلاب الذين يجبرون على حضور دورات تدريبية قتالية، والمشاركة في عروض عسكرية ضمن مساعي الجماعة لاستغلال الحرب الإسرائيلية على غزة لتجنيد مقاتلين تابعين لها.

انتهاكات مروّعة

وكان تقرير حقوقي قد كشف عن «انتهاكات خطيرة» طالت عشرات الأكاديميين والمعلمين اليمنيين خلال الأعوام العشرة الماضية.

وأوضح التقرير الذي أصدرته «بوابة التقاضي الاستراتيجي»، التابعة للمجلس العربي، بالتعاون مع الهيئة الوطنية للأسرى والمختطفين، قبل أسبوع تقريباً، وغطّي الفترة من مايو (أيار) 2015، وحتى أغسطس (آب) الماضي، أن 1304 وقائع انتهاك طالت الأكاديميين والمعلمين في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية التي اتهمها باختطافهم وتعقبهم، ضمن ما سمّاها بـ«سياسة تستهدف القضاء على الفئات المؤثرة في المجتمع اليمني وتعطيل العملية التعليمية».

أنشطة الجماعة الحوثية في الجامعات طغت على الأنشطة الأكاديمية والعلمية (إكس)

ووثّق التقرير حالتي وفاة تحت التعذيب في سجون الجماعة، وأكثر من 20 حالة إخفاء قسري، منوهاً بأن من بين المستهدفين وزراء ومستشارين حكوميين ونقابيين ورؤساء جامعات، ومرجعيات علمية وثقافية ذات تأثير كبير في المجتمع اليمني.

وتضمن التقرير تحليلاً قانونياً لمجموعة من الوثائق، بما في ذلك تفاصيل جلسات التحقيق ووقائع التعذيب.

ووفق تصنيف التقرير للانتهاكات، فإن الجماعة الحوثية نفّذت 1046 حالة اختطاف بحق مؤثرين، وعرضت 124 منهم للتعذيب، وأخضعت اثنين من الأكاديميين و26 من المعلمين لمحاكمات سياسية.

وتشمل الانتهاكات التي رصدها التقرير، الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب الجسدي والنفسي والمحاكمات الصورية وأحكام الإعدام.

عشرات الأكاديميين لجأوا إلى طلب الهجرة بسبب سياسات الإقصاء الحوثية وقطع الرواتب (إكس)

وسبق أن كشف تقرير تحليلي لأوضاع الأكاديميين اليمنيين عن زيادة في طلبات العلماء والباحثين الجامعيين للهجرة خارج البلاد، بعد تدهور الظروف المعيشية، واستمرار توقف رواتبهم، والانتهاكات التي تطال الحرية الأكاديمية.

وطبقاً للتقرير الصادر عن معهد التعليم الدولي، ارتفعت أعداد الطلبات المقدمة من باحثين وأكاديميين يمنيين لصندوق إنقاذ العلماء، في حين تجري محاولات لاستكشاف الطرق التي يمكن لقطاع التعليم الدولي من خلالها مساعدة وتغيير حياة من تبقى منهم في البلاد إلى الأفضل.

إقبال على الهجرة

يؤكد المعهد الدولي أن اليمن كان مصدر غالبية الطلبات التي تلقّاها صندوق إنقاذ العلماء في السنوات الخمس الماضية، وتم دعم أكثر من ثلثي العلماء اليمنيين داخل المنطقة العربية وفي الدول المجاورة، بمنحة قدرها 25 ألف دولار لتسهيل وظائف مؤقتة.

قادة حوثيون يتجولون في جامعة صنعاء (إعلام حوثي)

لكن تحديات التنقل المتعلقة بالتأشيرات وتكلفة المعيشة والاختلافات اللغوية الأكاديمية والثقافية تحد من منح الفرص للأكاديميين اليمنيين في أميركا الشمالية وأوروبا، مقابل توفر هذه الفرص في مصر والأردن وشمال العراق، وهو ما يفضله كثير منهم؛ لأن ذلك يسمح لهم بالبقاء قريباً من عائلاتهم وأقاربهم.

وخلص التقرير إلى أن العمل الأكاديمي والبحثي داخل البلاد «يواجه عراقيل سياسية وتقييداً للحريات ونقصاً في الوصول إلى الإنترنت، ما يجعلهم يعيشون فيما يُشبه العزلة».

وأبدى أكاديمي في جامعة صنعاء رغبته في البحث عن منافذ أخرى قائمة ومستمرة، خصوصاً مع انقطاع الرواتب وضآلة ما يتلقاه الأستاذ الجامعي من مبالغ، منها أجور ساعات تدريس محاضرات لا تفي بالاحتياجات الأساسية، فضلاً عن ارتفاع الإيجارات.

إجبار الأكاديميين اليمنيين على المشاركة في الأنشطة الحوثية تسبب في تراجع العملية التعليمية (إكس)

وقال الأكاديمي الذي طلب من «الشرق الأوسط» التحفظ على بياناته خوفاً على سلامته، إن الهجرة ليست غاية بقدر ما هي بحث عن وظيفة أكاديمية بديلة للوضع المأساوي المعاش.

ويقدر الأكاديمي أن تأثير هذه الأوضاع أدّى إلى تدهور العملية التعليمية في الجامعات اليمنية بنسبة تتجاوز نصف الأداء في بعض الأقسام العلمية، وثلثه في أقسام أخرى، ما أتاح المجال لإحلال كوادر غير مؤهلة تأهيلاً عالياً، وتتبع الجماعة الحوثية التي لم تتوقف مساعيها الحثيثة للهيمنة على الجامعات ومصادرة قرارها، وصياغة محتوى مناهجها وفقاً لرؤية أحادية، خصوصاً في العلوم الاجتماعية والإنسانية.

وفي حين فقدت جامعة صنعاء -على سبيل المثال- دورها التنويري في المجتمع، ومكانتها بصفتها مؤسسة تعليمية، تُشجع على النقد والتفكير العقلاني، تحسّر الأكاديمي اليمني لغياب مساعي المنظمات الدولية في تبني حلول لأعضاء هيئة التدريس، سواء في استيعابهم في مجالات أو مشروعات علمية، متمنياً ألا يكون تخصيص المساعدات لمواجهة المتطلبات الحياتية للأكاديميين غير مشروط أو مجاني، وبما لا يمس كرامتهم.