كوريا استقبلت 27 مليار دولار استثمارات مباشرة خلال 2018

تجاوزت 20 مليار دولار للعام الرابع على التوالي

صورة أرشيفية للعاصمة الكورية سول
صورة أرشيفية للعاصمة الكورية سول
TT

كوريا استقبلت 27 مليار دولار استثمارات مباشرة خلال 2018

صورة أرشيفية للعاصمة الكورية سول
صورة أرشيفية للعاصمة الكورية سول

أظهرت بيانات حكومية صدرت أمس في كوريا الجنوبية استمرار قيمة الاستثمار الأجنبي المباشر في كوريا الجنوبية فوق مستوى 20 مليار دولار للسنة الرابعة على التوالي، حيث بلغت خلال العام الماضي 26.9 مليار دولار بزيادة سنوية قدرها 17.2 في المائة لتصل إلى مستوى قياسي جديد.
وأشارت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء إلى أن قيمة الاستثمار الفعلي للشركات الأجنبية في كوريا الجنوبية ارتفعت خلال العام الماضي بنسبة 20.9 في المائة، موضحة أن حجم الاستثمار الأجنبي المباشر يتجاوز 20 مليار دولار سنويا منذ 2015.
وبلغت قيمة الاستثمار الأجنبي المباشر المتدفق من الاتحاد الأوروبي 8.92 مليار دولار ومن الولايات المتحدة 5.88 مليار دولار، فيما بلغت الاستثمارات القادمة من الصين 2.74 مليار دولار ومن اليابان 1.3 مليار دولار. وبلغ حجم الاستثمار الأجنبي المباشر في قطاع الخدمات 15.58 مليار دولار وفي التصنيع 10.05 مليار دولار.
وقال موقع ذا كوريا هيرالد إن الاستثمار الأجنبي المباشر في 2018 جاء مدفوعا بالاهتمام العالمي بالقطاعات التكنولوجية المتقدمة والقطاعات الناشئة.
وتدفقت استثمارات أميركية قوية خلال العام المنصرم في شراكات واستحواذات على صناعات تكنولوجية متقدمة وصناعات تكنولوجية ناشئة، وزاد إجمالي قيمتها السنوية بنحو 24.8 في المائة عن العام الماضي.
بينما قفزت قيمة الاستثمارات الصينية في 2018 خلال العام السابق بشكل لافت، حيث زادت بـ238.9 في المائة، مدفوعة بالرغبة في الاستثمار في القطاع العقاري والخدمات.
وتعد قيمة الاستثمارات اليابانية المباشرة المسجلة خلال العام الماضي خلال العام الماضي متراجعة بنحو 29.4 في المائة عن 2017. مع التحول في تركيز الاستثمارات اليابانية على الصين وجنوب شرقي آسيا.
ومثلت الاستثمارات الجديد في قطاع الصناعة نحو 77.4 في المائة من مجمل الاستثمار الأجنبي المباشر في هذا المجال خلال 2018. بينما كان باقي الاستثمارات الصناعية في صورة اندماجات واستحواذات بهذا القطاع.
وكان 2018 عام المؤشرات القياسية على مستوى علاقة كوريا بالعالم الخارجي، فقد أعلنت وزارة التجارة والصناعة والطاقة ودائرة الجمارك الوطنية الشهر الماضي أن حجم الصادرات التراكمي لكوريا الجنوبية تجاوز 600 مليار دولار، وهذه هي المرة الأولى التي يتجاوز فيها حجم الصادرات لكوريا الجنوبية 600 مليار دولار منذ العام 1948 عندما بدأت كوريا الجنوبية التصدير.
وفي مقابل هذه البيانات الإيجابية عن الاقتصاد الكوري، فقد حذر تقرير حديث لمؤسسة هيونداي البحثية من أن اقتصاد البلاد وصل لذروة نشاطه في مايو (أيار) 2017. حيث توقعت المؤسسة أن يقتصر النمو الكوري خلال العام الجاري على معدل 2.5 في المائة، ما يقل عن توقعات البنك المركزي الكوري بتسجيل نمو بـ2.8 في المائة في 2018 وأن يرتفع النمو إلى 2.9 في المائة خلال العامين التاليين.
وقال موقع فويس أوف أميركا إن اقتصاد البلاد يواجه مخاطر عدة مثل تصاعد الحرب التجارية، بجانب ارتفاع مديونية الأسر. كما أثر ارتفاع الأجور سلبا على النشاط الاقتصادي.
وكانت الحكومة الكورية أعلنت الشهر الماضي عن خفض توقعاتها للنمو الاقتصادي في البلاد خلال العام الجاري، بحيث يتراوح بين معدل 2.6 و2.7 في المائة من إجمالي الناتج المحلي، في ظل التباطؤ الاقتصادي العالمي والخلافات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
ولمواجهة التباطؤ الاقتصادي، كشفت الحكومة النقاب عن تدابير لتحفيز الاقتصاد في اجتماع اقتصادي مهم رأسه الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه - إن.
وتعتقد الحكومة أن استثمارات الشركات الكبرى يمكن أن تعزز الاستهلاك المحلي وتوفير فرص العمل، وهي واحدة من أهم أولويات الرئيس مون. وبلغ معدل البطالة بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 سنة نحو 7.9 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وهو أعلى بكثير من معدل البطالة الإجمالي البالغ 3.2 في المائة فقط، وفقاً للإحصاءات الكورية.



السعودية... نظام جديد للبتروكيماويات لتعزيز كفاءة قطاع الطاقة وتحقيق الاستدامة

أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)
أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)
TT

السعودية... نظام جديد للبتروكيماويات لتعزيز كفاءة قطاع الطاقة وتحقيق الاستدامة

أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)
أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)

يمثل إقرار مجلس الوزراء السعودي «نظام الموارد البترولية والبتروكيماوية» خطوة استراتيجية على طريق تعزيز المنظومة التشريعية لقطاع الطاقة في البلاد، وتنفيذ مستهدفاتها الوطنية، وتحقيق أمن الطاقة، وضمان استدامة وموثوقية الإمدادات، ودعم توطين سلسلة القيمة في القطاع، وخلق فرص عمل جديدة، وفق ما صرح به مختصون لـ«الشرق الأوسط».

والسعودية من بين أكبر منتجي البتروكيماويات في العالم، وهو القطاع الذي توليه أهمية في إطار عملية التنويع الاقتصادي. من هنا، فإنه يمثل حصة كبيرة من صادراتها غير النفطية. ويبلغ الإنتاج السنوي من البتروكيماويات في السعودية نحو 118 مليون طن.

وكان الأمير عبد العزيز بن سلمان، وزير الطاقة، قال إن «نظام الموارد البترولية والبتروكيماوية يأتي ليحقق عدداً من المستهدفات، في مقدمتها؛ تنظيم العمليات البترولية والبتروكيماوية، بما يسهم في النمو الاقتصادي، ودعم جهود استقطاب الاستثمارات، وزيادة معدلات التوظيف، ورفع مستويات كفاءة استخدام الطاقة، ويُسهم في حماية المستهلكين والمرخص لهم، ويضمن جودة المنتجات، وإيجاد بيئة تنافسية تحقق العائد الاقتصادي العادل للمستثمرين».

زيادة التنافسية

يقول كبير مستشاري وزارة الطاقة السعودية سابقاً، الدكتور محمد سرور الصبان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «(نظام الموارد البترولية والبتروكيماوية) سيلعب دوراً كبيراً في إعادة هيكلة وبناء المنظومة التشريعية لقطاع الطاقة، والاستفادة من التجارب العالمية الناجحة وأفضل الممارسات الدولية، بما يسهم في تحقيق الأهداف الوطنية في تطوير هذا القطاع الحيوي وتعظيم الاستفادة منه»، مضيفاً أنه «سيزيد من القدرة التنافسية بين شركات البتروكيماويات وسيدعم جهود السعودية لتعزيز أمن الطاقة؛ سواء للاستخدام المحلي ولتصدير بعض المنتجات والنفط الخام إلى الأسواق العالمية».

وأشار الصبان إلى أن النظام الجديد سيساهم في استقطاب الاستثمارات الأجنبية إلى السوق السعودية؛ «مما سيعزز معدلات التوظيف، ويرفع كفاءة استخدام الطاقة، ويساعد في ترشيد استهلاك الطاقة ومنتجات البتروكيماويات واقترابها من المعدل الفردي العالمي»، لافتاً إلى أن «تنظيم العمليات النفطية والبتروكيماوية يساهم في رفع معدلات النمو الاقتصادي وتحقيق المستهدفات السعودية في أمن الطاقة».

أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)

تنظيم العمليات التشغيلية

من جهته، قال محمد حمدي عمر، الرئيس التنفيذي لشركة «جي وورلد» المختصة في تحليل بيانات قطاعات الاستثمارات البديلة، لـ«الشرق الأوسط»، إن النظام «يُسهم في تحقيق أهداف متعددة، تشمل رفع كفاءة الأداء في القطاع، وتحقيق المستهدفات الوطنية، وتنظيم العمليات النفطية والبتروكيماوية. كما تكمن أهمية النظام في تلبية احتياجات القطاع عبر تطوير الإطار القانوني بما يواكب أفضل الممارسات العالمية».

وأضاف أن النظام «يمثل نقلة نوعية، ويحل محل نظام التجارة بالمنتجات النفطية السابق، ويهدف إلى تنظيم العمليات التشغيلية، بما في ذلك أنشطة البيع، والشراء، والنقل، والتخزين، والاستيراد، والتصدير، كما يضمن الاستخدام الأمثل للموارد النفطية والبتروكيماوية، مما يعزز من حماية المستهلكين والمستثمرين، ويدعم توفير بيئة تنافسية عادلة».

وأشار حمدي إلى أن النظام يضمن حماية المستهلكين والمرخص لهم؛ «مما يعزز من ثقة السوق ويضمن جودة المنتجات، بالإضافة إلى دعم استقطاب الاستثمارات من خلال توفير بيئة تنظيمية واضحة وشفافة، تعزز ثقة المستثمرين المحليين والدوليين، كما يُسهم في تحقيق أمن الطاقة عبر ضمان استدامة وموثوقية الإمدادات، فضلاً عن دعم توطين سلسلة القيمة في القطاع، وخلق فرص عمل جديدة».

ويرى حمدي أن النظام يعكس التزام السعودية بتحقيق أهداف «رؤية 2030»، عبر «تعزيز كفاءة قطاع الطاقة، وتنظيم عملياته، وحماية حقوق المستهلكين والمستثمرين، مما يُسهم في تحقيق التنمية المستدامة ودعم الاقتصاد الوطني»، مشيراً إلى «أننا سنرى تحولاً كبيراً في القطاع بعد العمل بهذا النظام، ودخول استثمارات أجنبية جديدة أكثر مع وضوح الرؤية المستقبلية للاستثمار في هذا القطاع الحيوي».

مواكبة التحولات الكبيرة

أما المحلل الاقتصادي طارق العتيق، فقال لـ«الشرق الأوسط»، إن هذا النظام «خطوة استراتيجية في مواكبة التحولات الكبيرة التي يشهدها قطاعا الطاقة والبتروكيماويات عالمياً والقطاعات المرتبطة بهما. كما يسهم في دعم الصناعات التحويلية وتعزيز قيمتها وإضافتها إلى الاقتصاد المحلي والمنتج الوطني، بما يخدم مصلحة تعزيز الصناعات ذات القيمة المضافة والتنويع الاقتصادي وتحقيق أهداف (رؤية 2030) في هذا السياق».

وأشار العتيق إلى أن النظام ستكون له مساهمات مهمة في تحفيز وتنمية الصناعات المحلية بقطاع البتروكيماويات، «مثل صناعات البلاستيك والمطاط وقطع الغيار... وغيرها، وفي الاستفادة من الميزة التنافسية التي تمتلكها السعودية في إنتاج المواد الأولية، وأهمية استغلالها في تصنيع منتجات نهائية تلبي الطلب المحلي والإقليمي. كما أنه سيسهم في رفع التنافسية بالقطاع ويزيد مساهمته في خلق الوظائف والتوطين، ونقل المعرفة والخبرات إلى سوق العمل السعودية».