مثقفون مصريون يطالبون بموسوعة لسرديات نجيب محفوظ

في ذكرى مرور 30 عاماً على فوزه بجائزة نوبل

جانب من الأمسية
جانب من الأمسية
TT

مثقفون مصريون يطالبون بموسوعة لسرديات نجيب محفوظ

جانب من الأمسية
جانب من الأمسية

احتفى كتاب ونقاد مصريون بأديب نوبل نجيب محفوظ، وبحفاوة بالغة قلبوا في تراثه الروائي والإنساني، ما جعل صاحب «الثلاثية» و«الحرافيش» حاضراً بقوة على الساحة الثقافية العام الماضي.
وعقد المجلس الأعلى للثقافة يوم الأحد الماضي أمسية بعنوان «نجيب محفوظ... رؤى جديدة» بمناسبة مرور 30 عاماً على حصوله على «نوبل»، بحضور كثيف من النقاد والمثقفين، بينما غاب الكثير من الأدباء، خصوصاً من جيل الشباب فيما بدا تمرداً على محفوظ وعوالمه يعكسه نتاجهم الأدبي الحالي، بينما كانت تعقد بالتزامن ندوة أخرى بمناسبة إطلاق كتاب «نجيب محفوظ ناقداً... مقاربة تأويلية لحواراته في المجلات الأدبية» للدكتور تامر فايز. وهنا ينبغي الإشارة إلى أنه قد صدر هذا العام عدة كتب عن نجيب محفوظ كان أولها: «أولاد حارتنا... سيرة الرواية المحرمة» للكاتب الصحافي محمد شعير، الذي أعلن قبل أيام عن قرب صدور «سيرة طفولة نجيب محفوظ»، بينما صدر كتاب بعنوان «ثلاثون عاماً في صحبة نجيب محفوظ» للكاتب الدكتور محمود الشنواني، وصدر للكاتب والناقد مصطفى بيومي كتابٌ بعنوان «المسكوت عنه في عالم نجيب محفوظ»، كما صدرت له أيضاً رواية «أما بعد» عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، التي تتناول أثر بعض شخصيات نجيب محفوظ الأدبية.
جاءت ندوة المجلس الأعلى للثقافة حافلة بالكثير من المفاجآت التي كان أهمها المطالبة بإصدار قانون خاص بجائزة نجيب محفوظ للرواية العربية يحدد قيمتها المالية والدرع التذكاري لها لتعيد الريادة الثقافية لمصر، وصدور العدد الجديد من «دورية نجيب محفوظ» التي يشرف عليها الناقد الدكتور حسين حمودة وتضم نخبة من المقالات النقدية عن أدبه، فضلاً عن إطلاق موسوعة لسرديات نجيب محفوظ تضم كل ما كتبه محفوظ وما كتب عنه من دراسات نقدية عربية وأجنبية. كما أعلن الأديب يوسف القعيد الاحتفاء بافتتاح متحف نجيب محفوظ في شهر مارس (آذار) المقبل.
وفي حديث مع «الشرق الأوسط»، قال الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة الدكتور سعيد المصري إن «لكل أمة رمزاً أدبياً يحتفى به، وإن محفوظ لم يحظ بعد بالاهتمام الكافي. نحن في إعادة قراءة مستمرة لمسيرته الإبداعية في مجال الكتابة والإبداع الروائي العربي، وذلك في سياق التفكير في مستقبل الرواية العربية»، معلناً عن رفع قيمة جائزة نجيب محفوظ التي أطلقتها وزارة الثقافة المصرية لكي لا تقتصر على المبدعين المصريين فقط، بل العرب أيضاً، ومؤكداً أن جائزة نجيب محفوظ ستكون الحدث الأبرز عام 2019.
فيما قدم الناقد الدكتور أحمد درويش، أستاذ النقد والبلاغة في كلية دار العلوم بالقاهرة، مداخلة حول رواية «أولاد حارتنا» مستعرضاً أهميتها كعمل إبداعي يمثل رؤيته للعالم، مؤكداً فرادة مشروع محفوظ الإبداعي «فقد جعل التاريخ ماضياً يُعاش وليس تاريخاً يروى»، في إشارة لأعماله الأولى «رادوبيس» و«عبث الأقدار» و«كفاح طيبة»، ولافتاً إلى أنه ليس مؤرخاً أو واعظاً، بل صانع مرايا فنية قابلة للتأمل عبر الرواية.
وقدم عدد من النقاد المصريين شهادات عن عوالم محفوظ الأدبية المتنوعة. فتحدثت الناقدة اعتدال عثمان متناولة المرحلة الأخيرة من مشروع محفوظ الإبداعي، راصدة تحولات السرد وتقنياته وتحوله لقالب القصة القصيرة جداً أو القصة الومضة «أصداء السيرة الذاتية» و«أحلام فترة النقاهة» التي قدم فيها كتابة سردية مكثفة عبر مواقف ومخاطبات تنفتح على السؤال ولا نهائية التأويل عند المتلقي نفسه في كل قراءة جديدة.
وفي حديثها عن الجوانب الفنية، لفتت عثمان إلى أن الصيغة الحلمية حيلة أدبية جذابة مكنته من التعبير عن حكمة الحياة المتراكمة وخبرته وحمولته الإنسانية والإبداعية (الموت - القدر - العدالة وغيرها)، التي كانت خروجاً عن الموضوعات السابقة التي تناولها في رواياته.
بينما تحدث الناقد إيهاب الملاح عن رواية «الحرافيش»، باعتبارها أهم ما كتب نجيب محفوظ، كما رد الناقد الدكتور حسين حمودة في مداخلته «أوهام شائعة حول نجيب محفوظ» على المغالطات التي ترى أن محفوظ هو «كاتب الطبقة المتوسطة»، رغم أن كتاباته لم تقف عند حدود، والوهم الثاني أن محفوظ هو بلزاك العرب أو فلوبير العرب، معتبراً أن هذا اختزال لعالم نجيب محفوظ المتعدد وكتاباته المغايرة، لا سيما المرحلة الأخيرة. وكذلك انتقد مقولة «كاتب يدعو إلى الرذيلة» في إشارة لشخصياته ذات الميول المنحرفة، وكذلك أنه «كاتب ضد الدين»، وهو ما اعتبره ناتجاً عن قراءة خاطئة لعمله الفذ «أولاد حارتنا»، أما عن اتهامه بأنه «كاتب جبان» فأشار حمودة إلى أن محفوظ كان مخلصاً لأدبه وكتاباته، ولم يكن يحب أن يخوض في الأمور السياسية، ذاكراً في هذا السياق أنه كان مع قرار تقسيم الأراضي الفلسطينية عام 1948.
بينما قال الدكتور محمد بدوي، في مداخلة بعنوان «السردية الوطنية في أدب نجيب محفوظ»، إن صاحب جائزة نوبل هو المؤسس الحقيقي للرواية العربية، بل «أسس آيديولوجيا الرواية عبر استخدامه البارع لتقنية الراوي العليم»، مؤكداً أنه الوحيد الذي كتب تاريخ مصر في سردية إبداعية متكاملة. وأشار إلى أن عمله «حديث الصباح والمساء» هو العمل الأكثر تجسيداً للهوية المصرية منذ عهد نابليون إلى العصر الحديث.
وتطرق الدكتور محمد سليم شوشة لكتاب «همس النجوم»، إذ تثبت هذه المجموعة التي تضم 18 قصة أن محفوظ كان ولا يزال ظاهرة إبداعية ينبغي تناولها من عدة زوايا. وقرأ الكاتب محمد شعير ورقة بعنوان «نجيب محفوظ ومذكرات الطفولة» عبر نص «الأعوام» الذي عثر عليه شعير في مكتبة «هارفارد» بأميركا وكتبه محفوظ وعمره 18 عاماً، ويعود إلى عام 1929، ويقول: «لسنا فقط أمام سرد الطفولة، بل نحن أمام سرد يقدم لنا العالم كما يراه محفوظ وتجسد فيما بعد في طفولة (كمال عبد الجواد)».
وفي الختام تحدث الأديب نعيم صبري عن علاقة الصداقة الوطيدة بمحفوظ، كاشفاً أنه حتى مع تدهور حالته الصحية، إلا أنه كان نهماً في التعرف على النتاج الأدبي والفكري الجديد في مصر والعالم، وأنه لم يتعامل أبداً بمنطق الأستاذية مع أدباء جيله أو الجدد.



عبد المجيد عبد الله يشعل الرياض بليلة طربية استثنائية

عبد المجيد عبد الله قدَّم ليلة مُفعمة بالمشاعر ضمن «موسم الرياض 2025» (تصوير: بشير صالح)
عبد المجيد عبد الله قدَّم ليلة مُفعمة بالمشاعر ضمن «موسم الرياض 2025» (تصوير: بشير صالح)
TT

عبد المجيد عبد الله يشعل الرياض بليلة طربية استثنائية

عبد المجيد عبد الله قدَّم ليلة مُفعمة بالمشاعر ضمن «موسم الرياض 2025» (تصوير: بشير صالح)
عبد المجيد عبد الله قدَّم ليلة مُفعمة بالمشاعر ضمن «موسم الرياض 2025» (تصوير: بشير صالح)

في أمسية ساحرة أشعلت الحماسة وخطفت الأنظار، أبحر الفنان السعودي عبد المجيد عبد الله بجمهوره من مسرح «محمد عبده أرينا» في «بوليفارد سيتي» بالعاصمة الرياض بين جمال الكلمة وروعة اللحن ودفء الأداء والإحساس، حتى ساعات الصباح الأولى من يوم السبت، في ليلة طربية مُفعمة بالحبّ والمشاعر والأغنيات التي لا تُنسى ضمن فعاليات «موسم الرياض 2025»، أضخم وأشهر وجهة ترفيهية في المنطقة والعالم.

وقدَّم الفنان الملقّب بـ«أمير الطرب»، بين «ياما حاولت الفراق وما قويت... كنت آبي أنساه لكن ما نسيت»، و«إنت منت إنسان أكثر... قلبي مو من قلبك أصغر»، باقة من أشهر أعماله وسط حضور جماهيري غفير اكتظّ به المسرح، وشاركه أغنياته بصورة لافتة؛ إذ بدا كأنه كورال واحد يرافقه مع الفرق الموسيقية خلال الحفل الساهر الذي أُقيم برعاية «هيئة الترفيه» السعودية وتنظيم «روتانا».

عبد المجيد عبد الله يُشعل تفاعل الجمهور (تصوير: بشير صالح)

لفتة أبوية دافئة

حرص الفنان على الاحتفاء بحفيده بطريقته الخاصة في لفتة أبوية دافئة، مُقدّماً أغنية «فز له» إهداء له قبل وصوله المُنتظر بعد 4 أشهر، قبل أن يُشير إلى نجله عبد الله الذي كان بين الحضور وسط تصفيق جماهيري كبير، حرص على مشاركته أداء الأغنية، كأن الجمهور يُبارك للجدّ قرب قدوم الحفيد.

واعتلى «أمير الطرب» المسرح مُقدّماً أغنية «يا ما حاولت»، قبل أن يُرحّب بأحبّته، واعداً إيّاهم بغناء ما يحبّونه، ثم ألهب الحماسة بأغنيات «يا بعدهم»، و«تتنفسك دنياي»، و«خطاك»، و«عين تشربك شوف»، و«غلطة»، و«ما بين بعينك» و«فز له».

تفاعل جماهيري

وظهر عبد المجيد عبد الله بتناغم تام مع الجمهور، فتفاعل معهم طوال الحفل مُستمعاً إلى طلباتهم ومرحِّباً بها، قبل أن يُقدّم أغنيتَي «حلم» و«يا ابن الأوادم»، ثم غادر المسرح للراحة قبل أن يعود لمواصلة تقديم أجمل الأعمال التي ارتبطت بوجدانهم.

وبدأ فقرته الثانية بأغنية «أول حكايتنا... مساء الخير، لو ما شفتك في ذيك الليلة صدفة، لو ما قام اللي جنبي، والصدف جابتك جنبي»، تلتها أغنيته الشهيرة «رهيب» و«مرتاح» وسط تفاعل كبير من الجماهير التي طالبته بعدها بأغنية «احكي بهمسك»، ليردّ ممازحاً: «يا ساتر... يا كثر المجاريح»، ثم غنّاها.

وواصل تألّقه، مُقدّماً أغنيات «احبس العبرات»، و«عايش سعيد»، و«أنا قبل أعْرِفك كان لي خلان... أوفاهم غدر بي وفوق غدره خان»، ليكمل بعدها بأغنية «شخص ثاني» و«هلا بش... حي من عاكس اتجاه الريح وجا بش هلا بش»، قبل أن يُقدّم «عيد ميلادك»، ويختتم الأمسية بأغنية «أنت منت إنسان أكثر... قلبي مو من قلب أصغر، مثل ما تشعر تأكد إني أشعر».

حرص عبد المجيد عبد الله على الاحتفاء بحفيده خلال الحفل (تصوير: بشير صالح)

تجربة فنية عريقة

وأثنى الفنان خلال الحفل على الملحنَيْن سهم وطارق محمد اللذين حضرا الأمسية، وتحدَّث عن تجربته العريقة معهما خلال مشواره الفنّي وتأثيرهما الكبير في مسيرته، كما أشاد بالفرقة الموسيقية التي رافقته.

وأكد عبد المجيد عبد الله في حديثه مع الصحافيين لدى وصوله إلى مقر الحفل، عمق علاقته الفنية مع الملحن سهم، قبل الاعتراف بتقصيره في تقديم الأغنيات القديمة العائدة إلى أواخر السبعينات والثمانينات، مشيراً إلى أنّ الحفلات غالباً ما يكون الحاضرون فيها من الشباب، وبحاجة إلى الأغنيات التي يحبّونها.

عبد المجيد عبد الله في أمسية طربية أشعلت الحماسة وخطفت الأنظار (تصوير: بشير صالح)

ولم يُخفِ «أمير الطرب» إعجابه بالفنانين من جيل الشباب وترحيبه بالاستماع لنصائحهم، مُضيفاً: «الفن يتطوّر، واليوم كثير من الفنانين الشباب يغُنون أفضل منّا»، في لفتة تدلّ على تواضعه قياساً بمسيرته الفنية الطويلة، مشيداً بسالم الهندي وفريقه وبجهود «روتانا»، ولافتاً إلى أن النجاحات التي تحقَّقت جاءت بمجهود فرق مختلفة.

ويُعدّ عبد المجيد عبد الله أحد أبرز الأصوات في الساحة الغنائية الخليجية والعربية منذ الثمانينات؛ إذ قدّم مجموعة كبيرة من الأغنيات الخالدة التي لاقت نجاحاً واسعاً، كما تعاون مع كبار الشعراء والملحّنين السعوديين والعرب، ليصبح أحد أهم رموز الأغنية الخليجية الحديثة التي تمزج بين الطابع الكلاسيكي وروح الحداثة.

أبحر الفنان عبد المجيد عبد الله بجمهوره بين جمال الكلمة وروعة الأداء (تصوير: بشير صالح)

ويأتي تنظيم الحفل ضمن سلسلة من الفعاليات الموسيقية الكبرى التي يقدّمها «موسم الرياض 2025»، الذي بات من أهم المنصات الفنّية في العالم العربي.

ويضم الموسم هذا العام نخبة من ألمع نجوم الغناء في السعودية والعالم العربي، إلى جانب عروض تجمع بين الفنّ والموسيقى والترفيه، مما يجعل من العاصمة الرياض وجهة رئيسية لعشّاق الحفلات الضخمة.


جورج كلوني يتحايل على الشيب ويُحوّل العمر إلى بطولة جديدة

الشيب صار جزءاً من الحكاية (أ.ب)
الشيب صار جزءاً من الحكاية (أ.ب)
TT

جورج كلوني يتحايل على الشيب ويُحوّل العمر إلى بطولة جديدة

الشيب صار جزءاً من الحكاية (أ.ب)
الشيب صار جزءاً من الحكاية (أ.ب)

يؤدّي نجم هوليوود جورج كلوني في فيلمه الجديد «جاي كيلي» دور ممثل متقدّم في السنّ يلجأ في خريف مسيرته المهنية إلى بعض الحيل التجميلية. ومن بينها استخدام قلم «فلوماستر» أسود لتغميق الحواجب الرمادية، وهي طريقة يعرفها كلوني من حياته الواقعية.

وقال الممثل الأميركي (64 عاماً) في تصريح لـ«وكالة الأنباء الألمانية» في لندن: «بالطبع، هذا ينفع». ويُعدّ كلوني، الفائز بجائزة «أوسكار» عن فيلم «سيريانا»، أحد أبرز الوجوه التي جعلت الشعر الرمادي مقبولاً وهادئاً في حضوره، سواء داخل هوليوود أو خارجها. وأضاف مازحاً: «أحاول أن أجعل الشيب مقبولاً اجتماعياً من جديد بينما أتقدّم في العمر... وقريباً الموت. الأمر بسيط: إمّا أن تتقدّم في السنّ أو تموت. لا يمكنني فعل كثير حيال الشيب».

اعترافات لا تخشى العمر (رويترز)

ومن المقرَّر بدء عرض الكوميديا الحزينة «جاي كيلي» على منصة «نتفليكس» في 5 ديسمبر (كانون الأول) المقبل. ويُجسّد كلوني في الفيلم شخصية نجم كاريزمي ينظر إلى حياته بأسى بعدما قدَّم تضحيات كبيرة من أجل مسيرته المهنية، وخيَّب آمال كثيرين، من بينهم أفراد عائلته.

لكن كلوني يشير بوضوح إلى أن القصة لا تعكس مساره الشخصي، قائلاً: «ليست لديّ المشكلات عينها... لا أشعر بالندم الذي يشعر به هذا الرجل. لم أقدّم تضحيات. عائلتي ما زالت تحبني، على الأقل في الوقت الحالي».

كلوني يعود بكوميديا حزينة عن الندم والشهرة (رويترز)

ومع أنّ «جاي كيلي» يُقدّم حكايته بنبرة ساخرة وحزينة في آن، فإنّ الفيلم يُلمِح إلى سؤال أبعد من عالم التمثيل؛ عن كيف ينظر الإنسان إلى صورته حين يبدأ الزمن بمراجعة حساباته معه. وجورج كلوني، بشيبه الذي لا يخفيه، يشاء القول إنّ العمر ليس خصماً دائماً إذا تحوَّل إلى مختبر يحتوي ما يمنحه الإنسان للعائلة وما يعود إليه رغم كلّ تقلّبات مسيرته.


«تقاطعات»... التقاء الثقافات عبر السينما البريطانية

«نحن نجرؤ على الحلم» الفيلم الوحيد الموقَّع عربياً من المخرجة وعد الخطيب (تقاطعات)
«نحن نجرؤ على الحلم» الفيلم الوحيد الموقَّع عربياً من المخرجة وعد الخطيب (تقاطعات)
TT

«تقاطعات»... التقاء الثقافات عبر السينما البريطانية

«نحن نجرؤ على الحلم» الفيلم الوحيد الموقَّع عربياً من المخرجة وعد الخطيب (تقاطعات)
«نحن نجرؤ على الحلم» الفيلم الوحيد الموقَّع عربياً من المخرجة وعد الخطيب (تقاطعات)

تستضيف بيروت من 13 حتى 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي المهرجان البريطاني للأفلام في لبنان، «تقاطعات». وتُعدّ هذه المرة الأولى التي تشهد فيها المدينة هذا الحدث، إذ يُحتفى بتنوُّع السينما البريطانية وإبداعها وتأثيرها عالمياً، مما يُعزّز جسور التواصل مع المشهد السينمائي النابض في لبنان. وهو تعاون رئيسي بين المجلس الثقافي البريطاني والسفارة البريطانية في بيروت، وكذلك مع جمعية سينما «متروبوليس»، بدعم من حملة «بريطانيا العظمى وآيرلندا الشمالية».

يتضمّن المهرجان عروضاً لـ12 فيلماً بريطانياً في سينما «متروبوليس» في منطقة مار مخايل، وتُقام على هامشه ورشات عمل وجلسات حوارية حول الصناعة السينمائية.

ويشير المدير الفنّي المسؤول في السفارة البريطانية، مارك معركش، إلى أنّ الهدف من إقامة المهرجان هو فتح حوارات مع صنّاع السينما المحلّية. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «إنه يشكّل مساحة تواصل لتشبيك الصناعة السينمائية اللبنانية مع تلك البريطانية ومواردها، مما يولّد دعماً أساسياً بينهما. فيجري تبادل الخبرات بين الصناعتين».

انطلاق المهرجان البريطاني للأفلام في لبنان (تقاطعات)

وينضم هذا المهرجان إلى بقية النشاطات المُشابهة القائمة في لبنان. ويوضح معركش: «ثمة مهرجانات سينمائية عدّة تُقام في لبنان تابعة لدول أجنبية، وتدخل بريطانيا على الخطّ عينه لتوليد التعاون بينها وبين باقي النشاطات، مما ينعكس إيجاباً وانفتاحاً على السينما المحلّية».

من الأفلام المعروضة «Grand theft Hamlet» لبيني غريلز وسام كرين، ومعه انطلقت فعاليات المهرجان في 13 الحالي.

يأتي «تقاطعات» ليُجسّد التقاء العوالم الإبداعية وتفاعل الصورة مع الصوت، والتكنولوجيا مع السرد، والحوار مع التعاون. وهو حدث ثقافي يُقام كلّ عامين، يهدف إلى تبادل الخبرات وتعزيز الابتكار ودعم نمو الصناعات الإبداعية والسينمائية في البلدين. ويوضح معركش في سياق حديثه: «إنه يُشكّل خطوة أساسية لبريطانيا لدخول الحوار السينمائي المحلّي بالتوازي مع مهرجانات أخرى من هذا النوع يستضيفها لبنان. فنفتح الأبواب ليتفهّم بعضنا بعضاً أكثر ولمساندة جودة هذه الصناعة المحلّية، فتُولّد تواصلاً أكبر. ودورنا هو خلق صلات وصلٍ بين بريطانيا ولبنان في هذا المجال».

يُعدّ فيلم «نحن نجرؤ على الحلم» الوحيد الذي تُوقّعه مخرجة عربية هي وعد الخطيب؛ صحافية ومخرجة سورية نفَّذت هذا الفيلم بإنتاج مشترك مع بريطانيا.

ومن الأفلام الأخرى المشاركة في المهرجان «ذا أولد أوك» للمخرج كين لوتش، و«الحليب الساخن» لربيكا لينكيفيتش، و«منطقة الاهتمام» لجوناثان غليزر.

ويشير معركش إلى أنّ المهرجان اختار التنوّع في عروض نسخته الأولى، مضيفاً: «لم نشأ أن نركّز على عنوان عريض يكون محور موضوعات هذه الأفلام. فما نرغب فيه بدايةً هو تسليط الضوء على السينما البريطانية عموماً، فيتعرَّف إليها الجمهور اللبناني من بابها العريض».

وتتضمَّن العروض 4 أفلام كلاسيكية و8 معاصرة، وتتنوّع بين الوثائقي والكوميدي والتجريبي وغيرها.

فيلم «Grand theft Hamlet» يفتتح المهرجان (تقاطعات)

وعلى هامش المهرجان، سيتابع روّاده برنامجاً مهنياً قائماً على حلقات حوارية وورشات عمل، من بينها تلك المُتعلّقة بخبرات بريطانية متخصّصة في هندسة الصوت والإنتاج السينمائي، وأخرى عن تصميم الصوت والتكنولوجيا بالتعاون مع «db Studios». ويقدّم عدد من أبرز خبراء الصوت البريطانيين ورشات عمل متخصّصة، من بينهم جوني بيرن، وبول ديفيس، ولاري سايدر، وستيف غودمان.

وفي موضوع السينما وعالم الألعاب، يلقي المهرجان الضوء على عمل استكشاف التقاطعات بين تقنيات الألعاب وصناعة الأفلام، وتقام ورشة عمل في هذا الإطار يقودها بيني غريلز وسام كرين.

وفي جلسة نمو الصناعة السينمائية، يناقش جيمس ويدّاب، وجوردان مكغاري، ومايا دو فريج، وكريم نصر من «مؤسّسة السينما اللبنانية» كيف يمكن للشراكات الإبداعية أن تُشكّل مستقبل صناعة السينما وتدعم نموّها المستدام.

وفي ختام المهرجان، يقدّم الموسيقيان اللبنانيان فادي طبّال وجوليا صبرا، من خلال عرض سينمائي موسيقي في 19 نوفمبر، إعادة تأليف موسيقي لفيلم «Easy Virtue» من إخراج ألفريد هيتشكوك.