تونس: اتحاد الشغل يستأنف مفاوضاته مع الحكومة حول أزمة الأجور

فيما تتواصل إضرابات رجال التعليم احتجاجاً على تردي ظروف العمل

TT

تونس: اتحاد الشغل يستأنف مفاوضاته مع الحكومة حول أزمة الأجور

أعلن الاتحاد العام التونسي للشغل أنه سيبدأ مفاوضات جديدة مع الحكومة خلال الأسبوع الجاري، وذلك بهدف التوصل إلى اتفاق بشأن الزيادة في الأجور في الوظيفة العمومية، قبل الإضراب العام المقرر بعد نحو أسبوعين.
وقال سامي الطاهري، الأمين العام المساعد للاتحاد، أمس، حسب تقرير بثته وكالة الأنباء الألمانية، إن جلسة مفاوضات جديدة ستنطلق مع بداية يناير (كانون الثاني) الجاري حول ملف الزيادات في الأجور، بعد فشل آخر جلسة مع وفد الحكومة.
وأوضح الطاهري، في تصريح إذاعي له أمس، أن «وفد الاتحاد لم يتوصل إلى اتفاق مع الحكومة في آخر جلسة لأنها قدمت مقترحات هزيلة».
ويسود توتر حاد بين اتحاد الشغل والحكومة بسبب الفشل في التوصل إلى اتفاق حول زيادات الأجور في الوظيفة العمومية، مما أدى إلى إعلان إضراب عام شمل أكثر من 650 ألف موظف، واحتجاجات أمام مقر البرلمان في 22 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وكان الاتحاد قد أعلن أنه سينظم إضراباً عاماً ثانياً، يشمل القطاع العام والوظيفة العمومية، في 17 من يناير الجاري. وفي غضون ذلك، يخوض قطاع التعليم بشكل خاص إضرابات واحتجاجات ما تزال مستمرة إلى يومنا هذا، للمطالبة بتحسين الأجور وظروف العمل.
وأجرى الرئيس الباجي قائد السبسي، يوم الجمعة الماضي، وساطة بين ممثلي الاتحاد والحكومة، بحضور ممثلي الأحزاب الداعمة لحكومة يوسف الشاهد، بهدف البدء في مشاورات للوصول إلى حلول توافقية، فيما تقول الحكومة التي تواجه صعوبات في المالية العمومية، وضغوطاً من المؤسسات المالية المقرضة للسيطرة على كتلة الأجور، إن التفاوض يجب أن يكون في نطاق قدرة الدولة على تلبية المطالب المالية.
وفي خضم الأزمة المتفاقمة بين نقابة العمال والحكومة، فاجأ اتحاد الشغل، كبرى نقابات العمال في تونس، الساحة السياسية قبل أيام بإعلانه عن إمكانية تقدم النقابة بمرشح للمنافسة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، ودخول الانتخابات البرلمانية ببرنامج سياسي متكامل، وهي المرة الأولى التي تعلن فيها نقابة العمال صراحة عن إمكانية خوضها الانتخابات، والترشح بقائمات انتخابية نقابية.
وفي هذا الصدد، قال بوعلي المباركي، الرئيس المساعد للاتحاد، في تصريح إعلامي إن «من حق أي قيادي من الاتحاد قانونياً الترشح. هذا من حيث المبدأ، لكن القرار يبقى بيد مؤسسات الاتحاد وهيئته الإدارية الوطنية (أعلى سلطة في نقابة العمال)»، على حد تعبيره.
وأضاف المباركي موضحاً: «الترشح مطروح لدى الهيئة الإدارية الوطنية، ونحن معنيون بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة، غير أننا ما زلنا نتناقش حول كيفية المشاركة».
لكن بعض القيادات السياسية المشاركة في الائتلاف الحاكم، ومن بينها حركة النهضة، اتهمت اتحاد الشغل بالانغماس في ممارسة السياسة، بدل التفرغ لمشاكل العمال، واعتبرت مجموعة المواقف التي يتخذها من ميزانيات الدولة، أو المفاوضات الاجتماعية التي يخوضها، أو الاحتجاجات التي ينظمها، ذات طابع سياسي، وبعيدة عن الدفاع عن مطالب العمال المهنية. لكن اتحاد الشغل ظل ينفي اهتمامه بالسياسة، مؤكداً أن عمله والمواقف التي يتخذها «ليست سوى مجرد اهتمام بالشأن الوطني».
من جهة ثانية، أعلنت الداخلية التونسية ضبط وإنقاذ 45 مهاجراً غير شرعي قبالة السواحل الشرقية للبلاد. وأوضحت الوزارة، في بيان على موقعها الإلكتروني أمس، أن الموقوفين من جنسيات أفريقية مختلفة، وأن دورية بحرية تابعة للمنطقة البحرية للحرس الوطني في قرقنة (شرق البلاد) تمكنت من ضبطهم. وكشف البيان أن المهاجرين انطلقوا من سواحل زوارة بليبيا على متن زورق مطاطي متداعٍ.
وتعتبر تونس نقطة عبور للمهاجرين غير الشرعيين، القادمين من دول أفريقية باتجاه السواحل الأوروبية، خصوصاً الإيطالية.
وقد شهدت السواحل التونسية حوادث مأساوية هذا العام بسبب الهجرة غير الشرعية بحراً نحو السواحل الإيطالية، أبرزها في يونيو (حزيران) الماضي، عندما غرق مركب لمهاجرين غير شرعيين من عدة جنسيات، كان يقل نحو 180 شخصاً، لقي 84 منهم حتفهم.



مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)

تسعى الحكومة المصرية، لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في مجال إدارة الموارد المائية، في ظل تحديات كبيرة تواجهها تتعلق بـ«محدودية مواردها». وخلال لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنجلينا إيخورست، الاثنين، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، التعاون بين الجانبين، في «إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجتها».

وتعاني مصر عجزاً مائياً، حيث يبلغ إجمالي الموارد المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، في مقابل احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، وبنسبة عجز تقدر 54 مليار متر مكعب، وفق «الري المصرية».

وتعتمد مصر على حصتها من مياه نهر النيل بنسبة 98 في المائة، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وحسب بيان لـ«الري المصرية»، ناقش سويلم، مع سفيرة الاتحاد الأوروبي، مقترحات تطوير خطة العمل الاستراتيجية (2024-2027)، طبقاً للأولويات المصرية، مشيراً إلى الدعم الأوروبي لبلاده في مجالات «رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ».

ووقَّعت الحكومة المصرية، والاتحاد الأوروبي، إعلاناً للشراكة المائية، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، COP28، الذي عُقد في دبي عام 2023، بهدف تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الحوار، وتبادل الخبرات.

وأوضح وزير الري المصري أن «الإجراءات التي تتبعها بلاده لرفع كفاءة استخدام المياه، تندرج تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري»، منوهاً بقيام الوزارة حالياً «بتأهيل المنشآت المائية، ودراسة التحكم الآلي في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، والتوسع في مشروعات الري الحديث»، إلى جانب «مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، ودراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء».

ومن بين المشروعات المائية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، «البرنامج القومي الثالث للصرف، وتحسين نوعية المياه في مصرف (كيتشنر)، وتحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر، ومراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد».

وتعوِّل الحكومة المصرية على الخبرات الأوروبية في مواجهة ندرة المياه، وفق أستاذ الموارد المائية، في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، الذي أشار إلى أن «القاهرة سبق أن استعانت بخبراء أوروبيين لصياغة حلول للتحديات المائية التي تواجهها مصر»، وقال إن «كثيراً من المقترحات التي قدمها الخبراء تنفذها الحكومة المصرية في سياستها المائية، ومن بينها التوسع في مشروعات معالجة المياه، وتحلية مياه البحر، واعتماد نظم الري الحديث».

وللتغلب على العجز المائي شرعت الحكومة المصرية في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار، تشمل بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية، إضافة إلى تطبيق مشروع تحول للري الزراعي الحديث.

ويعتقد نور الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخبرة الأوروبية في مجال تطوير إدارة المياه والتغيرات المناخية هي الأفضل في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تسعى إلى الاستفادة من المنح الأوروبية المقدَّمة في تلك المجالات، وخصوصاً، التكيف مع التغيرات المناخية»، معتبراً أن «التعامل مع العجز المائي في مصر من أولويات السياسة المائية المصرية».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، الذي أشار إلى أن «التعاون المائي بين الجانبين يأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي جرى توقيعها بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، لتطوير التعاون بمختلف المجالات».

ويرى شراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتحاد الأوروبي يمتلك التكنولوجيا والخبرات الحديثة بشأن تطوير استخدام المياه، خصوصاً في الدول التي تعاني من شح مائي».