مرصد مصري: 21 عملية «إرهابية» هزّت 12 دولة مع نهاية ديسمبر

حذّر من انتشار فلول «داعش» و«القاعدة» في سوريا والعراق

TT

مرصد مصري: 21 عملية «إرهابية» هزّت 12 دولة مع نهاية ديسمبر

قال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، التابع لدار الافتاء المصرية، إن عدد العمليات الإرهابية التي هزت مناطق متفرقة حول العالم، في الأسبوع الأخير من شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بلغ (21) عملية إرهابية، ضربت (12) دولة، وأودت بحياة (266) ضحية، بتزايد قدره (58) ضحية عن الأسبوع السابق له، ما بين قتيل وجريح.
وتابع المرصد، في تقريره الصادر أمس، أنه فيما يخص الجماعات الإرهابية الأكثر تنفيذاً للهجمات، فقد رصد المؤشر استمرار نشاط (8) جماعات إرهابية، امتدت أعمالها في مناطق وأقاليم مختلفة، وهي: «داعش، وطالبان، وبوكو حرام، وحركة الشباب المجاهدين، وقوات التحالف الديمقراطية، وهيئة تحرير الشام، وجيش محمد». كما كشف عن تزايد العمليات الإرهابية التي قيدت ضد مجهول، بواقع (6) عمليات، وبنسبة (28) في المائة من جملة العمليات التي وقعت، بينما حلت «طالبان» في المرتبة الثانية بنسبة 19 في المائة، وجاء تنظيم داعش ثالثاً بنسبة 14 في المائة.
وأشار المؤشر إلى استمرار تصدر أفغانستان قائمة الدول الأكثر تعرضاً للإرهاب، بواقع (6) عمليات إرهابية، حيث ركزت التنظيمات التكفيرية على الأهداف المدنية، عبر ترويع المواطنين في الشوارع والأسواق والمنشآت العامة. ورصد المؤشر أيضاً عودة حركة طالبان إلى تنفيذ هجمات إرهابية في منطقة ناوا التي كانت قد خضعت لسيطرة الحركة لفترة، قبل أن تنجح القوات الحكومية في استعادتها منذ ما يقرب من العامين.
وذكر المرصد في مؤشره أن الصومال حلت في المرتبة الثانية، من حيث عدد العمليات الإرهابية التي قامت بها العناصر التكفيرية هناك، حيث شهدت البلاد (4) عمليات إرهابية، (3) عمليات منها قيِّدت ضد مجهول، بينما نفذت حركة الشباب عملية واحدة. ويشير نمط العمليات الإرهابية التي قُيِّدت ضد مجهول إلى تزايد حدة الصراع بين حركة الشباب وعناصر تنظيم داعش هناك، حيث يسعى كل من التنظيمين إلى السيطرة على الدولة هناك، عبر القيام بأكبر عدد من العمليات، مع عدم الرغبة في الظهور، حتى يسلم من تتبع الأجهزة الأمنية الصومالية.
وشهد المؤشر هذا الأسبوع تزايدَ عدد العمليات الإرهابية التي هزَّت القارة الأفريقية، حيث شهدت دول بوركينا فاسو وليبيا والكونغو الديمقراطية، بالإضافة إلى الصومال والكاميرون، عمليات إرهابية، بواقع عملية واحدة في كل منها، مما يشير إلى تصاعد وتيرة الإرهاب داخل دول القارة التي دخلت حيز اهتمام التنظيميات التكفيرية، وأصبحت تمثل منفذاً للهروب إليها، خصوصاً أن هناك كثيراً من دول القارة تعاني من صراعات تجعل منها بيئة حاضنة لظهور مثل هذه التنظيمات.
وأوضح المؤشر تراجع العمليات الإرهابية التي شهدتها كل من سوريا والعراق، حيث شهدت سوريا عملية إرهابية واحدة قام بها تنظيم «هيئة تحرير الشام» ضد عناصر نازحة على طريق باب الهوى بإدلب، كان ضحيتها طفلة في العاشرة من عمرها، مما يؤكد وحشية هذه التنظيمات التي تسعى إلى ترويع الآمنين دون هوادة. ويرتبط تراجع عدد العمليات الإرهابية في سوريا إلى اقتراب الصراع السوري من نهايته، إلا أن هذا التراجع قد يكون نسبياً، حيث لا يزال هناك نشاط لفلول وبقايا «القاعدة» وتنظيم داعش، وسيسعيان إلى خلق حالة من الفوضى حتى يمكنهما أن يتعايشا، لأن هذه التنظيمات لا يمكنها أن تعيش إلا في حالة من عدم الاستقرار، وهو الأمر الذي ينطبق على العراق، فهي وإن شهدت تراجعاً في عدد العمليات الإرهابية، فإنها تشهد انتشاراً لفلول من عناصر وبقايا «داعش»، خصوصاً في الموصل، حيث تشير تقارير إلى أن التنظيم عاد مرة أخرى للظهور في منطقة تلعفر. وفي هذا الأسبوع، رصد المؤشر قيام التنظيم بتنفيذ عملية إرهابية باستخدام سيارة مفخخة في سوق شعبية، نتج عنها قتل شخصين، وإصابة عشرة آخرين، كما سبق أن أشار رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي إلى أن مسلحي التنظيم يحاولون اختراق البلاد عبر الحدود السورية، والاعتداء على القوات العسكرية التي تؤمِّن تلك الحدود المشتركة.
واختتم بيان المؤشر حديثَه بالإشارة إلى استمرار تنظيم داعش بإصدار أرقام خيالية عن عملياته الإرهابية، حيث أشار التنظيم عبر صحيفة «النبأ»، في العدد (162)، إلى تنفيذ التنظيم (58) عملية إرهابية، جاء أغلبها في كل من العراق وسوريا، إلا أن وكالات الأنباء والتقارير أشارت إلى أن هذا الأسبوع شهد تراجعاً في عدد العمليات التي نُفِّذت في هاتين الدولتين.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.