السيسي يطلق مبادرة لدعم «الفئات الأكثر احتياجاً» في مصر

بينما تنتظر الحكومة تسلم ملياري دولار من «النقد الدولي»

TT

السيسي يطلق مبادرة لدعم «الفئات الأكثر احتياجاً» في مصر

في الوقت الذي تترقب فيه القاهرة تسلم دفعة جديدة، تقدر بملياري دولار من قرض تحصل عليه من صندوق النقد الدولي (قيمته الإجمالية 12 مليار دولار) خلال الشهر الحالي، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، إطلاق «مبادرة وطنية لتوفير حياة كريمة للفئات المجتمعية الأكثر احتياجا خلال العام الجديد».
ويُنتظر أن تخفض الحكومة المصرية الدعم عن المنتجات البترولية، بحسب خطتها المتفق عليها لـ«الإصلاح الاقتصادي» مع «النقد الدولي»، التي يتم تنفيذها تدريجياً.
وعدّ السيسي في تدوينة نشرها عبر حسابه الرسمي على موقع «فيسبوك»، أمس، أن «المواطن المصري هو البطل الحقيقي؛ فهو الذي خاض معركتي البقاء والبناء ببسالة، وقدم التضحيات متجرداً، وتحمل كُلفة الإصلاحات الاقتصادية من أجل تحقيق مستقبل أفضل للأجيال القادمة».
وبحسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، فإن نحو 30 مليون مصري (يمثلون 28 في المائة من إجمالي السكان المقدرين بـ104 ملايين)، كانوا يعيشون بمعدل دخل يُصنف تحت خط الفقر حتى عام 2015. ويُعتقد على نطاق واسع زيادة هذه النسبة بعد قرارات تعويم العملة المحلية، التي أقدمت عليها مصر قبل عامين، وإجراءات رفع الدعم عن كثير من الخدمات، ما تسبب في زيادة غير مسبوقة في معدلات التضخم، تجاوزت 30 في المائة.
ووجه السيسي الدعوة لـ«مؤسسات وأجهزة الدولة بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني لتوحيد الجهود بينهما، والتنسيق المُشترك لاستنهاض كل الفئات... لإطلاق مبادرة توفير حياة كريمة للفئات المجتمعية الأكثر احتياجاً»، مؤكدا أنها تحظى «برعايته المباشرة».
وبعد ساعات من إطلاق السيسي مبادرته، دعت وزيرة التضامن الاجتماعي غادة والي «عدداً من منظمات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية لعقد اجتماع مشترك اليوم (الخميس)؛ قصد تنسيق الجهود بشأن ما دعا له الرئيس».
وأفادت والي في بيان رسمي، أمس، بأن الاجتماع سيستعرض «بيانات تفصيلية عن القرى الأكثر فقراً، والفئات الأولى بالرعاية في ضوء التحليل الفني للبيانات، التي توفرت في قاعدة بيانات الوزارة، والتي تتضمن بيانات تفصيلية لأكثر من 32 مليون مواطن، وتغطي الاحتياجات المادية والحالة الصحية، ومستوى التعليم والدخل والتشغيل فيما يعرف بخرائط الفقر متعدد الأبعاد».
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أعلن رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، اعتزام حكومته تقليص الدعم الموجه للأسر الفقيرة كثيفة العدد، التي تستفيد من برنامج الدعم والمساعدات النقدية «تكافل وكرامة»، بداية من العام الجديد. وأفاد مدبولي وقتها بأن «الدعم النقدي في برنامج المساعدات النقدية المشروطة سيقتصر على طفلين فقط في الأسرة، بدلا من 3 أطفال»، مبرراً الإجراء بضرورة «إتاحة الفرصة لدعم مزيد من الأسر الصغيرة»، وأكد أنه يتم دراسة أكثر من سيناريو لترشيد الدعم العيني، وسيتم إعلانها العام الحالي. وعدّ رئيس الحكومة المصرية أن برنامج الدعم النقدي المشروط «تكافل وكرامة» «حقق نجاحات حمائية فعالة لنحو 2.2 مليون أسرة فقيرة، وفئات أولى بالحماية»، مشيراً إلى أن «تلك الأسر ضمت نحو 9.5 مليون مواطن».
وتنفذ مصر منذ سنوات إجراءات تتبناها الحكومات المختلفة، في إطار ما تطلق عليه «خطة الإصلاح الاقتصادي». وأقرّت على مراحل متتابعة رفع الدعم بشكل تدريجي عن عدد من خدمات النقل والكهرباء والمياه، كما أعلنت منتصف يونيو (حزيران) الماضي، زيادة أسعار الوقود، التي تضمنت رفع أسعار ثلاثة أنواع من البنزين، وكذلك أسطوانات الغاز المنزلية بنسبة 60 في المائة في المتوسط.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.