مي صايغ: ممثلو الجيل الحالي يبحثون عن «الشهرة» ولا يحترمون الوقت

الممثلة اللبنانية تلعب دور الزوجة المخدوعة في مسلسل «حلو الغرام»

مي صايغ
مي صايغ
TT

مي صايغ: ممثلو الجيل الحالي يبحثون عن «الشهرة» ولا يحترمون الوقت

مي صايغ
مي صايغ

وصفت الممثلة اللبنانية مي صايغ دورها في مسلسل «حلو الغرام» بأنه مختلف عما سبق وقدمته. وقالت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «عندما قرأت النص لمست أن الدور جديد لا سيما أنه يعالج مشكلة لم يسبق أن تطرق إليها أي عمل درامي آخر». وتضيف: «فأنا من الأشخاص الذين لم يكونوا على علم بأن أي علاقة تنشأ بين الاختصاصي النفسي ومريضه ممنوعة ويحاسب عليها القانون الطبي، كما أن دوري بحد ذاته فجر طاقات جديدة في داخلي كممثلة، فهذا الصراع الذي تعيشه (هيام) الزوجة المخدوعة تطلب مني الحنان والقساوة في الوقت نفسه مما جعلني أبرز كل قدراتي».
ورأت مي صايغ، وهي ممثلة مخضرمة مضى على مسيرتها الفنية أكثر من 20 سنة، أن النص المكتوب من قبل طارق سويد جاء عفويا وغير مصطنع، مما انعكس إيجابا على الممثلين أجمعين، وأنه برأيها هو سر العمل الناجح. كما رأت أن المخرج جو فاضل لعب دورا أساسيا في تنفيذ العمل باحتراف، إذ استطاع أن يحرك شعور الممثلين المشاركين بالجملة وحواسهم، مما أضفى عليه واقعية ملموسة، وأن هذا المخرج بالذات في استطاعته أن يحول أي شخص إلى ممثل لإتقانه اللعبة.
أما عن أكثر المشاهد التي تطلبت منها جهدا، فهي تلك التي وضعتها في موقفين مختلفين في مشهد واحد، إذ كان عليها أن تقنع المشاهد بأنها مغلوبة على أمرها، وبالوقت نفسه يسكن الشر نظراتها وقلبها وتتسلح بدموع التماسيح.
وعن كيفية تقمصها عادة أي دور تقوم به ترد: «ليس هناك من تمرينات أو تحضيرات أتبعها قبل شروعي في التمثيل، فكل ما في الأمر هو إما أنك تمثلين بإحساس أو لا، وبقليل من التركيز صرت متمكنة في أداء أدواري كما يجب».
وعن كونها تجسد دور امرأة متزوجة من شاب يصغرها عمرا سألتها عن رأيها بهذه الظاهرة التي تفشت أخيرا بين عدد من النساء في لبنان، فأوضحت قائلة: «الحب لا عمر له أو سن تحدده، فالانسجام بين اثنين لا يتقيد بقالب زمني أو عمر معين، وكم من مرة تتزوج المرأة من شخص بعمرها أو يكبرها سنا ويصلان إلى الطلاق، فبرأيي ليست هناك قاعدة في هذا الموضوع، وليس في استطاعتنا أن نحكم سلفا على العلاقات العاطفية».
وعما إذا كان هذا المسلسل يمثل عودتها إلى النجومية من بابها العريض قالت: «ولا مرة فكرت بالنجومية أو قصدت أن أجسد دورا ما لأصبح نجمة، فممكن أي دور تؤديه ولو كانت مساحته صغيرة أن يترسخ في ذاكرة المشاهد، فليس طول الدور أو عرضه هو ما يحدد نجومية الممثل». وتتابع: «مثلا مثلت دورا ثانويا في (حلوة وكذابة) ومع ذلك ترك انطباعا جيدا لدى الناس». وإذا كانت تنزعج من كونها الرقم الثاني في المسلسلات التي تشارك فيها تدافع وتقول: «أفضل أن أحافظ على مستواي التمثيلي وأكون ضمن لائحة الرقم اثنين على أن أكون في الصف الأول وأسجل تراجعا يضعني في مرتبة أقل. كما أن باستطاعتنا كممثلين أن نطل على الشاشة طيلة أيام السنة، ولكن ذلك لا يخدمنا، لا سيما إذا كانت الأعمال التي نشارك فيها ليست على المستوى المطلوب، فالمهم الجودة وليست الكمية، أما المراتب فهي تتغير بين ليلة وضحاها».
أما عتبها الكبير فتوجهه إلى القيمين على أعمال الدراما في لبنان والذين يستبعدون مشاركة الممثل المتقدم في السن. وتعلق: «هؤلاء الممثلون هم أساتذة وحققوا نجومية في أيام صباهم فلماذا نتخلى عنهم اليوم ولا نبحث إلا عن الوجوه الشابة؟ فالقائمون على الأعمال الدرامية في تركيا أو في الغرب عامة يعطون هؤلاء قيمة في أعمالهم فلماذا لا نعاملهم بالمثل في بلادنا؟».
وعن الفرق الذي تلاحظه بين أجواء التمثيل اليوم والحقب الفائتة تقول: «هناك طبعا كمية إنتاج أكبر وكثافة في الكتابة التي كانت تقتصر في الماضي على مؤلفين لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة، ولا شك أنني أحن إلى أيام شاركت فيها ممثلين عمالقة أمثال الراحلين فيليب عقيقي وإبراهيم مرعشلي ومحمود سعيد وغيرهم، ولكن ذلك لا يعني أن الأجواء الحالية ليست على ما يرام، ولكن مع فرق بسيط وهو أننا في الماضي كنا نعمل باندفاع ولشدة شغفنا بالتمثيل، أما اليوم فهناك البعض من الممثلين الجدد الذين يطرقون باب التمثيل من أجل الوصول إلى الشهرة فقط وليس من باب حب العمل أو الموهبة». أما ملاحظتها على جيل اليوم فتشمل أيضا عدم احترامهم للوقت، فبرأيها الممثل المحترف هو الملتزم بكامل مسؤولياته وليس بجزء منها دون غيره.
وعن ذكرياتها في تلك الحقبة تقول: «هي ذكريات جميلة جدا لا يمكنني أن أنساها، فعندما تقف مقابل ممثلين أساتذة أمثال أنطوان كرباج، أو أمام الراحلين ليلى كرم وإيلي صنيفر، فهي بمثابة لحظات قيمة في مشواري التمثيلي لا يمكنني أن أنساها».
وعن متابعتها للمسلسلات الحالية تقول: «حاليا أتابع مسلسل (وأشرقت الشمس) فهو عمل جميل وفيه نخبة من الممثلين اللبنانيين الذين نكن لهم كل احترام ومودة، كما أنه مكتوب بطريقة شيقة تدفعك إلى متابعته دون ملل».
أما عن تطور مسيرتها قلبا وقالبا فتقول: «بالطبع هناك تغييرات كثيرة لامستني إن ظاهريا أو ضمنيا، فاليوم نضجت وصرت متصالحة أكثر مع نفسي، ويكفي أنني أحب الحياة لأبدو كما أنا عليه على الشاشة».
وعمن يلفتها من نجوم اليوم تقول: «آه.. لا يمكنني أن أحصيهم فجميعهم فيهم البركة بدءا بسيرين عبد النور ونادين الراسي ومرورا بالعملاقة رلى حمادة ووصولا إلى جيل الشباب أمثال داليدا خليل، فهذه الأخيرة لمست لديها شغفا غير طبيعي للتمثيل، فهي لا توفر نصيحة أو تعبا وجهدا لتطوير تمثيلها، وهو أمر قلما نجده اليوم لدى الممثلات الصاعدات، وأنا على فكرة على اتصال دائم معها منذ أن شاركنا معا في مسلسل (حلوة وكذابة)».
أما نصيحتها للجيل الجديد فتختصرها بالتالي: «عليهم أن يعرفوا كيفية انتقاء أدوارهم وأن لا يقعوا في فخ التكرار، وليس هناك في الأمر عيب إذا ما تابعوا من سبقهم في هذا المجال وتعلموا من خبراتهم وتجاربهم. كما أنصحهم بأن يتعمقوا في تجسيد الدور المطلوب منهم، فلا يقرأوه فقط من الخارج ويؤدوه بسطحية، لأن الإحساس بأداء الدور على المستوى المطلوب يشكل عصب الممثل الناجح».



بشرى لـ«الشرق الأوسط»: الغناء التجاري لا يناسبني

الفنانة بشرى مع زوجها (حسابها على {فيسبوك})
الفنانة بشرى مع زوجها (حسابها على {فيسبوك})
TT

بشرى لـ«الشرق الأوسط»: الغناء التجاري لا يناسبني

الفنانة بشرى مع زوجها (حسابها على {فيسبوك})
الفنانة بشرى مع زوجها (حسابها على {فيسبوك})

وصفت الفنانة المصرية بشرى الأغاني الرائجة حالياً بأنها «تجارية»، وقالت إن هذا النوع لا يناسبها، وأرجعت غيابها عن تقديم أغنيات جديدة لـ«صعوبة إيجادها الكلمات التي تشعر بأنها تعبر عنها وتتشابه مع نوعية الأغنيات التي ترغب في تقديمها لتعيش مع الجمهور».

وقالت بشرى في حوار مع «الشرق الأوسط» إن «كثيراً من الأغنيات التي نجحت في الفترة الأخيرة تنتمي لأغاني (المهرجانات)، وهي من الأشكال الغنائية التي أحبها، لكنها ليست مناسبة لي»، معربة عن أملها في تقديم ثنائيات غنائية على غرار ما قدمته مع محمود العسيلي في أغنيتهما «تبات ونبات».

وأكدت أن «الأغاني الرائجة في الوقت الحالي والأكثر إنتاجاً تنتمي للون التجاري بشكل أكثر، في حين أنني أسعى لتقديم شكل مختلف بأفكار جديدة، حتى لو استلزم الأمر الغياب لبعض الوقت، فلدي العديد من الأمور الأخرى التي أعمل على تنفيذها».

وأرجعت بشرى عدم قيامها بإحياء حفلات غنائية بشكل شبه منتظم لعدة أسباب، من بينها «الشللية» التي تسيطر على الكثير من الأمور داخل الوسط الفني، وفق قولها، وأضافت: «في الوقت الذي أفضل العمل بشكل مستمر من دون تركيز فيما يقال، فهناك من يشعرون بالضيق من وجودي باستمرار، لكنني لا أعطيهم أي قيمة». وأضافت: «قمت في وقت سابق بالغناء في حفل خلال عرض أزياء في دبي، ولاقى رد فعل إيجابياً من الجمهور، ولن أتردد في تكرار هذا الأمر حال توافر الظروف المناسبة». وحول لقب «صوت مصر»، أكدت بشرى عدم اكتراثها بهذه الألقاب، مع احترامها لحرية الجمهور في إطلاق اللقب على من يراه مناسباً من الفنانات، مع إدراك اختلاف الأذواق الفنية.

وأضافت: «أحب عمرو دياب وتامر حسني بشكل متساوٍ، لكن عمرو دياب فنان له تاريخ مستمر على مدى أكثر من 30 عاماً، وبالتالي من الطبيعي أن يمنحه الجمهور لقب (الهضبة)، في حين أن بعض الألقاب تطلق من خلال مواقع التواصل، وفي أوقات أخرى يكون الأمر من فريق التسويق الخاص بالمطرب».

بشرى لم تخفِ عدم تفضيلها الحديث حول حياتها الشخصية في وسائل الإعلام، وترى أن إسهاماتها في الحياة العامة أهم بكثير بالنسبة لها من الحديث عن حياتها الشخصية، وتوضح: «كفنانة بدأت بتقديم أعمال مختلفة في التمثيل والغناء، وعرفني الجمهور بفني، وبالتالي حياتي الشخصية لا يجب أن تكون محور الحديث عني، فلست من المدونين (البلوغر) الذين عرفهم الجمهور من حياتهم الشخصية».

وتابعت: «قررت التفرغ منذ شهور من أي مناصب شغلتها مع شركات أو جهات لتكون لدي حرية العمل بما أريد»، لافتة إلى أنها تحرص على دعم المهرجانات الفنية الصغيرة والمتوسطة، مستفيدة من خبرتها بالمشاركة في تأسيس مهرجان «الجونة السينمائي»، بالإضافة إلى دعم تقديم أفلام قصيرة وقيامها بتمويل بعضها.

وأوضحت أنها تعمل مع زوجها خالد من خلال شركتهما لتحقيق هذا الهدف، وتتواجد من أجله بالعديد من المهرجانات والفعاليات المختلفة، لافتة إلى أن لديها مشاريع أخرى تعمل عليها، لكنها تخوض معارك كثيرة مع من وصفتهم بـ«مافيا التوزيع».

وعارضت المطربة والممثلة المصرية الدعوات التي يطلقها البعض لإلغاء أو تقليص الفعاليات الفنية؛ على خلفية ما يحدث في المنطقة، مؤكدة أن «المهرجانات الفنية، سواء كانت سينمائية أو غنائية، تحمل إفادة كبيرة، ليس فقط لصناع الفن، ولكن أيضاً للجمهور، وأؤيد التحفظ على بعض المظاهر الاحتفالية؛ الأمر الذي أصبحت جميع المهرجانات تراعيه».

وحول مشاريعها خلال الفترة المقبلة، أكدت بشرى أنها تعمل على برنامج جديد ستنطلق حملته الترويجية قريباً يمزج في طبيعته بين اهتمامها بريادة الأعمال والفن، ويحمل اسم «برا الصندوق»؛ متوقعة عرضه خلال الأسابيع المقبلة مع الانتهاء من جميع التفاصيل الخاصة به.