أسفرت المواجهات المسلحة التي تواصلت لمدة ثلاث ساعات بمدينة جلمة من ولاية محافظة سيدي بوزيد (وسط) عن القضاء على خمسة عناصر إرهابية من بينهم اثنان فجرا نفسيهما باستعمال أحزمة ناسفة يرجح أنهما الإرهابيان عز الدين العلوي وغالي العمري، وعاينت الوحدات الأمنية المنزل الذي تحصن به الإرهابيون وتم نقل جثث العناصر الإرهابية إلى أقسام التشريح الطبي للتعرف على هوياتهم في انتظار نتائج التحليل الجيني. وكانت وزارة الداخلية التونسية قد أعلنت عن ملاحقة الإرهابيين والعلوي ونشرت صورهما في وسائل الإعلام المحلية ودعت إلى إعلام الوحدات الأمنية عن تحركاتهما الإرهابية. وتنتمي هذه المجموعة الإرهابية إلى كتيبة «الجهاد والتوحيد» المبايعة لتنظيم داعش الإرهابي، وهي خلية إرهابية تم الكشف عنها خلال الفترة الماضية بنفس المنطقة، وكانت تخطط لتنفيذ عمليات خطف لأمنيين وعسكريين لمقايضة السلطات التونسية، كما حاولت تجميع إرهابيين من تونس وبلدان المغرب العربي، في محاولة لتنظيم صفوفها إثر تكبدها خسائر هامة على مستوى قياداتها الأساسية خلال الأشهر الماضية.
وخلال نفس هذه العملية، أصيب أحد العناصر الأمنية التونسية بجراح متوسطة الخطورة، وكشف علي العيادي المدير الجهوي للصحة بصفاقس أين نقل المصاب أنه خضع لعملية جراحية على اليد وحالته لا تكتسي خطورة.
وبشأن تفاصيل العملية الأمنية، أكد سفيان الزعق المتحدث باسم وزارة الداخلية أن الوحدات الأمنية المختصة في مكافحة الإرهاب، قضت خلال عملية المداهمة على ثلاثة عناصر إرهابية إثر تبادل إطلاق النار بين الطرفين، وحاصرت إرهابيين اثنين وتفاوضت معهما لإقناعهما بتسليم نفسيهما إلا أنهما فجرا أحزمة ناسفة أدت إلى مقتلهما على عين المكان. وأضاف الزعق أن الانتحاريين المذكورين هما قياديان خطيران لهما سجلات أمنية لدى وزارة الداخلية التونسية وهي تعلم مقدار خطورتهما على خلفية بطاقات الجلب الصادرة بشأنهما على حد تعبيره. وأشار المصدر ذاته إلى أن معلومات استخباراتية وردت على مصالح الأمن التونسي منذ نحو خمسة أيام تفيد بوجود العناصر الإرهابية وتحصنها في أحد المنازل بهدف التخطيط لأعمال إرهابية دموية، غير أن وحدات الأمن تمكنت من مفاجأة تلك العناصر والقضاء عليها. وحجزت وحدات الأمن لدى العناصر الإرهابية المتحصنة بأحد المنازل أسلحة كلاشينكوف وقنابل تقليدية الصنع، وهو ما رجح إعدادها لعمل إرهابي ضخم.
وفي السياق ذاته، أكد حافظ الدربالي أحد سكان مدينة جلمة التي عرفت المواجهات المسلحة، على حصول انفجارين قويين سمعهما أغلب سكان المدينة يرجح أنهما للانتحاريين اللذين رفضا تسليم نفسيهما لقوات مكافحة الإرهاب. وأفاد المصدر ذاته بورود تقارير أمنية حول تخطيط الإرهابيين المذكورين لتنفيذ عملية إرهابية خلال احتفالات ليلة رأس السنة الميلادية بمدينة ساحلية، مشيرا إلى أنهما كانا يستعدّان لصناعة متفجرات وأحزمة ناسفة في «ورشة الأسودة» وتنفيذ مخطّطهما الإرهابي بمعية عناصر أخرى. وحسب المعلومات المتوفرة فإن الإرهابي «عز الدين بن الأزهر بن ساسي علوي» من مواليد 5 أكتوبر (تشرين الأول) 1991، وهو عضو سابق في تنظيم أنصار الشريعة الإرهابي وأحد مؤسسي الخلية الإرهابية «جند الخلافة» الموالية لتنظيم «داعش الإرهابي» حيث التحق بالمجموعة المذكورة في مارس (آذار) 2014، حسب المصدر ذاته. وصدرت ضدّ الإرهابي عز الدين علوي، حسب ذات المصدر، 35 منشور تفتيش من أجل الانتماء إلى تنظيم إرهابي والتخطيط لهجمات إرهابية والتحريض على الأمنيين والعسكريين. كما يصنف الإرهابي عز الدين علوي لدى الوحدات الأمنية كعنصر خطر، فقد عيّن في 2017 صلب تنظيم داعش الإرهابي كأمير «التجهيز والعمليات» مختّص في صناعة المتفجرات والأحزمة الناسفة، حسب المصدر ذاته. وفي سياق متّصل، أكد المصدر ذاته، أن الإرهابي المدعو غالي بن الحبيب بن محمد الصغير عمري من مواليد 10 أغسطس (آب) 1987 وهو قاطن بالأسودة من ولاية سيدي بوزيد ومحل مراقبة ومتابعة أمنية منذ 2014، مشيرا إلى أنه ينشط ضمن الخلية الإرهابية «جند الخلافة» ويكنى بـ«أبي أيهم». وبين أنه تم إيقاف الإرهابي غالي في شهر مايو (أيار) 2016 من قبل وحدة أمنية بسيدي بوزيد بسبب تمجيده تنظيم داعش الإرهابي والتهديد بما يوجب من خلال عقاب جنائي من خلال التحريض على قتل الأمنيين إلا أنه أطلق سراحه بعد أسبوعين من الإيقاف. يذكر أن الوحدات الأمنية عثرت في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي على مستودع لصناعة المتفجرات في منطقة الأسودة من ولاية –محافظة - سيدي بوزيد وحجزت حزاما ناسفا ورمانة يدوية وقفزات طبية ومنشار وكميات من المواد الكيميائية المعدة لصنع المتفجرات بالإضافة لأجهزة تفجير عن بعد ووثائق ومخططات حول كيفية صنع المتفجرات.
وتستهدف مجموعات مسلحة تنشط خصوصاً في المناطق الجبلية على الحدود مع الجزائر، بشكل متكرر قوات الأمن التونسية». وفي أكتوبر الماضي، فجرت الانتحارية منى قبلة عبوة ناسفة كانت تحملها قرب دورية أمنية في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة، وأصابت 20 عنصرا أمنيا وستة مدنيين بجروح، وقُتلت هي في العملية. وكشف وزير الداخلية التونسي هشام الفراتي آنذاك أن منفذة العملية الانتحارية على علاقة «بتنظيمات إرهابية»، مشيرا إلى أنها بايعت تنظيم داعش. وهناك حال طوارئ سارية في تونس منذ سلسلة الاعتداءات الدامية التي حصلت عام 2015.
الأمن التونسي يقضي على ثلاثة عناصر إرهابية خطيرة
انتحاريان فجرا أحزمة ناسفة

تأهب عناصر الأمن في جلمة بسيدي بوزيد عقب التفجير الانتحاري أمس (الشرق الأوسط)
الأمن التونسي يقضي على ثلاثة عناصر إرهابية خطيرة

تأهب عناصر الأمن في جلمة بسيدي بوزيد عقب التفجير الانتحاري أمس (الشرق الأوسط)
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة