18 فصيلا معارضا تتوحد لتشكيل «مجلس قيادة للثورة» السورية خارج هيئة الأركان

غابت عنها «أحرار الشام» و«النصرة»

18 فصيلا معارضا تتوحد لتشكيل «مجلس قيادة للثورة» السورية خارج هيئة الأركان
TT

18 فصيلا معارضا تتوحد لتشكيل «مجلس قيادة للثورة» السورية خارج هيئة الأركان

18 فصيلا معارضا تتوحد لتشكيل «مجلس قيادة للثورة» السورية خارج هيئة الأركان

أعلن 18 فصيلا من الكتائب والفصائل المعارضة السورية المسلحة تشكيل «مجلس لقيادة الثورة السورية»، ليكون الجسم الموحد للثورة على أن يجري اختيار قائد له وتشكيل لجنة متابعة ومكاتب عسكرية وقضائية خلال مدة لا تتجاوز 45 يوما.
وبينما شكّكت بعض المصادر المعارضة بهذا التجمع معدة أنه غير منسجم عسكريا وآيديولوجيا، كما أنه يطرح نفسه بديلا عن هيئة أركان الجيش السوري الحر، أوضح أبو أحمد العاصمي، ممثل المنطقة الجنوبية في هيئة الأركان، لـ«الشرق الأوسط»، أنّ «مجلس قيادة الثورة» الذي يمثل 18 فصيلا، بينهم فصائل ممثلة في هيئة أركان الجيش الحر، ليس مغطّى لغاية الآن من الهيئة التي شكلت في مؤتمر أنطاليا قبل أكثر من سنة ونصف السنة، لكن، الأركان لن تقف بوجه أي محاولة لشق صفوف المعارضة، ومن المؤكد أن الباب مفتوح أمام هذا المجلس الذي مما لا شك فيه أنه سيكون في مرحلة لاحقة تحت لوائها، على أن تبقى هي المرجع الأساسي في العمليات العسكرية.
ويتولى رئاسة هيئة الأركان اليوم، عبد الإله البشير، الذي نشبت بسببه خلافات حول الصلاحيات بين رئيس الائتلاف السابق أحمد الجربا ورئيس الحكومة أحمد طعمة، بعدما عمد الأخير إلى إقالة البشير، ومن ثم رفض طعمة القرار.
وكان البشير قد عيّن في فبراير (شباط) 2014، إثر إقالة سليم إدريس لأسباب قيل إنها متعلقة بأخطاء وإهمال في المعارك.
وجاء في بيان صادر عن المجتمعين الممثلين للفصائل الـ18، أن «مجلس قيادة الثورة» سيعمد إلى تشكيل الجبهات القتالية الشمالية والشرقية والوسطى والجنوبية والغربية، على أن «يبقى الباب مفتوحا أمام كل الفصائل الراغبة بالانضمام إلى المجلس». وأشار مصدر قيادي في فصيل وقع على المبادرة التي حملت عنوان «واعتصموا»، إلى أن المبادرة تهدف إلى توحيد الرأي السياسي والصف العسكري واستيعاب كل السوريين.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن «تشكيل المجلس جاء انطلاقا من مبادرة (واعتصموا) من عدد من العلماء وطلاب العلم في سوريا بهدف توحيد الكتائب والفصائل المسلحة العاملة على الأراضي السورية»، وذلك عقب اجتماع قادة تلك الفصائل من مختلف المحافظات السورية. ويضم المجلس، وفق بيان صدر عن المجتمعين، الفصائل التالية: جيش الإسلام، وألوية صقور الشام، حركة حزم، فيلق الشام، جبهة ثوار سوريا، جيش المجاهدين، حركة نور الدين الزنكي، هيئة دروع الثورة، الفرقة 13، الفرقة 101، الجبهة السورية للتحرير، فرسان الحق، لواء الحق، صقور الغاب، جبهة حق المقاتلة، ألوية الأنصار، تجمع كتائب وألوية شهداء سوريا، الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، بينما غابت عن تشكيل المجلس حركة أحرار الشام وجبهة النصرة، ووفق بعض التقديرات، فإن الفصائل المنضوية في هذا المجلس تضم نحو 60 في المائة من مقاتلي المعارضة السورية.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.