خبراء: يجب وضع أهداف استراتيجية لدمج التقنية بالتعليم

80 في المائة من معارف خمس الجامعيين تتحصل عبر الإنترنت

خبراء: يجب وضع أهداف استراتيجية لدمج التقنية بالتعليم
TT

خبراء: يجب وضع أهداف استراتيجية لدمج التقنية بالتعليم

خبراء: يجب وضع أهداف استراتيجية لدمج التقنية بالتعليم

تشير التوقعات في مجال تقنيات التعليم على المستوى العالمي، إلى أن واحدا من بين خمسة طلاب جامعيين سيتلقى 80 في المائة من نسبة تعليمه عبر الإنترنت في العام الحالي. وفي الوقت ذاته، يتلقى 32 في المائة من طلبة التعليم العالي - في مرحلتي الماجستير والدكتوراه - دورة واحدة على الأقل عبر الإنترنت.
واستعرضت تلك الأرقام، من خلال مؤتمر «عرب نت» الذي أقيم بالعاصمة السعودية، الرياض، في مطلع ديسمبر (كانون الأول) الحالي. ونوقشت خلال جلسة «التقنية في التعليم» نقاطا عدة هدفت لاستطلاع أهمية دمج التقنية بالتعليم، لا سيما في مرحلة التعليم العام. ويأتي ذلك مترتبا على خطط كثير من الحكومات في العالم العربي، بما فيها السعودية لمبادرات واسعة النطاق لتزويد الفصول الدراسية بأجهزة لوحية تُستخدم من الطلاب والمعلمين.
المهندس عبد الجبار العبد الجبار الرئيس التنفيذي لشبكة «نسيج» على الإنترنت، قال إن التعليم الرقمي قد ينظر له كموازٍ لكل الاستخدامات التقنية في التعليم، عبر تقنية المعلومات لتطوير وتحسين العملية التعليمية، وكل ما يتعلق باستخدام التقنية في تسخير وتعزيز القدرة التعليمية في الفصول أو تفاعلية عبر الإنترنت لإيصال المعلومة.
ومن خلال الجلسة، بيّن المهندس خالد عدس مدير العلاقات الاستراتيجية في شركة «إنتل»، الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن التعليم بالأرقام يشمل ستة ملايين طالب وطالبة في كل مراحل التعليم العام، و500 ألف معلم، ومع أسرهم يمثلون تقريبا 70 في المائة من المجتمع السعودي، فهو بذلك قطاع كبير ومهم على المستوى الوطني.
وأضاف عدس أن تطور دخول التقنية في التعليم في العالم عبر عدة مراحل، من معامل الحاسب الآلي، ثم الأجهزة المحمولة داخل الفصل، حتى وصلت إلى التعليم عبر الأجهزة اللوحية والتفاعل عبرها من المعلم والطلاب.
وقال عدس: «التقنية برأيي أداة لتحسين مخرجات التعليم، والتوجه الحالي هو لما يسمى بمهارات القرن الحادي والعشرين»، موضحا أن للشركة تجربة على مستوى 50 مدرسة سعودية في دمج التقنية بالتعليم، بتزويد المعلمين والمعلمات وطلابهم بأجهزة حاسب آلي، وتدريبهم عليها نتج عنها أن 90 في المائة من الطلاب تأثروا بشكل إيجابي من حيث مستواهم التحصيلي وتفاعلهم داخل الفصل الدراسي.
في حين بيّن فؤاد الفرحان شريك مؤسس في منصة رواق للتعليم المفتوح على الإنترنت، أن الوضع الحالي من حيث استخدام التقنية، إذا قورن قطاع البنوك والأعمال، فهي علاقة غير متكافئة، ولا تقارن القفزات الهائلة في القطاع المالي عند استخدامه للتقنية، ويُضاف إلى ذلك تأثيره في الحكومة الإلكترونية ووسائل الإعلام.
وقال الفرحان: «رغم كل هذه التطورات من حولنا، لا تزال الجامعات والمدارس السعودية على المنوال ذاته فيما يخص العملية التعليمية، حيث لم تحدث التقنية أثرها إلا على نحو طفيف». وأرجع الفرحان الأسباب إلى أن الإبداع في الأفكار، التي تغير من وجه القطاعات التي عادة ما تكون من شركات ناشئة، تدعم ماليا من الاستثمارات المحلية، حيث ما زال هناك تحفظ وتخوف حتى على المستوى العالمي على دعم المشاريع التقنية عالية المخاطرة.
المهندس العبد الجبار، بحكم خبرته الممتدة لأكثر من 20 سنة في المجال الرقمي، أشار إلى أنه لم تجرِ الاستفادة من فرص الاستثمار في المجال التعليمي بالسعودية كما يجب، مقارنة بالقطاعات الأخرى، وفي المقابل هناك إنفاق حكومي كبير خلال السنوات العشر الماضية على العتاد وتجهيز معامل الحاسب الآلي في المدارس والجامعات، إلا أنها لم تأت إلى الآن بالفوائد المرجوة بتعزيز عملية التعليم. ويقيم العبد الجبار توفير المصادر، أو المعلومات البحثية وتسهيل وصول الطالب لها كواحدة من أصعب المتطلبات لدمج التقنية بالتعليم، عبر تسخيرها ضمن استراتيجية تعليمية واضحة الاتجاه ولها أهداف نهائية، دون الاكتفاء بتوفير العتاد.
دمج التقنية بالتعليم، لا يزال حديث الساعة من الخبراء والمهتمين بالجانب التربوي، مع تأكيدهم جميعا على أهمية وضع خطة طويلة المدى تراعي خصائص التعليم في كل دولة، والسلوك التربوي المتبع في المدارس والمؤسسات التعليمية الأخرى.



جامعة أوكلاند النيوزيلندية... حرية أكاديمية وتاريخ مثير للجدل

جامعة أوكلاند النيوزيلندية... حرية أكاديمية وتاريخ مثير للجدل
TT

جامعة أوكلاند النيوزيلندية... حرية أكاديمية وتاريخ مثير للجدل

جامعة أوكلاند النيوزيلندية... حرية أكاديمية وتاريخ مثير للجدل

تعد جامعة أوكلاند أكبر جامعة في نيوزلندا، وتقع في مدينة أوكلاند. وتأسست الجامعة في عام 1883 بصفتها هيئة تأسيسية تابعة لجامعة نيوزيلندا، وتتكون الجامعة من ثماني كليات موزعة على ستة أفرع، ويبلغ عدد الطلاب نحو 40 ألفا.
وكانت الجامعة تجري القليل من الأبحاث حتى ثلاثينات القرن الماضي، عندما ازداد الاهتمام بالأبحاث الأكاديمية خلال فترة الكساد الاقتصادي. وعند هذه المرحلة، أصدر المجلس التنفيذي للكلية عددا من القرارات التي تتعلق بالحرية الأكاديمية بعد الإقالة المثيرة للجدل للمؤرخ النيوزيلندي جون بيغلهول (ويقال إن سبب الإقالة خطاب أرسله إلى إحدى الصحف يدافع فيه عن حق الشيوعيين في نشر آدابهم في المجال العام)، الأمر الذي ساعد في تشجيع نمو الكلية وأبحاثها.
وافتتحت الملكة إليزابيث الثانية مبنى كلية الطب الجديدة في غرافتون بتاريخ 24 مارس (آذار) من عام 1970.
وفي مايو (أيار) لعام 2013 ابتاعت الجامعة موقعا تبلغ مساحته 5 أفدنة لصالح حرم الجامعة بالقرب من منطقة المال والأعمال الرئيسية في نيوماركت. وسوف يوفر الموقع المشترى للجامعة إمكانية التوسع على مدى الخمسين عاما المقبلة مع كلية الهندسة التي تتخذ مكانها بصفتها أولى كليات الحرم الجامعي الجديد اعتبارا من عام 2014. وتعتبر جامعة أوكلاند من أفضل الجامعات في نيوزيلندا، وفقا لآخر إصدار من تقرير التصنيفات الجامعية العالمية.
ولقد هبطت مرتبة الجامعة درجة واحدة فقط على الصعيد العالمي في العام الماضي، وهي تحتل الآن المرتبة 82 بين أفضل جامعات العالم، لكنها تعتبر الأفضل في البلاد رغم ذلك.
ومن بين مؤشرات التصنيف الجامعية الستة والمستخدمة في تقييم الجامعات العالمية، أحرزت جامعة أوكلاند أعلى الدرجات من حيث السمعة الأكاديمية التي تحتل الجامعة بسببها المرتبة 56 على العالم.
ويأتي هذا الترتيب نتيجة للأداء القوي للجامعة على مؤشر التصنيفات الجامعية العالمية لعام 2017، حيث حازت على مرتبة مميزة بين أفضل عشرين جامعة في العالم بالنسبة لعلوم الآثار والتعليم.
كان روجر كيرتس غرين، البروفسور الفخري لعصور ما قبل التاريخ، وحتى وفاته في عام 2009 من أقدم أعضاء هيئة التدريس بالجامعة، وهو الحاصل على درجة البكالوريوس من جامعة نيومكسيكو، ودرجة الدكتوراه من جامعة هارفارد، وزميل الجمعية الملكية في نيوزيلندا. ولقد كان عضوا في هيئة التدريس من عام 1961 حتى 1966، ثم من عام 1973 حتى وفاته، وعضو هيئة التدريس الأطول من حيث سنوات الخدمة وغير المتقاعد هو برنارد براون الحائز على وسام الاستحقاق النيوزيلندي، ودرجة البكالوريوس في القانون من جامعة ليدز، ودرجة الماجستير (التخصص) في القانون من جامعة سنغافورة. ولقد كان محاضرا متفرغا في كلية الحقوق بالجامعة من عام 1962 حتى 1965، ثم من عام 1969 فصاعدا، أما ويليام فيليبس، وهو من أبرز خبراء الاقتصاد المؤثرين والمعروف بمنحنى فيليبس الشهير، فقد كان يدرس في الجامعة من عام 1969 حتى وفاته في عام 1975، وعكف روبرت جنتلمان وروس إيهاكا في تسعينات القرن الماضي على تطوير لغة «R» للبرمجة الحاسوبية في الجامعة، التي تستخدم على نطاق واسع من قبل علماء الإحصاء والبيانات.